لا طوق نجاة أميركياً لبوتين في سورية

نشر في 22-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 22-10-2015 | 00:01
ما حققه التدخل الروسي في سورية حتى اليوم، يوحي بأن موسكو بدأت فعلاً البحث عن مخارج من حالة المراوحة التي تشهدها عملياتها الحربية المشتركة مع قوات النظام السوري والقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها.

يقول مصدر أميركي، إنه في ضوء النتائج المتواضعة التي حققها الهجوم البري على قوات المعارضة السورية في أربع محافظات، باتت موسكو مضطرة لاعتماد خيار من اثنين:

- زيادة حجم تدخلها عبر زج وحدات برية، وبالتالي تعميق تدخلها مع ما سيرتبه هذا الأمر من أكلاف مادية وبشرية وسياسية نظراً إلى الانعكاسات المحتملة لهذا الخيار.

- الاكتفاء بفرض حماية ما بات يعرف بـ"سورية المفيدة" وتكيفها مع الشروط السياسية والنتائج المترتبة عن هذا الخيار، سواء بالنسبة إلى دفتر شروطها أو من التنازلات الملزمة بتقديمها تجاه الأطراف الأخرى.

يضيف المصدر، أنه بعد مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء الحملة الروسية، كشفت تصريحات قادة الكرملين عن حجم المشكلة التي تورطت بها موسكو، لاسيما مناشداتها المتكررة لواشنطن من أجل التنسيق معها، إلا أن الإدارة الأميركية اكتفت بالإعلان، أمس الأول، عن قرب توقيع بروتوكول منع التصادم الجوي بين الطرفين.

الخارجية الأميركية، أكدت في المقابل، قبولها طلب نظيرتها الروسية عقد لقاء مشترك هذا الأسبوع في أوروبا خلال جولة الوزير جون كيري، مشترطة أن تشمل اللقاءات لبحث ملف الأزمة السورية السعودية وتركيا والأردن، في حين تولى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تأكيد استبعاد إيران عن هذه الأبحاث، بعدما "تحولت إلى دولة محتلة لأراض عربية".

ويعتقد المصدر أن موسكو باتت أكثر اقتناعاً بأن من الصعب الاحتفاظ طويلاً بالمناطق التي يمكن استرجاعها من قبضة المعارضة السورية، التي ستزداد عمليات تسليحها من الآن فصاعداً، في ظل مناخ عام بات أكثر اقتناعاً بأن التدخل الروسي ليس أكثر من محاولة فرض غلبة على الأكثرية السنية مع تعمق الانقسام الطائفي والمذهبي في المنطقة.

بعض المحللين يرى أن جولة التفاوض المقبلة لن تكون حاسمة في بلورة أي توجه فوري للشروع في عملية سياسية مجدية للأزمة السورية.

فواشنطن ترى أن انزلاق موسكو إلى المستنقع السوري قد يكون فرصة مناسبة لتعميق الأزمات التي يتخبط بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لذلك فمن المستبعد في أي وقت قريب أن ترمي له طوق النجاة، في ظل معطيات تؤكد الصعوبات التي بات يواجهها مع احتمال ارتفاع كلفة الحروب التي يشنها، سواء في سورية أو قبلها في أوكرانيا.

وعلى رغم تكتم الكرملين عن الأرقام التي تتكبدها موسكو جراء حملتها الجوية، إلا أن احتمال تحولها إلى حرب طويلة سيفرض عليها البحث عن مخارج سريعة ما لم تتمكن من تحقيق انتصارات سريعة وحاسمة.

تقول تلك الأوساط أن واشنطن نفسها تحاول التكيف والموازنة بين أكلاف حملتها العسكرية ضد داعش ومواردها الحربية المتاحة.

وروسيا في هذا المجال تقف على شفير أزمة حقيقية حتى من دون تكبدها حتى الساعة خسائر بشرية، مما سيكون له أثر كبير سواء على سير حملتها العسكرية أو على حلفها القائم مع طهران ودمشق.

back to top