{المرسي أبو العباس}
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
كتب سيناريو {المرسي أبو العباس} وحواره جوزيف فوزي وأخرجه عمرو منصور، وقيل إن الفيلم ثمرة تعاون بين المغرب ومصر، ولهذا السبب ضم في بطولته وجوهاً من المغرب مثل: حميد نجاح، إلهام واعزيز، يوسف الجندي ومنار العطار المصرية ذات الأصول المغربية بينما جاءت مشاركة النجوم المصريين هزيلة للغاية، وتحول لطفي لبيب، صبري عبد المنعم، نورهان، أحمد عزمي، سليمان عيد إلى {كومبارس}، في حين تمحور الفيلم بالكامل حول {الخبير السياحي} الذي لم يغب عن الشاشة، وكأنه أحمد زكي، فهو الذي تصدمه الحقيقة المُرة في الإسكندرية، ويقرر السفر إلى المغرب، وبرفقته سائقه (سليمان عيد) الذي لا يدري أحد لماذا يرافقه في رحلة البحث عن هويته، قبل أن نُدرك أنه {البهلوان} مُضحك البطل، ونديمه، وهو العاشق، الذي تقع {سارة} في غرامه، وتخطط العائلة اليهودية إلى احتوائه!{سفير النوايا الحسنة للتبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب} كان يعلم ما يريده بالضبط من الفيلم الذي كتب قصته، فاختيار المغرب للبحث عن جذور البطل، وهويته، كان متعمداً كونها البلد الذي احتضن اليهود، وضرب المثال بالتعايش السلمي بين المسلمين واليهود، رغم انتفاء صلة {المرسي أبو العباس} بالمغرب، وانتسابه إلى مدينة مرسية الأندلسية، التي ولد فيها، قبل أن يستقر به المقام في تونس، عقب نجاته وأخيه من غرق المركب التي أقلتهما، مع والدهما وأمهما، وهم في طريقهم إلى الحج، وتوطد علاقته والشيخ أبو الحسن الشاذلي، الذي أقنعه بالانتقال معه إلى مصر. وإذا كان الفيلم يحض على التعايش، ويدعو إلى التسامح، فهل هذا مدعاة لأن يتبنى المؤلف أفكار الكهل اليهودي، ويجعل منه الفيلسوف الرصين، و}الحاخام الأكبر} الذي يطالبنا بأن نكون {أخوة} ونتذكر أننا جميعاً {أبناء آدم وحواء}؟ وهل يُعقل أن {خالد}، الذي عاش عمره وهو سليل {المرسي أبو العباس}، يتورط، فجأة، في علاقة جنسية مع ابنة عمه اليهودية {سارة}، التي تحمل منه سفاحاً، ويبدو الأمر مُتفقاً عليه، بينها وجدها، لإقناع {اليهودي الضال} بالعودة إلى الحظيرة، والحفاظ على شجرة العائلة! {دس السم في العسل} هي النظرية التي رآها {سفير النوايا الحسنة} الوسيلة المثلى {للتبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب}، لكن الفيلم لا يسعى، كما قيل زيفاً وبهتاناً، إلى {التقريب بين الشعبين المصري والمغربي}، وإنما استهدف بالمقام الأول طمس الهوية، والدعوة إلى إعادة قراءة التاريخ، عبر التشكيك في الحقائق، وإسقاط المسلمات، والتصالح مع أنفسنا (والآخر)، والتعايش مع {الغير}، وهذا ما كرس له الفيلم بتركيزه على الرموز الدينية والقومية المقدسة للدولة العبرية مثل {الشمعدان} و}القلنسوة} وتأكيده أن {النظر إلى الوراء غير مجد}!