لما كانت الليلة الحادية عشرة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن المرأة العجوز ظلت تحسن للصبية الأمر، وأدخلت العجوز رأس الصبية في الجراب ورضيت بذلك. ثم غطيت عيني بطرف إزاري وحط فمه تحت إزاري على خدي، فلما قبلني عضني عضة قوية فقطع اللحم من خدي، فغشى عليّ. ولما أفقت وجدت الدكان مُقفلاً، وأخذتني العجوز في حضنها تظهر لي الحزن، وتقول لي: ما دافع الله كان أعظم. ثم قالت لي قومي بنا إلى البيت واعلمي أنك مريضة وأنا أجيء إليك بدواء تداوين به هذه العضة فتبرئين سريعاً. وبعد ساعة قمت من مكاني وأنا في أشد الخوف، ومشيت حتى وصلت إلى البيت وأظهرت المرض، وإذا بزوجي دخل وقال: ما الذي أصابك يا سيدتي؟ ثم نظر إلى وجهي وسأل: ما هذا الجرح الذي في خدك؟ قلت : لما استأذنتك وخرجت من هذا المكان لأشتري القماش زاحني جمل حامل حطباً، فتمزق نقابي وجرح خدي، كما ترى فإن الطريق ضيق في هذه المدينة. قال: غداً أروح للحاكم وأشكو له فيشنق كل حطاب في المدينة. قلت: بالله عليك لا تتحمل خطيئة أحد، فإني ركبت حماراً نفر بي فوقعت على الأرض فصادفني عود فخدش خدي وجرحني. قال: غداً أطلع لجعفر البرمكي وأحكي له الحكاية فيقتل كل حمار في هذه المدينة، فقلت: هل تقتل الحمير كلها بسببي، وهذا الذي جرى لي بقضاء الله وقدره؟ قال: لا بد من ذلك...
ثم نهض قائماً وصاح صيحة عظيمة، فانفتح الباب وطلع سبعة عبيد سود، فسحبوني من فراشي ورموني في وسط الدار، ثم أمر عبداً منهم أن يجلس على رأسي، وأمر الثاني أن يجلس على ركبتي ويمسك رجلي، وجاء الثالث وفي يده سيف فسأل: يا سيدي أأضربها بالسيف فأقسّمها نصفين وكل واحد يأخذ قطعة يرميها في دجلة فيأكلها السمك، وهذا جزاء من يخون الإيمان والمودة؟ قال زوجي للعبد: اضربها يا سعد.فجرد العبد السيف وقال: اذكري الشهادة وتذكري ما كان لك من الحوائج وأوصي فإن هذا آخر حياتك، فقلت له: يا عبد الخير تمهل عليّ قليلاً حتى أتشهد وأوصي، ثم رفعت رأسي ونظرت إلى حالي وكيف صرت بعد العز فجرت عبرتي وبكيت، وأنشدت هذه الأبيات: أقمتم فؤادي في الهوى وقعدتم وأسهرتم جفني القريـــــــــــــح ونمتـــــم ومنزلكم بين الفؤاد وناظــــــــــــري فلا القلب يسلوكم ولا الدمع يكتــم وعاهدتموني أن تقيموا على الوفا فلما تملكتم فؤادي غدرتـــــــــــــــــــــــــــــــم ولم ترحموا وجدي بكم وتلهفي أأنتم صروف الحادثات أمنتـــــــــــــم سألتكم بالله إن مت فاكتبوا على لوح قبري أن هذا متيـــــــــــــــــــــــم لعل شجياً عارفاً لوعة الهوى يمر على قبر المحب فيرحـــــــــــــــــــــم فلما سمع زوجي شعري وبكائي، وازداد غيظه وأنشد هذين البيتين: تركت حبيب القلب لا عن ملالة ولكن جنى ذنبا يؤدي إلى الترك أراد شريكاً في المحبة بيننا وإيمان قلبي لا يميل إلى الشرك لما فرغ من شعره بكيتُ واستعطفته وقلت