شدد العميد أحمد بري رئيس هيئة الأركان للجيش السوري الحر على إنه لا يوجد حتى الآن تفاوض مباشر بين الجيش الحر وجبهة النصرة للإفراج عن المخطوفين من (الفرقة 30) وعددهم سبعة فضلا عن قائدها العقيد نديم الحسن.

Ad

وأضاف بري في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) بالقاهرة " هناك وسطاء محليين من المقاتلين السوريين من الفصائل الإسلامية و فصائل أخرى معتدلة.. هؤلاء يتحدثون مع قيادات النصرة وهؤلاء أحيانا يردون ويعدون خيرا وأحيانا أخرى يتعنتون ويرفضون الرد ">

وبالرغم من عدم وجود جواب أو وعد حاسم من النصرة حتى الآن يتوقع بري ان يثمر التفاوض عن الإفراج عن الحسن ومرافقيه في القريب العاجل ودون مقابل و مساومات

وكشف بري إن بعض " الوسطاء بين الجيش الحر تلقي وعدا بأنه سيتم الإفراج عن الحسن ورفقاه قريبا خاصة وانه لم يثبت عليه شىء خلال التحقيقات التي أجرتها النصرة معه.. حيث أنها تتهمه ومجموعته بالتخابر ضدها لصالح الولايات المتحدة ...أي نقل معلومات عن أماكن ومواقع النصرة للأمريكان تمهيدا لقصفها ".

و كانت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة بسورية قد نشرت مؤخرا شريط فيديو يظهر فيه أشخاص قاموا بخطفهم من (الفرقة 30) التي تتكون من ما يقرب 60 معارضا سوريا تلقوا تدريبا في تركيا على أيدي الأمريكيين ضمن برنامج "المعارضة المعتدلة." و اتهمتهم بأنهم وكلاء لتمرير المشاريع الأمريكية.

وأعرب بري عن تخوفه مما أعلن من قبل مسئولين أمريكيين اليوم حول اعتزام الولايات المتحدة شن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية الذين دربهم الجيش الأمريكي في مواجهة أي مهاجمين لهم ، وقال مشددا " هذا القرار سيثير الحساسيات على الأرض وتحديدا بين الفصائل الإسلامية والفصائل المعتدلة التي يتم تدريبها وسيعمق الشكوك بحقها ".

وألمح رئيس أركان الجيش الحر إلى ان اعتماد ونهج قوات التحالف والقوات الأمريكية تحديدا على التواصل المباشر بقيادات المعارضة ودون أدني تنسيق مع الجيش الحر في مسألة تدريب "المعارضة المعتدلة " يؤدي لشكوك عدة حول تلك الأخيرة ، مؤكدا أن الوضع كان سيختلف كلية لو كان هناك تنسيق مع الجيش الحر وقياداته.

ونفي بري وجود تهديدات أو مؤشرات كانت توحي باحتمالية تعرض عناصر (الفرقة 30 ) للخطر خاصة من قبل النصرة وغيرها من الفصائل الإسلامية المتشددة ، موضحا بالقول " الفرقة دربت بتركيا على أيدي القوات الأمريكية لصالح التحالف الدولي ضد دعش لا ضد الإسلاميين بشكل عام .. ولكن صدرت شائعة أنهم يريدون محاربة التنظيمات الإسلامية المتشددة والإبلاغ عن أماكن تواجدهم".

وأضاف " ثم اعلنت النصرة عن خطف قائد الفرقة ومن معه عند أحد الحواجز في قرية المالكية بمنطقة أعزاز بريف حلب الشمالي حيث كانوا متجهين إلى ضيعة فجو.. وفي اليوم التالي قامت النصرة بتطويق مقر الفرقة واشتبكوا مع عناصرها الباقية وقدمت قوات التحالف دعم جوي لمقاتلي الفرقة 30 وأدي الاشتباك لقتل ما يقرب 18 من عناصر النصرة حينذاك وخمسة من الفرقة ووقوع جرحي من الطرفين". ويذكر ان الجيش الأمريكي قد بدأ برنامجه في مايو 'أيار لتدريب ما يصل إلى 5400 مقاتل سنويا فيما يعد اختبارا لاستراتيجية أوباما بجعل الشركاء المحليين يحاربون المتطرفين وإبقاء القوات الأمريكية بعيدة عن خطوط المواجهة.

من جهته أعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي بعد الرحمن ان حادث الاختطاف لأول مجموعة دربت على يد القوات الأمريكية بتركيا وعند بدء دخولهم للأراضي السورية هو رسالة قوية بلا شك سلبيا على عملية التدريب...كما انها تؤكد سيطرة النصرة على المنطقة.

وشدد مدير المرصد في تصريح هاتفي لوكالة الأنباء الألمانية ( د . ب .أ)على أنه" لا يوجد أحد يستطيع التكهن بمصير العناصر المختطفة ، موضحا إنه مع "سلوك النصرة في قضايا ونماذج مماثلة نجد ان كل شىء ورادا ".

ووصف عبد الرحمن القرار الأمريكي بحماية المعارضين السوريين الذين قامت بتدريبهم " بالقرار جيد فقط إذا استطاعوا ذلك فعليا" ورفض عبد الرحمن ان يكون خطف تلك العناصر من" الفرقة 30" مؤشر ودليل على عدم جدية تدريبهم تحت أيدي القوات الأمريكية ، موضحا بالقول " لقد وقع حادث الاختطاف عن طريق كمين نصب لهم من قبل النصرة عند أحد الحواجز والنصرة لها قوة كبيرة على الأرض هناك ..أي انهم لم يتم خطفهم نتيجة لخوض وخسارة موقعة عسكرية إذن فالأمر لا يتعلق بجدية التدريب من عدمه ".