على مدى مسيرتها الفنية الزاخرة بمحطات مضيئة ونجاحات متتالية، نالت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب جوائز وتكريمات،  آخرها تكريمها من قبل «مهرجان مونديال الإذاعة والتلفزيون».

Ad

 في حوارها مع «الجريدة» تؤكد أيوب ثقتها بعودة المسرح العربي والمصري إلى سابق عهده خلال الفترة المقبلة.

ما شعورك بعد التكريم من قبل «المونديال»؟

التكريم والجوائز أفضل ما يحصل عليه الفنان، أثلجت هذه الحفاوة التي استقبلت بها صدري. أعتبر «مونديال الإذاعة والتلفزيون» بمثابة تظاهرة فنية جميلة تعمل على الترابط  بين الأشقاء العرب، ومد أواصر الصداقة والأخوّة بين الدول العربية. أتمنى أن تكون لدينا احتفاليات مماثلة، لتكريم الفنانين الذين يستحقون ذلك، بعدما أفنوا عمرهم في خدمة الفن.

ما ردّك على من يعتبر أن هذه المهرجانات لا تقدم جديداً للوسط الفني؟

بالعكس، الجميع يستفيد من هذه الفعاليات التي تؤكد للفنانين الشباب أن الفن الجيد هو الذي يبقى، وأن التاريخ يحتفظ بالأعمال الجيدة، ويقدر الفنانين الكبار الذين اجتهدوا على مدار حياتهم الفنية.

باعتبارك إحدى أهم فنانات المسرح العربي، أين المسرح المصري اليوم، وهل  يمكن أن يعود إلى سابق عهده؟

المسرح، كما يعرف الجميع، مرآة الشعوب التي تعكس مدى تحضرها، إنما الأزمات التي تعصف  بالأمة العربية أثرت على الفن عموماً وعلى المسرح خصوصاً، وهذا طبيعي، ولا يدعو إلى التعجب، علاوة على أن تسارع الأحداث والتغيرات اللحظية أثرت سلباً على «أبو الفنون»، للأسف حدث ذلك  في العالم كله، في الفترة الأخيرة، وليس في العالم العربي فحسب.

في إحدى الفترات، وجدنا أن مسارح الدولة انهارت، فيما استمرّ المسرح الخاص يعمل ويتردد عليه الجمهور، كيف تفسّرين ذلك؟

هذه خيارات الجمهور التي تحدد وجهته نحو النوعية التي يرغب في مشاهدتها، ولن يجبره أحد على مشاهدة عمل فني لا يريده،  بل يختار من خلال رغبته وثقافته وشخصيته.

هل من الممكن أن يلقي المسرح الضوء على الأحداث الجارية ومعالجتها ليكون طريق عودة الجمهور إلى «أبو الفنون»؟

من الصعب أن  يرصد المسرح الأحداث الحالية، لأنه يحتاج تجهيزات ضخمة ومشاهدة الأحداث بالكامل ثم الكتابة عنها، فالمسرحية ليست أغنية أو أوبريتاً يُكتب بسرعة، بل تحتاج وقتا طويلا ليستطيع القيمون عليها تقديم فن محترم يعبّر عن الأزمات التي يعيشها المجتمع.

ما توقعاتك لـ «أبو الفنون» خلال الفترة المقبلة؟

سيعود إلى سابق عهده، وأنا متفائلة بذلك، لكن مصر تحتاج حالياً نقلة فنية كبيرة.

كيف يكون ذلك؟

من خلال كتابة قضايا بشكل مختلف ومعالجات مختلفة، كي نرى مسرحاً يتردد عليه الجمهور، لأن المسرح هو روح الفن. شخصياً حين أقف على خشبته أشعر بأنني أملك هذا العالم. أؤكد أنه في حال استقرت أمور المسرح تستقر أحوال باقي الفنون.

شاركت في الفترة الأخيرة في أكثر من عمل آخرها فيلم «الليلة الكبيرة» الذي لم يعرض  لغاية الآن.. ما دورك فيه؟

تدور الأحداث في يوم واحد أثناء الليلة الكبيرة في أحد الموالد، وأجسد فيه شخصية خادمة في أحد المقامات، تقضي حياتها في حضور الموالد، وتعشق أجواء الدراويش ومقامات الأولياء، وتدافع عن هذا المقام ضد محاولة أحد الأشخاص لهدمه.

كيف تقيّمين هذا الدور؟

دور جديد  لم يسبق أن قدمته، وأرتدي في غالبية المشاهد جلباباً أبيض وشالا أخضر وأمسك سبحة كبيرة.

«أوراق التوت» آخر أعمالك في التلفزيون، لكنه لم ينجح جماهيرياً، لماذا؟

المسلسل جيد جداً وقصته رائعة، ويتحدث عن سماحة الإسلام وينبذ العنف،  وهو إضافة إلى رصيدي الفني، لا سيما أنه باللغة العربية الفصحى، لكن للأسف ظلم في توقيت عرضه وفي عدد القنوات العارضة له، من الممكن تدارك هذه الأخطاء وإعادة عرضه في أوقات جيدة ليشاهده من لم يستطع ذلك في المرة الأولى.

أجدت تقديم أدوار الأم الصعيدية.. لماذا ابتعدت عنها خصوصاً بعد نجاحك في «الضوء الشارد» و{المصراوية»؟

أتمنى تقديم عمل فني ينتمي إلى هذه النوعية لأنني أعشقها وأعشق العمل في أجوائها، وعندما يعرض علي سيناريو في هذا السياق سأقدمه شرط أن يكون جيداً.

هل من الممكن أن تكرري تجربة الإنتاج؟

بعد فترة من العمل في هذا المجال اكتشفت أن عليّ  التركيز في التمثيل أكثر، ويكفيني ما قدمته في هذا السياق، وهو رصيد فني مشرف وأعمال متميزة.