تحطم «الروسية»: السيسي للتروي... وموسكو تؤكد انشطارها
• توسيع دائرة البحث إلى 15 كيلومتراً
• «النيابة العامة»: لا شهود عيان
• بدء تحليل الصندوق الأسود
• «النيابة العامة»: لا شهود عيان
• بدء تحليل الصندوق الأسود
طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، بعدم الاستعجال في إعلان أسباب حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، أمس الأول، وانتظار انتهاء التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية بالتعاون مع نظيرتها الروسية، لكشف ملابسات الحادث، بينما بدأ خبراء بتفريغ محتويات الصندوق الأسود الخاص بالطائرة المنكوبة.
غداة فاجعة سقوط طائرة روسية وسط شبه جزيرة سيناء المصرية، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، إلى عدم استباق نتائج التحقيقات لكشف أسباب تحطم الطائرة.ووقف الرئيس المصري دقيقة حداد، خلال الندوة التثقيفية العشرين التي نظمتها القوات المسلحة أمس، على أرواح ضحايا الطائرة الروسية، معربا عن ترحيبه بأي تعاون مع الجانب الروسي، لافتا إلى أن القاهرة لا تمانع في التعاون مع موسكو لاستجلاء الحقيقة، قائلا: "في مثل هذه الحالات لابد من ترك الأمر للمتخصصين، لأن هذا الأمر يخضع لتحقيقات موسعة، وإجراءات فنية معقدة".ووصلت طائرة روسية إلى القاهرة، صباح أمس، تقل وفدا من المسؤولين بسلطة الطيران الروسية، لينضموا إلى الوفد الأول الذي وصل مساء أمس الأول، للمشاركة في التحقيقات الخاصة التي تجريها السلطات المصرية في الحادث.وكانت الطائرة المنكوبة أقلعت وعلى متنها 224 راكباً من بينهم 221 روسيا و3 أوكرانيين، فجر أمس الأول من منتجع شرم الشيخ في جنوب سيناء متجهة إلى سان بطرسبورغ، وقطع الاتصال معها بعد 23 دقيقة من الإقلاع، بينما كانت على ارتفاع أكثر من 30 ألف قدم (أكثر من 9 آلاف متر).مسرح الحادثوفي وادي الظلمات، في قلب محافظة شمال سيناء، ينتشر على الأرض الرملية الجدباء الكثير من حطام الطائرة التي مازالت تتصاعد منها رائحة الحريق، بعد أكثر من 24 ساعة من المأساة.وأعلنت السلطات المصرية أمس الأول أنها عثرت على حطام الطائرة وأشلاء في دائرة قطرها 8 كيلومترات، ما يعني مبدئيا، وفق الخبراء، أن الإيرباص "ايه321-200" التابعة لشركة متروجيت الروسية لم تصطدم بالأرض كتلة واحدة، إنما انفجرت في الجو وتفتتت.وتم توسيع عمليات البحث، أمس، لتشمل دائرة قطرها 15 كيلومترا، انطلاقا من قاعدة عسكرية في الحسنة، في قلب منطقة شمال سيناء، على بعد 60 كيلومترا من مكان تحطم الطائرة.من جانب آخر، وصل محققون روس ومصريون برفقة وزير النقل الروسي ماكسيم سومولوف إلى مكان الحادث بمروحية. كما توجه قرابة مئة من أعضاء فرق الإنقاذ الروسية مع معداتهم الخاصة إلى الموقع نفسه بالطريق البري.لا شهودالنيابة العامة المصرية قالت في بيان لها إنه تم استخراج 187 جثمانا مكتملا حتى ظهر أمس، إلى جانب مجموعة من أشلاء الجثث، التي تم سحب عينات منها لإجراء تحاليل وفحوص الحمض النووي، للتعرف عليها بعد مضاهاتها مع أقاربهم الذين وصلوا إلى مصر.واستغرقت معاينة النيابة لمسرح الحادث، أكثر من 5 ساعات متصلة على مسافة 10 كيلومترات، في حين أعلنت الحكومة المصرية وصول 163 جثة إلى القاهرة.وتبين من التحقيقات المبدئية حول الحادث، أنه لم يتم التوصل لأي شخص من شهود العيان، علاوة على عدم صحة جميع المقاطع المصورة التي تم تداولها حول الحادث على شبكة الإنترنت.