وسط التوتر الإقليمي، بسبب الأزمة السعودية ـ الإيرانية، وبعد تحريض من خطباء الجمعة الإيرانيين، تظاهر الآلاف في إيران، أمس، ضد السعودية، في وقت استدعت تركيا سفير إيران لديها، فيما قام مشاغبون بخطف سعودي لساعات بالعوامية.

Ad

بعد خطب تحريضية مليئة بالشحن المذهبي، رددها خطباء الجمعة الإيرانيون، أمس، على مسامع الآلاف من المواطنين الإيرانيين، انطلقت تظاهرات جديدة في إيران، عقب صلاة الجمعة، ضد السعودية بذريعة الاحتجاج على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي المدان بالإرهاب نمر النمر، فيما يستمر التوتر على أشده بين طهران والرياض.

وخرج نحو ألف متظاهر إلى شوارع طهران وهم يرددون هتافات مسيئة للعائلة الحاكمة السعودية، وحمل بعضهم صور النمر، كما أفاد مصور وكالة فرانس برس.

وجرت تظاهرات مماثلة بمدن أخرى في البلاد، كما أفاد التلفزيون الإيراني.

وفي وقت سابق، ندد خطيب الصلاة في طهران بالسعودية، وقال آية الله محمد كاشاني، وفق ما أوردت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية، أن «الأضلاع الثلاث، أي أميركا والسعودية والكيان الصهيوني، تجتمع معا في أي جريمة ترتكب ضد المسلمين».

وأضاف: «الكيان الصهيوني هو الذي يخطط لهذه الجرائم، التي تلقى دعما أميركياً ومالياً سعودياً».

أما خطیب الجمعة في مشهد، آیة الله أحمد علم الهدی، فقد اعتبر السعوديين «أعداء الله»، قائلاً إن «السعودیة تذرعت بوقوع الحریق في سفارتها، لقطع علاقاتها مع إیران، لكن علیها أن تعرف اننا نفخر بقطع العلاقات مع أعداء الله».

وزعم علم الهدى، أن قطع العلاقات مع إیران، «مؤامرة سعودیة أعد لها من قبل»، مشيراً إلى أن «الحكومة السعودیة اقترحت قبل أیام من الحادث، بیع سیاراتها إلی باقي السفارات في طهران، وهذا ما يكشف عن المؤامرة».

وفي العراق، تظاهر الآلاف ضد المملكة، ودعا خطيب جمعة الكوفة مهند الموسوي، الحكومة العراقية إلى مقاطعة السعودية ومنتجاتها.

العوامية

وفي تطور جديد، أعلنت شرطة المنطقة الشرقية بالسعودية، أن مواطنا سعوديا أبلغ عن تعرضه للاختطاف والاعتداء بالضرب، وإطلاق النار على مركبته، قبل إخلاء سبيله ببلدة العوامية التابعة للمنطقة.

وذكر الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة، في بيان اوردته وكالة الانباء السعودية، أن «شرطة محافظة القطيف تبلغت عند الساعة الثالثة فجر الجمعة من مواطن ثلاثيني عن تعرضه للاختطاف تحت تهديد السلاح من قبل مجموعة من مثيري الشغب المسلحين عند مروره ببلدة العوامية، واقتياده إلى منطقة زراعية، حيث تم الاعتداء عليه بالضرب، وتصويره وإطلاق النار على مركبته بعد إخلاء سبيله».

وأفاد بأن المختصين بالشرطة باشروا في إجراءات الضبط الجنائي لهذا الاعتداء «الإرهابي» والتحقيق فيه.

أنقرة

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية التركية، أمس الأول، أنها استدعت السفير الإيراني، للاحتجاج على الهجمات التي وردت في الصحافة الإيرانية على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان

وقال بيان نشرته الخارجية التركية، إنها طلبت من السفير الإيراني، أن تقوم بلاده بوقف الأخبار التي تنشرها وسائل إعلام تابعة للسلطات الإيرانية، ربطت بين زيارة إردوغان إلى السعودية نهاية ديسمبر 2015، وأحكام الإعدام التي نفذتها الأخيرة، السبت الماضي، وفق وكالة أنباء الاناضول.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية: «اننا نندد بشدة باستهداف رئيسنا مباشرة في بعض مقالات الصحافة الإيرانية التابعة للسلطات الرسمية الإيرانية، ونطالب بوقف هذه المقالات فورا».

