تباينات عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
![إيكونوميست](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1495703498349730300/1495704146000/1280x960.jpg)
وفي الولايات المتحدة يعكس هبوط أرباح سندات الأجل الطويل بكل تأكيد التوقعات القائلة إن معدلات الأجل القصير سوف تكون أدنى لفترة أطول. وفي الأيام التي تلت التصويت مباشرة توقعت الأسواق الآجلة قيام مجلس الاحتياط الفدرالي بخفض معدلات الفائدة – وفيما تبددت تلك الامكانية فقد استمرت أوضاع أموال المجلس على ما هي عليه من استقرار وربما يستمر تسعير الأسواق ضمن معدلات واحدة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
توقعات المستقبل
ما الذي يجري على وجه التحديد؟ ليس في وسعنا معرفة التاثيرات الفعلية التي سوف تعقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سواء في داخل المملكة المتحدة او على الصعيد العالمي، ولكن حتى اذا لم تتغير الأوضاع في الأجل القصير بالنسبة الى النمو الاقتصادي العالمي فإن مدى الاحتمالات اصبح أوسع كما ازدادت امكانات حدوث نتائج سيئة أيضاً.ومن المثير للقلق عدم وجود مساحة واسعة لدى البنوك المركزية لمواجهة أي هزة مالية حتى وإن كانت متواضعة، وليس في الإمكان خفض معدلات الفائدة سواء القصيرة او الطويلة الأجل بقدر أكبر، والأمل الأفضل بالنسبة الى التحفيز النقدي الفعال والمؤثر يتمثل في شراء أصول مصممة من أجل اضعاف عملة دولة ما، ولكن ليس في وسع كل دولة خفض قيمة عملتها في آن معاً، وكان هبوط الجنيه الأسترليني قاسياً بالنسبة الى عملات اخرى، بما في ذلك الدولار، الذي سوف يفضي ارتفاعه الى تقليص الطلب على المنتجات الأميركية ويضعف اقتصاد ذلك البلد.التيسير الكمي
من شأن التيسير الكمي في كل مكان أن يساعد اذا ما عزز التوقعات المتعلقة بالنمو والتضخم. ولكن عند حدود معدلات الصفر وغياب المحفزات المالية الواسعة النطاق لن تتمكن البنوك المركزية من تقديم الكثير من الأمل.وفي عالم من معدلات تضخم متدنية جداً ومعدلات فائدة منخفضة للغاية فإن ما يهدد الاقتصاد العالمي ليس التأثيرات التجارية أو الاستثمار بل الخوف، وفي الأوقات العادية لا يشكل ذلك الخوف بداية لركود اقتصادي، ولكن عندما تفتقر البنوك المركزية الى الأدوات التي كانت تستخدمها في الماضي من أجل طمأنة الأسواق، فإن القليل من الخوف يصبح كافياً لخلق مشكلة كبيرة.