أفاد مصدر أمني في بغداد بأن مجموعات مسلحة شيعية محسوبة على التيار المتشدد لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، هي التي تورطت في خطف الصيادين القطريين، وتعتبرهم «صيداً ثميناً» لوجود اثنين من عناصر المخابرات القطرية، كانا في حماية شخصية قطرية وصفت بأنها مهمة جداً، وأُشيع أنهما من «حمايات» أمير قطري كان مشاركاً في رحلة الصيد.

Ad

وقال المصدر إن الجناح المتشدد يعتبر أنه «يلقي القبض» للمرة الأولى على ضباط مخابرات قطريين، وأنه «ينوي استجوابهم».

وأعرب عن اعتقاده بأن هؤلاء يحاولون استخدام طريقة شاعت في عهد نوري المالكي، وهي استجواب عناصر الحمايات وانتزاع اعترافات منهم تتعلق بالتورط في أعمال إرهابية، لتحويلها إلى موقف سياسي ضد شخصية كبيرة أو دولة يعتبرها المتشددون معادية، وهي في هذه الحالة قطر التي لديها خلافات معروفة مع النظامين السوري والإيراني وحلفائهما في الميليشيات العراقية.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد أُفرج عن عناصر الخدمة في قافلة الصيادين، بموجب وساطات عديدة، قيل إن تيار مقتدى الصدر وحزب عمار الحكيم كانوا جزءاً منها، وهي وساطات مستمرة للإفراج عن الباقين، لاسيما أن منظمة بدر الحليف الكبير لإيران هي التي تدير وزارة الداخلية العراقية، التي منحت تأشيرات الدخول للوفد القطري. وأعلنت قناة الجزيرة أن 8 قطريين ومواطناً كويتياً تمكنوا أمس الأول من الفرار من الخاطفين ودخول البلاد عبر منفذ العبدلي. وأشارت مصادر مطلعة الى أن هادي العامري زعيم المنظمة يشعر بحرج شديد أمام كل الأطراف، ويمارس ضغوطه على الجناح الأكثر تشدداً في الميليشيات، للإفراج عنهم، مبينة أن المحتجزين المهمين موجودون جنوبي بغداد.

وذكر مسؤولون شيعة أنهم يشعرون بالحرج، لأن أطرافاً إيرانية وعراقية تحاول عزل الشيعة العرب في العراق، عن محيطهم العربي، بعد أن نجحت هذه الأطراف أخيراً في تخريب العلاقات مع الأكراد السنة، والأتراك السنة.