أدت إعادة فتح محطة القطارات في بودابست اليوم الخميس إلى تدفق جديد للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا الغربية حيث تطلق نداءات من أجل تقاسم أفضل للاجئين بعد الصدمة التي سببتها صورة طفل لقي حتفه في بحر ايجه.

Ad

فقد اقتحم مئات المهاجرين محطة القطارات الرئيسية في بودابست فور إعادة فتح أبوابها من قبل الشرطة لكن مغادرة القطارات المتوجهة إلى أوروبا الغربية لا يزال معلقاً "لفترة غير محددة".

ويزور رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان بروكسل الخميس حيث صرّح أن تدفق المهاجرين إلى بلده "ليس مشكلة أوروبية بل ألمانية".

واستقبل رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز اوربان الذي سيجري محادثات أيضاً مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وحذر توسك في خطاب أمام سفراء الاتحاد الأوروبي الخميس الخميس من "تقسيم بين شرق الاتحاد وغربه" بشأن استقبال اللاجئين، وقال قبيل استقباله اوربان "اعذروني على التبسيط لكن يبدو كما لو أن هناك تقسيماً بين شرق الاتحاد الأوروبي وغربه".

وأضاف أن "بعض الدول الأعضاء لا تفكر إلا بتطويق موجة المهاجرين وهذا ما يرمز إليه السياج المثير للجدل في المجر بينما يريد آخرون مزيداً من التضامن عبر الدفاع عما يسمى حصصاً إلزامية".

وتابع أن "التوصل لأي قاسم مشترك وطموح يشكل تحدياً أساسياً"، بينما لم تتردد ألمانيا في انتقاد بعض دول أوروبا الشرقية التي ترفض استقبال لاجئين عن طريق نظام الحصص هذا.

ودعا توسك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "مضاعفة جهودهم التضامنية" مع دول الصف الأول في مواجهة أزمة الهجرة عبر توزيع استقبال "مئة ألف لاجىء على الأقل"، وقال "ادعو كل دول الاتحاد الأوروبي إلى ابداء تضامن مع الدول الأعضاء التي تواجه موجة هجرة غير مسبوقة".

وكانت المفوضية الأوروبية اعترفت بأن المجر تواجه وضعاً "خطيراً وملحاً" لكنها نأت بنفسها في الوقت نفسه عن مبادرة بودابست بناء سياج على حدودها مع صربيا.

وما زالت أوروبا حيث يتصاعد التوتر في مواجهة تدفق اللاجئين، تحت صدمة صور جثة طفل قذفتها الأمواج إلى الشاطئ بعد غرق مركبين يقلان مهاجرين سوريين.

وانتشرت صور لجثة الطفل ايلان الذي يرتدي قميصاً أحمر وملقى على وجهه على الشاطئ قرب بودروم أحد المنتجعات التركية الرئيسية.

وانتشر هاشتاغ "الإنسانية لفظت على الشاطئ" على موقع تويتر وأصبح بين القضايا الرئيسية المتداولة على موقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير.

وأكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على أن الصورة التي أثارت مشاعر العالم تعكس "الحاجة الطارئة للتحرك".

من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي أن حل أزمة اللاجئين في أوروبا يمر عبر القيام بتحرك في سورية مندداً بأوضاع "مأساوية وفاضحة" مثل تلك التي أدت إلى مصرع الطفل السوري الذي وجدت جثته على شاطىء تركي.

واحتلت صور الطفل الصفحات الأولى للصحف الأوروبية.

وتساءلت صحيفة الاندبندنت البريطانية "إذا لم تغير هذه الصور القوية جداً لطفل سوري ألقت الأمواج جثته على شاطىء، موقف أوروبا فما الذي سيغيره؟".

وفي ايطاليا، كتبت صحيفة لاريبوبليكا في تغريدة "الصورة التي تسكت العالم"، بينما رأت فيها صحيفة البايس الاسبانية "رمزاً لمأساة الهجرة"، وعنونت الأسبانية ايل بيريوديكو أيضاً "غرق أوروبا".

وفور وصولهم إلى السواحل الايطالية واليونانية، يحاول المهاجرون بشتى الوسائل الوصول إلى ألمانيا، وفي مرفأ بيريوس وحده وصل نحو 4500 منهم الأربعاء إلى الأرض الأوروبية ونقلوا بسفن خاصة من ليسبوس شرق بحر ايجه.

وأعلن خفر السواحل الايطالي ومنظمة أطباء بلا حدود انقاذ نحو ثلاثة آلاف شخص الأربعاء بينهم مئات النساء والأطفال قبالة سواحل ايطاليا.

ولمواجهة هذا التدفق للمهاجرين الفارين من الحرب، أعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الأربعاء أن مجلس الأمن يعتزم اصدار قرار يجيز للاتحاد الأوروبي التدخل في المياه الدولية في البحر المتوسط لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

وقال تشوركين الذي تولت بلاده في مطلع سبتمبر الرئاسة الدورية لمجلس الأمن أن مشروع القرار الذي يعتزم المجلس اقراره "محدود أكثر" من المشروع الذي طرح في بادئ الأمر.

من جهته، رأى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن "الأهم هو جلب السلام والاستقرار" إلى مناطق الأزمات بدلاً من التكفل "بمزيد من اللاجئين".

وهناك مخاوف من أن يؤدي تدفق المهاجرين إلى تهديد حرية التنقل التي تشكل أبرز مبادئ قيام الاتحاد الأوروبي.

وقد أعلنت وزارة الخارجية الايطالية الأربعاء أن ايطاليا وألمانيا وفرنسا تعتبر أن قوانين اللجوء في الاتحاد الأوروبي عفا عليها الزمن وهي بالتالي تطالب بإصلاحها وبتوزيع عادل للمهاجرين على كل دول الاتحاد.

وقالت الوزارة في بيان أن وزراء خارجية الدول الثلاث وقعوا رسالة مشتركة سلطوا فيها الضوء على العيوب التي تشوب قوانين اللجوء المعتمدة في الاتحاد الأوروبي، وطالبوا بإعادة النظر بـ "المضامين وآليات التنفيذ".