الغموض يحيط بمستقبل شفاينشتايغر مع المنتخب الألماني
بات استنفاد باستيان شفاينشتايغر لطاقته إلى الدرجة التي لا يستطيع معها الحركة على أرضية الملعب ظاهرة متكررة في مباريات الأدوار النهائية لمنتخب ألمانيا، بالبطولات الكبرى، لكن الفريق واجه مساء أمس الاول، نهاية غير سارة لمشواره ببطولة أوروبا، بعد عامين من تتويجه بكأس العالم.كان شفاينشتايغر، تحدى المشككين بل وتحدى قدراته الجسدية، أملاً في تقديم دور حاسم خلال مباراة المنتخب، أمام نظيره الفرنسي أمس الاول في نصف نهائي أمم أوروبا، لكن إسهامه الأبرز تمثل في خطأ تسبب في احتساب ضربة جزاء، جاء منها الهدف الأول للمنتخب الفرنسي، الذي أنهى المباراة فائزا بهدفين.ففي اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، تصدى شفاينشتايغر للكرة بيده داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم الإيطالي، ضربة جزاء للمنتخب الفرنسي، سجل منها أنطوان جريزمان هدف التقدم قبل أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 72.
وقال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني: "لا أعرف ما إذا كانت ضربة جزاء أم لا. عند النظر إلى طريقة تعامله مع الكرة ، يبدو الأمر وكأنها لمسة يد، لكنه كان حظا سيئا بشكل عام".وأضاف: "لا يمكن إلقاء اللوم عليه، لكنه رفع يده لأعلى، وما كان يفترض عليه ذلك. هناك بعض الحركات التي لا يمكن التحكم بها أحيانا".وبشكل عام، كان القرار يبدو قاسيا على شفاينشتايغر، الذي قدم أداءً مرضيا طوال 44 دقيقة قبلها، وقدم دعما ملموسا بتمريراته وحاز إعجاب الجماهير.وقال أسطورة الكرة الألماني فرانز بيكنباور الملقب باسم "القيصر": "جميعنا يدرك مدى قوة إرادته شفاينشتايغر. لاتزال أمام أعيننا صورته وهو ينزف الدم من وجهه خلال نهائي كأس العالم.وكان شفاينشتايغر، تعرض خلال مباراة الأرجنتين، بنهائي كأس العالم، قبل عامين، للالتحامات حتى نزف دما من وجهه، وكان يبدو وكأنه على وشك الانهيار في الدقائق الأخيرة التي أظهر فيها قوة إرادة هائلة خلال الوقت الإضافي، ولكن يبدو أن هذا النوع من الجهد يكلف صاحبه ثمنا باهظًا في حالة عدم تحقيق المطلوب.وكانت صحيفة إنكليزية، كتبت عن شفاينشتايغر (31 عاما) قبل انطلاق البطولة: "من المسلم به حاليا على نطاق واسع في بلاده، أن اللاعب الذي تحدى آلامه وقدم أداء بطوليا ليقود الفريق إلى التتويج في كأس العالم، بات الآن قوة متهالكة بجسد منهك وأصبح أكثر عرضة للإصابة". وقال شفاينشتايغر عقب مباراة أمس الأول: "بالطبع. الخروج أمر مخيب للآمال".وأضاف: "لكن المنتخب الألماني سيواصل المضي قدما في طريقه بالتأكيد. ومثلما قلت قبل البطولة، لا أفكر في أمر البقاء مع المنتخب. لقد قدمت كل ما لدي من طاقة في هذه البطولة".وطالب أوليفر بييرهوف، مدير المنتخب الألماني كل الأطراف بالتمهل في اتخاذ القرارات، وصرح قائلاً: "بعد مثل هذه الفترة، يحتاج الجميع إلى الوقت والمجال (للتفكير)، ثم نرى ما سيحدث".
رسالة إلى جماهير ألمانيا
وجه باستيان شفاينشتايغر، قائد المنتخب الألماني، رسالة إلى مشجعي "المانشافات"، بعد توديع بطولة كأس الأمم الأوروبية.ونشرت الصفحة الرسمية للمنتخب الألماني على موقع "فيسبوك"، أمس، رسالة شفاينشتايغر، التي قال فيها: "حقا من العار ألا يتحقق حلمنا في الوصول إلى المباراة النهائية".وأضاف: "للأسف، لقد ودعنا البطولة أمام فرنسا. افتقدنا القليل من الحظ أمامهم، وهو شيء مهم للغاية. الهزائم جزء من اللعبة، حتى لو كانت مؤلمة".وواصل: "بقينا أوفياء لأسلوب لعبنا، وتطورنا كفريق خلال الأسابيع الماضية، وهو ما جعلنا أقوياء في البرازيل منذ عامين خلال بطولة كأس العالم، كما أننا فعلنا الشيء نفسه في فرنسا".وأكمل: "شكرا لجماهيرنا التي ساندتنا أينما كنا. كنتم اللاعب رقم 12 في الفريق. كان حماسكم واضحا، نسمعه ونراه في الملعب، شعرنا أيضا بدعم الجميع بألمانيا. في هذه المرحلة، نود القول شكرا لجميع المشجعين".