ديمقراطية إرهابية!
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
شجبنا ورفضنا لإرهاب الجماعات التكفيرية، أو إرهاب الدولة بشتى صوره يجب ألا يتلون ويتبدل حسب أهوائنا السياسية واختلافاتنا الفكرية، أو حسب هوية الضحية أو مذهبه أو دينه أو عرقه. ولا يصح الاعتداد، أو القبول بالتفسير التبريري لجرائم إرهاب الجماعات أو إرهاب الدول، تحت ذرائع ومبررات بأن العمل الإرهابي هو "رد فعل" مفهوم لقهر النظام السياسي الحاكم أو فساده، أو هو "ثأر" مبرر للدولة الفاشية حين تبطش بالسكان المدنيين...! قد نفهم سبب الإرهاب لكن ليس لنا أن "نبرر" الإرهاب ونسبغ عليه المشروعية العقلية تحت غطاء التفسير، وحين نفعل ذلك فقد تساوينا تماماً في نهجنا مع فقهاء الإرهاب ودعاة الانتقام الأهوج.تغريدات الزملاء فواز الفرحان وبدر الديحاني وعبدالهادي الجميل، مع غيرهم من الواعين، المستهجنة للمواقف التبريرية لجريمة الضاحية من قبل نواب سابقين أو مواطنين كانوا نجوماً في تجمعات رفض المرسوم الواحد، ومن المطالبين بـ"حكومة منتخبة"، في محلها الصحيح، فأي ديمقراطية وأي حكومة منتخبة يتحدثون عنها حين يطربون لدوي التفجيرات الإرهابية، ويلتمسون الأعذار لأصحابها! هم بهذا النهج يفصحون عن سوء فهم كبير لمعنى الديمقراطية الأصيل وروح المساواة في المواطنة، كم نخشى من هذه الديمقراطية حين تضع العمامة الدينية المذهبية على الرؤوس النازية، وتتكئ على وسادة محاربة الفساد السياسي للترويج لقضية النزاهة السياسية وحكم الأغلبية، فبمثل هذا الفهم الطائفي، وبمثل هؤلاء النجوم الديمقراطيين، نصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار.