رأى المنظم الذي استعنت به مرطبان كعك حجرياً باهت اللون على أحد رفوف قبو منزلي، فسألني: {لمَ تحتفظين به؟}. أوضحت له أنني رغبت في الاحتفاظ به بعد وفاة أمي لأنه يذكرني بحلوى الطفولة التي كانت تُحفظ فيه في الماضي. فأجابني: {لو كنت تحبينه حقاً، لما خبأته. فكري في طريقة لاستخدامه وعرضه}. وهكذا صرت أستخدم اليوم مرطبان الكعك لحفظ الطحين، وأضعه على طاولة المطبخ، ما يتيح لي فرصة رؤيته كل يوم. بالإضافة إلى ذلك، عثرت على بعض النصائح الجيدة على موقع webmd.com على شبكة الإنترنت في مقال لجينا شو. فقد كتبت فيه: {إن كنت تظنين أنك لا تملكين الوقت للتخلص من كل هذه الفوضى، فأعيدي النظر في هذه المسألة. بوضع خطة مدروسة بمساعدة خبراء، يمكنك القضاء على الفوضى في منزلك بالعمل على دفعات: 15 دقيقة كل يوم. ابني لنفسك واحة من الهدوء لا مرتعاً للتراب والغبار ومسببات الحساسية}.

Ad

كان المنظم الذي استعنت بخدماته خبيري المحترف. فقد ساعدني في وضع برنامج عمل مدته 15 دقيقة يومياً، وهدفه ملء ما لا يقل عن نصف كيس متوسط الحجم بأغراض أريد رميها أو التبرع بها. وفي نهاية كل جلسة عمل يومية، كنت أضع كيس الأغراض التي أردت التخلص منها في الخارج أمام الباب. وغاية هذه الخطوة ألا أكتفي بنقل هذه الأغراض إلى مكان آخر داخل المنزل. أخرجيها من المنزل في الحال كي تفرزيها وتتخلصي منها من دون أي تردد.

يجب أن تضم هذه الأغراض ما دعاه المنظم فوضى {ذات يوم}. فذات يوم، ستقرأين تلك المجلات القديمة. ذات يوم، ستخسرين الكثير من وزنك لترتدي تلك الملابس الضيقة جداً التي تحتفظين بها في خزانتك منذ سنوات. وذات يوم، ستعثرين على فردة الجورب الأخرى أو قمصان تلك السراويل التي تخبئينها في علب أسفل الخزانة.

ثقي من أن تلك الأيام لن تأتي. فإن خسرت الكثير من وزنك، مثلاً، فسترغبين في ارتداء ملابس جديدة، لا تلك الأشياء التي تتدلى في خزانتك منذ سنوات.

قرار سريع

يحتاج كثيرون إلى وقت ليقرروا ما يريدون رميه، وخصوصاً عندما يقفون أمام خزائنهم المحشوة. إليك نصيحة ممتازة لتحديد الملابس التي يجب التخلص منها:

ابدأي بإعداد نحو 50 قصاصة ورق، كل واحدة منها بحجم بطاقة الائتمان، وحددي عليها تاريخ اليوم. تحققي من كل الملابس التي تملكينها وضعي على كل تعليقة ملابس واحدة من تلك القصاصات المؤرَّخة بإقحامها بعقيفة التعليقة، وأحدثي  فيها ثقباً. وعندما ترتدين أياً من هذه الملابس، أزيلي القصاصة عنها وارميها.

بعد سنة، ابحثي عن كل الملابس التي لا تزال تعليقتها تحمل قصاصة. وهكذا تكون سنة قد مرت من دون أن ترتديها البتة. فهل يمكن أن ترتديها ذات يوم؟ كوني واقعية. فإن لم ترتديها خلال سنة، فبيعيها أو تبرعي بها.

ترد نصيحة جيدة أخرى في مجلة Better Homes and Gardens مع توجيه من جولي مورغنستورن، مؤلفة كتاب Organizing from the Inside Out (التنظيم من الداخل إلى الخارج). تكتب:

• المشكلة: تشعرين أن جهودك التنظيمية لا تعود عليك بالفائد.

• الحل: تفادي التنظيم المتأرجح. يمنعك توزيع جهودك على غرف عدة من ملاحظة أي تقدم. فإذا أردت الحصول على نتائج حقيقية مرئية، فعليك العمل على كل غرفة على حدة وعلى كل قسم وحده، وأنهي كل جزء قبل الانتقال إلى التالي.

بما أن أكبر مشكلة فوضى واجهتها ارتبطت بالأسطح، فبدأت أفرغ كل سطح على حدة في كل غرفة إلى أن أصبحت كل الطاولات والمنضدات فارغة تقريباً. كان العمل في البداية صعباً. فقد احتجت إلى أسبوع أحياناً لأعثر على مكان أو استخدام لغرض ما أو لأقرر رميه في كيس المهملات. ولكن عندما أتقنت نمط تنظيف الأسطح، أصبح العمل أكثر سهولة وسرعة.

لا شك في أنك ستدركين أن التخلص من الفوضى والأغراض التي لا تلزمك أو لا تريدينها يمنحك شعوراً بالحرية، فضلاً عن تقدير للذات لا يُضاهى. والأفضل من ذلك أنك ستكتشفين أنك تهوين عمل التنظيم والترتيب هذا. في هذه الحالة، يمكنك أن تؤسسي مشغلاً للتنظيم المحترف إن شئت. وهكذا تجنين دخلاً كبيراً من مساعدة الناس على التخلص من الفوضى في منازلهم.