وأشار البيان إلى أن «الخارجية» أكدت للسفير الإيراني «ضرورة عدم المساس بالبعثات الدبلوماسية الأجنبية، وتحمل البلدان المستضيفة مسؤولية أمن تلك البعثات»، كما أكدت أن «الاعتداءات التي طالت السفارة والقنصلية السعوديتين في العاصمة الإيرانية (طهران) ومدينة مشهد أمر غير مقبول، ولا يمكن تبريره».

التحالف ينفي

في السياق، نفى التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، ووزارة الخارجية اليمنية، اتهام إيران بقيام طائرات حربية سعودية بقصف سفارتها في العاصمة اليمنية (صنعاء).

وقال التحالف في بيان أمس الأول: «تود قيادة التحالف التأكيد أن قوات التحالف بعد المراجعة والتحقق ثبت كذب المزاعم الإيرانية، وانه لم تُنفذ أي من العمليات في محيط السفارة أو قربها، كما تأكد لقيادة التحالف سلامة مبنى السفارة، وعدم تعرضه للأضرار».

وأضاف: «تود قيادة التحالف أيضا التنبيه على جميع البعثات الدبلوماسية بصنعاء، بضرورة عدم إتاحة الفرصة لعناصر الميليشيا باستخدام مباني البعثة العاملة، أو التي تم إخلاؤها، في أي عمل عسكري، لأن ذلك يُعد مخالفة وانتهاكا للأعراف والمواثيق الدولية، ويعرض المواطنين وممتلكاتهم للخطر».

(طهران، الرياض ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، واس، كونا، ارنا، السومرية نيوز)

الاتفاق النووي ينفذ خلال أيام

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس الأول، إن تنفيذ الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، بات على بعد أيام فقط، ما سيسمح برفع العقوبات المفروضة على إيران.

ولم يتحدد بعد موعد تنفيذ الاتفاق الذي أبرم في 14 يوليو، ووافقت فيه طهران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.

وفي حديثه عن أهم إنجازات السياسة الخارجية في العام الماضي، أشار كيري إلى الاتفاق قائلا «يفصلنا عن تنفيذه أيام إذا سارت الأمور بشكل جيد».

وقال كيري إنه ناقش تنفيذ الاتفاق النووي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال محادثة هاتفية أمس الأول، كما تطرق الوزيران إلى التوترات بين إيران والسعودية، التي أثارها الاعتداء على ممثليات سعودية في إيران، عقب إعدام المملكة رجل الدين الشيعي المدان بالإرهاب نمر النمر.

ترامب: سنحمي السعودية إذا دفعت!

قال دونالد ترامب، المرشح لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إنه في سبيل حماية المملكة العربية السعودية من إيران، فإن على الرياض "الدفع" مقابل ذلك.

وأضاف: "لديّ العديد من الأصدقاء في السعودية. أشخاص جيدون، ولكن على السعودية الدفع إذا كنا سنقوم بحمايتهم من إيران التي جعلنا منها قوة كبيرة، كما تعلم أعطيناهم 150 مليار دولار، وقمنا بإعطائهم الحق في صنع قنبلة نووية، لأن ذلك ما سيقومون بعمله، وإذا لم يقوموا بصنعها فإنهم سيقومون بشرائها، لأن لديهم أموالاً كثيرة".

وذكر: "من وجهة نظري فإن الحكومة الإيرانية تستخدم أحداثا مثل التي وقعت قبل يومين كذريعة، لأنهم يريدون الاستيلاء على المملكة ويريدون الحصول على النفط".

(نيويورك ـ سي ان ان)