طلبة الجامعة لـ الجريدة.: قلة تكلفة الكتب وراء إلقائها بعد الاختبارات
اعتبروها ظاهرة سلبية تسيء للعلم وتعد هدراً اقتصادياً
إلقاء الكتب الجامعية سيناريو يتكرر من الطلبة، ما يجعل آخرين يعبرون عن استيائهم، من هذه الظاهرة غير الحضارية أو الأكاديمية.
إلقاء الكتب الجامعية سيناريو يتكرر من الطلبة، ما يجعل آخرين يعبرون عن استيائهم، من هذه الظاهرة غير الحضارية أو الأكاديمية.
الكتاب أداة من أدوات الثقافة، ومنذ بدء الخلق له دور في الهداية والإرشاد، وسجل المعرفة ونشر العلم، فما إن تنتهي الاختبارات الجامعية حتى تمتلئ الطرقات والساحات المجاورة للجامعة بقصاصات الكتب والدفاتر، في صورة تسيء للعلم، فضلا عن كونها هدراً اقتصادياً وتربوياً كبيراً، ولأن هذه المشكلة تتزايد عاماً بعد عام.ولكون تلك الكتب تحمل علماً نافعاً، ومعظمها يشتمل على آيات قرآنية وأحاديث نبوية، فإنه من الأجدر بطلبة العلم أن يحافظوا عليها، فإلقاء الكتب بهذه الطريقة يعد من الظواهر السيئة التي يقوم بها بعض الطلبة في جامعة الكويت، خصوصا في مواسم الاختبارات.
«الجريدة» جالت في الحرم الجامعي لتسلط الضوء على هذه الظاهرة، والتقت العديد من الطلبة الذين عبروا عن استيائهم مع نهاية كل فصل دراسي، وإليكم التفاصيل:في البداية قال الطالب مشاري الرويشد إن من الأسباب التي تدفع الطلبة إلى رمي الكتب ضعف الوعي والتوجيه السليم للطلاب والطالبات بالبعد عن السلوكيات الخاطئة من قبل الجامعة والمدرسة، وأولياء الأمور، ووسائل الإعلام، فالطلاب والطالبات لا يدركون ملايين الدنانير التي تصرف كل عام على المطابع وسيارات الشحن والتفريغ، حتى يصل الكتاب جاهزاً إلى الطالب دون أن يبذل أي عناء أو مشقة في الحصول عليه، والإثم على صاحب ذلك الفعل الشائن، لكون الكتب تشتمل على آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وعدم تعويد الطالب أو الطالبة على حب العلم والمعرفة واكتسابها.بينما قال الطالب سلطان العجمي إن مجانية التعليم التي توفرها دولة الكويت لأبنائها ساهمت إلى حد كبير في تقليص الإحساس بالمسؤولية من نفوس البعض لدرجة جعلتهم لا يبالون بتلك المكتسبات التي بين أيديهم، والتي ليست موجودة في العديد من الدول التي يجبر المواطن فيها على دفع مبالغ مالية مقابل إلحاق أبنائه بالتعليم، إذ يبدأها بدفع رسوم التسجيل وقيمة الكتب ينتهي بدفع قيمة المقعد الذي يجلس عليه ابنه، لافتا إلى أن هناك طلابا ممن يسلكون هذا السلوك يتضايقون من أدائهم في بعض الاختبارات ويشكون من صعوبة الأسئلة. بينما أكد الطالب سليمان الظفيري أن من الأسباب التي ترغم الطلبة على إلقاء الكتب بعد الانتهاء من الاختبارات عدم وضع برنامج مقرر من وزارة التربية حول المحافظة على الكتب والمقررات الدراسية، أو جمع تلك الكتب بعد الانتهاء من المقرر بمكاتب أو صناديق للطلبة غير القادرين على شراء كتب للمقرر الدراسي، وإفادتهم بها، فهذا النمط قد يحد من تفاقمها، ويستقبل الطلبة الفكرة ويسيرون عليها.حلول أكاديميةبدوره، قال الطالب هاشم رمضان «من الحلول الجوهرية للحد من هذه المشكلة تعويد الطالب أو الطالبة على المحافظة على الكتب، وتخصيص مكتبة بسيطة في منزله أو بالأحرى مكان معين بالمنزل لحفظ الكتب التي سيستفيد منها للرجوع إليها مستقبلاً في حالة عدم التوفيق في المرحلة الدراسية، أو إهداء تلك الكتب لمن يستحقها من باب المساعدة، وهي تحوي كلاما وكنزا علميا كلف المسؤولين والمختصين الكثير من الوقت، وكلف الدولة الكثير من النفقات المالية».من جانبه، قال الطالب خالد العازمي «من الحلول التي تساعد على الحد من هذه الظاهرة أن يدفع الطالب رسوماً للجامعة مقابل أي كتاب مقرر، فإذا انتهت الاختبارات يتم إرجاع الكتاب، فإذا أرجعه سليماً من العيوب والعبث والتمزيق ترجع إليه نقوده، وإذا لم يرجعه أو أساء استعماله فإنه يبقى معه ولا ترجع إليه أمواله، فإذا دفع الطالب مبلغاً ولو قليلاً مقابل الكتاب فإنه بلا شك سيحافظ عليه من جميع النواحي، وربما يحتفظ به ليستفيد منه هو أو أخوه أو طالب آخر.