وفي السياق، قال مصدر مصري مسؤول لـ"الجريدة" إن فرق بحث مصرية وروسية بدأت في تجميع العينات التي تم انتشالها من مكان الحادث، وتفريغ محتويات الصندوقين الأسودين، على أن تعلن تفاصيل المعلومات التي ستشكف السبب الدقيق لسقوط الطائرة فور انتهاء التحقيقات، وأكد أن الشواهد الأولية لموقع الحادث تؤكد عدم وجود شبهة جنائية، وأن سقوط الطائرة جاء نتيجة عيوب فنية على الأرجح. فرضية «الإرهاب»في الأثناء، اتفق خبراء عسكريون استطلعت "الجريدة" آراءهم على استبعاد فرضية استهداف الطائرة بصاروخ "جو ـ أرض"، ولخص رأيهم الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء عادل سليمان، قائلا لـ"الجريدة": "إعلان تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الحادث لا يمكن أن يكون صحيحا، لعدة أسباب، أهمها أن الطائرة كانت على ارتفاع لا يقل عن 31 ألف قدم، ولذا فإن إسقاطها يحتاج إلى صواريخ دفاع جوي متطورة، يستحيل امتلاكها من قبل مثل هذه التنظيمات".لكن خبراء طلبت وكالة "فرانس برس" تقويمهم، أكدوا انه قبل تحليل بيانات الصندوقين الأسودين لا يمكن استبعاد فرضية انفجار قنبلة داخل الطائرة، أو احتمال هبوط الطائرة إلى ارتفاع أقل بسبب مشكلة فنية وإصابتها بصاروخ من الأرض. ويشيرون إلى انتشار حطام الطائرة وأشلاء الركاب ضمن مساحة كبيرة كقرينة على هذه الفرضية. الانشطاروذكر مسؤول بارز في لجنة الطيران الحكومية الروسية، أمس، أن الطائرة الروسية التي تحطمت في مصر انشطرت "في الجو".وقال رئيس اللجنة فيكتور سوروشينكو إن "انشطار الطائرة حصل في الجو والشظايا منتشرة على منطقة واسعة"، وفق ما نقلت عنه وكالة ريا-نوفوستي في القاهرة، حيث يشارك في لجنة دولية من الخبراء من روسيا ومصر وفرنسا وأيرلندا مهمتها التحقيق في تحطم الطائرة.وأضاف سوروشينكو: "من المبكر التوصل الى استنتاجات" حول سبب تحطم الطائرة السبت، والذي أدى الى مقتل جميع ركابها الـ224 اثناء عودتها من شرم الشيخ الى مدينة سان بطرسبورغ.وتعتبر لجنة الطيران المدني الحكومية الروسية أعلى جهاز في روسيا للتحقيق في حوادث الطيران. وتم تعيين سوروشينكو السبت على رأس لجنة من خبراء حوادث الطائرات توجهت الى مصر.وبدأ المحققون الدوليون تحقيقهم في سبب تحطم الطائرة، وهي من طراز إيرباص 321.انتخابات البرلمانعلى صعيد منفصل، وبينما أعلنت اللجنة العليا نتائج المرحلة الأولى الجمعة الماضية بنجاح 273 نائبا، بينهم 5 نساء و12 شابا و108 حزبيين و105 مستقلين و60 نائبا فازوا بنظام القوائم، تبدأ اللجنة غدا، إعلان الكشوف النهائية للمرحلة الثانية التي تجرى في الخارج يومي 21 و22 الجاري، وفي الداخل يومي 22 و23 من الشهر نفسه، في 13 محافظة، هي: القاهرة، والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء.ووفقا لجدول الانتخابات يفترض أن تنطلق الدعاية الانتخابية لجميع المرشحين بعد إعلان القوائم النهائية للمرحلة الثانية حتى بدء الصمت الانتخابي في 20 الجاري.زيارة لندنفي شأن آخر، يبدأ الرئيس المصري زيارة رسمية إلى بريطانيا بعد غد، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وكبار المسؤولين، صباح الخميس المقبل في لندن.وأكد السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسين أهمية زيارة السيسي إلى لندن، ولاسيما أنها أول زيارة لرئيس مصري إلى بريطانيا منذ عام 2002، وكشف أن بلاده تدشن مرحلة جديدة من الشراكة مع مصر من أجل الإصلاح والاستقرار، وشدد على أن المنطقة لن تنجح من دون مصر.