عشية بدء تنفيذ اتفاق غير مسبوق بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يتضمن خروج آلاف المقاتلين من جنوب دمشق، تلقت المعارضة ضربة موجعة أمس، بمقتل قائد تنظيم «جيش الإسلام» زهران علوش في غارة استهدفت الغوطة الشرقية للمدينة.

Ad

ووفق مصادر قيادية بجيش الإسلام والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «طائرات حربية لا يعلم ما إذا كانت روسية أو سورية استهدفت اجتماعاً لقيادة الجيش في غوطة دمشق الشرقية قرب منطقة أوتايا، ما أسفر عن مقتل خمسة من قياداته».

في غضون ذلك، كشفت وثيقة أميركية رسمية، نشرتها «رويترز» أمس، إجازة «داعش» استئصال أعضاء بشرية من أسراه لزرعها في جسد آخر تحت ذريعة إنقاذ حياة مسلم، حتى إذا كان ذلك يعني موت الأسير، في فتوى حملت توقيع نائب رئيس «ديوان البحوث» واستندت إلى قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات».

ووفق مسؤولين أميركيين، فإن الوثيقة، التي أثارت قلقاً من أن يكون التنظيم منخرطاً في أنشطة الاتجار بالأعضاء البشرية، كانت بين مجموعة من البيانات والمعلومات حصلت عليها قوات خاصة خلال عملية في شرق سورية أسفرت عن مقتل المسؤول المالي للتنظيم المعروف بـ«أبوسياف»، في مايو الماضي، ضمن بيانات إلكترونية تقدر سعتها بـ 7 تيرابايت، وأطلق عليها «كنز معلومات أبوسياف».

وجاء في الوثيقة، التي حملت عنوان الفتوى الـ 68، أن «حياة الكافر وأعضاءه ليست محل احترام ومن ثم يمكن سلبها منه»، غير أن تلك الفتوى لا تحمل تعريفاً لكلمة كافر ولا ما يدل على أن «داعش» منخرط فعلاً في عمليات استئصال الأعضاء أو الاتجار فيها، لكنها تحمل إجازة شرعية لفعل هذا في إطار تفسير التنظيم المتشدد للإسلام، والذي يرفضه معظم المسلمين. وأتاحت الحكومة الأميركية في الأسابيع الأخيرة لبعض حكومات المنطقة الاطلاع على الوثائق المصادرة في محاولة لفهم أسلوب عمل التنظيم بصورة أفضل. وتظهر تلك الوثائق كيف وفر التنظيم غطاء شرعياً لمجموعة من الممارسات، بينها فتوى تفصيلية توضح متى يمكن لرجال التنظيم معاشرة الأسيرات ومتى لا يمكنهم.     

(دمشق- أ ف ب، رويترز)