أثار قرار  هاني شاكر موجة من الغضب والاستنكار تصب في اتجاه تقييم الفن والفنان أخلاقياً، بدل أن يحاول نقيب الموسيقيين رفع شأن الغناء وحل مشاكل سوق الكاسيت التي أنهارت، والتحميل المجاني للأغاني ومشاكل الأجور لأعضاء النقابة والعلاج أو التأمين الصحي وغيرها من المشكلات والأزمات التي تعاني منها النقابة، ويترشح من أجلها الجميع كما يرد في حملاتهم الانتخابية.

Ad

يؤكد الدكتور رضا رجب، وكيل أول نقابة الموسيقيين، أن قرار النقابة الخاص بملابس المطربات غير اللائقة جرس إنذار لمراعاة القيم والأخلاق والدين، مطالباً بضرورة الارتقاء بالمهنة والفن ليسترجع مكانته، وموضحاً أن القرار يسمح بالإحالة إلى التحقيق، ويصل إلى سحب العضوية، مستشهداً بالمطربات نجاة الصغيرة ووردة وفايزة أحمد اللواتي لم ير منهن أحد خلاعة أو تصويراً لأماكن من جسدهن على الشاشة.

يضيف: {الفن مرآة الشعوب، ويجب أن يراعى ذلك في الكليبات والحفلات، لا سيما أن ثمة حفلات تقام في الساحل الشمالي تظهر فيها المطربات بملابس النوم، وهو أمر لا يليق ببلد مثل مصر}.

بدوره، يوضح المايسترو حمادة أبو اليزيد، وكيل ثان في نقابة الموسيقيين، أن القرار يشمل المطربات من الدول العربية والأجنبية والـ {دي جي} اللواتي يحيين حفلات بملابس لا تليق بعاداتنا وتقاليدنا الشرقية، مؤكداً أن هذا الأمر مرفوض، ومستنكراً الهجوم الذي تعرّض له نقيب الموسيقيين والنقابة.

يضيف: {من يهاجمون القرار اليوم طالما نادوا بأن يكون للنقابة دور في الحد من الابتذال في تقديم الفن في مصر،  وطالبوا نقيب الموسيقيين هاني شاكر، بعد فوزه، بإعادة مكانة الفن وتنقية الوسط من الدخلاء والأشخاص المسيئين إلى الفن والفنانين فكيف يهاجمونه الآن؟}. يتابع: {ثمة مطربات يظهرن في الحفلات الشعبية وهن في عري شبه كامل، وهو أمر لا يجب السكوت عليه}. وحول كيفية تنفيذ قرار النقيب يقول أبو اليزيد إن ثمة لجنة لتحصيل الرسوم النسبية على الحفلات، ومن ضمن دورها مراقبة هذا الأمر وتبليغ النقابة. أما الإجراء الذي سيتخذ فهو إنذار للمطربة، ثم فتح تحقيق تجريه لجنة التحقيق لاتخاذ القرار اللازم، مؤكداً أن القرار جاء بالإجماع من المجلس، إيماناً بدور النقابة في وضع حد لمن يقدمون الفن بشكل مبتذل.

يشيد إيمان البحر دوريش بالقرار، مؤكداً أن شاكر يحاول أن يرد للفن العربي كرامته وأخلاقه التي ضاعت في السنوات الأخيرة، موضحاً أن تحديد ملابس غير لائقة من صلاحيات النقيب ومجلسه، كما أن قانون النقابة يحدد صلاحيات النقيب في الحفاظ على الآداب العامة، وبالتالي كل ما يراه النقيب والمجلس خروجاً عن الآداب العامة من حقه إيقافه.

بدوره يشير الموسيقار هاني مهنى إلى أن القرار جيد، هدفه طرد الدخلاء على الفن، ومنع من دخلن الفن بصدورهن وأجسادهن ويقدمن أغاني جنسية على القنوات الشعبية، {ولأن النقابة  لا سيطرة لها على هذه القنوات، اتخذ النقيب هذا القرار في محاولة للسيطرة على هذا الانحدار الذي وصلنا إليه}. يضيف أن القرار لا يشمل المطربات اللواتي لهن جمهور وشعبية على غرار شيرين وإليسا وهيفاء لأنهن يحترمن الفن والجمهور، وما يرتدينه لا يصل إلى مرحلة التعري، كما تفعل مطربات القنوات الشعبية.

استعراض إعلامي

تعتبر الناقدة ماجدة خير الله أن نقيب الموسيقيين لا يعرف الفرق بين النقيب وبين ناظر المدرسة الذي يُعلم التلاميذ الأخلاق ويعاقبهم إذا لم يلتزموا، {دور النقيب حل مشاكل الأعضاء وليس التدخل في ملابسهم}، على حدّ قولها. تضيف أن ما فعله هاني شاكر مشابه لما فعله أشرف زكي في السابق، وفي الحالتين لن تُنفذ هذه القرارات الهادفة إلى استعراض إعلامي وادعاء بحماية الأخلاق والفضيلة.

 تتساءل: {هل يملك النقيب أن يمنع كلاً من أنغام أو شيرين أو آمال ماهر من الغناء إذا ارتدت أي منهن فستاناً غير لائق؟}.

 تتابع: {ثمة كلمات فضفاضة  لا معنى لها مثل ملابس غير لائقة، حماية الذوق العام، حماية الآداب العامة، ولا يملك النقيب نفسه أي تفسير لها، ولا قانون النقابة، وبناءً عليه على النقيب تحديد ما هي الملابس اللائقة، على غرار تحديد مواصفات بدلة الراقصة، إن كان يملك ذلك}.