في نفسي: أتواضع له وألين له الكلام لعله يعفو عني ولو يأخذ جميع ما أملك، ثم شكوتُ إليه حالي مسترحمة، فصرخ قائلاً للعبد: اشطرها نصفين فليس لنا فيها فائدة. فلما تقدم العبد إليّ أيقنت بالموت ويئست من الحياة، وسلمت أمري لله تعالى، وإذا بالعجوز قد دخلت ورمت نفسها على قدم الشاب وقبلتها وقالت: يا ولدي بحق تربيتي لك تعفو عن هذه الصبية، فإنها ما فعلت ذنباً يوجب ذلك، وأنت شاب صغير فأخاف عليك من دعائها. ثم بكت العجوز ولم تزل تلح عليه، حتى قال: عفوت عنها ولكن لا بد لي من أن أترك فيها أثراً يظهر عليها بقية عمرها. ثم أمر العبيد فجذبوني من ثيابي وأحضر قضيباً من سفرجل ونزل به على جسدي بالضرب ولم يزل يضربني على ظهري وجنبي حتى غبت عن الدنيا من شدة الضرب وقد يئست من حياتي. ثم أمر العبيد بأن يحملوني ويأخذوا العجوز معي إلى بيتي، الذي كنت فيه سابقاً، ففعلوا ما أمرهم به وبقيت أربعة أشهر أعالج نفسي. فلما شفيت بقيت أضلاعي كأنها مضروبة بالمقارع كما ترى، ثم جئت إلى الدار التي جرى فيها ذلك الأمر فوجدتها خَربة، ووجدت الزفاف مهدومة من أولها إلى آخرها، ووجدت في موضع الدار كيمانا ولم أعلم سبب ذلك، فجئت إلى أختي التي من أبي فوجدت عندها هاتين الكلبتين. قالت الصبية: سلمت على أختي وأخبرتها بخبري وبجميع ما جرى لي فقالت لي: من ذا الذي من نكبات الزمان سلم؟ ثم أخبرتني بخبرها وبكل ما جرى لها مع أختيها، وقعدت أنا وهي لا نذكر خبر الزواج على لسانينا. ثم صاحبتنا هذه الدلالة، وفي كل يوم تخرج فتشتري لنا ما نحتاج إليه، وقضينا على هذه الحالة إلى الليلة التي مضت فخرجت أختنا تشتري ما نحتاج إليه، كعادتها، فوقع لنا ما وقع من مجيء الحمَّال والصعاليك، ومن مجيئكم في صفة تجار. فلما صرنا في هذا اليوم لم نشعر إلا ونحن بين يديك، وهذه حكايتنا. فتعجب الخليفة من هذه الحكاية وجعلها تاريخاً مثبتاً في خزانته. وأدرك شهرزاد الصباح، فسككت عن الكلام المباح. الجنية في الليلة التالية قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الخليفة قال للصبية الأولى: هل عندك خبر بالعفريتة التي سحرت أختيك؟ قالت: يا أمير المؤمنين أنها أعطتني شيئاً من شعرها وقالت: متى أردت حضوري فاحرقي من هذا الشعر شيئاً فأحضر إليك عاجلاً، ولو كنت خلف جبل قاف. قال الخليفة: أحضري لي هذا الشعر. فلما أحضرته الصبية، أخذه الخليفة وأحرق منه شيئاً، ولما فاحت رائحته اهتز القصر، وسمعوا دوياً وصلصلة، وإذا بالجنية قد حضرت، وكانت مسلمة فقالت: السلام عليك يا خليفة الله. ردَّ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. فقالت: إن هذه الصبية صنعت معي جميلاً لا أقدر أن أكافئها عليه، فهي أنقذتني من الموت وقتلت عدوي، وقد علمت بما فعلته أختاها معها، فانتقمت لها منهما وسحرتهما كلبتين فإن أردت خلاصهما يا أمير المؤمنين خلصتهما كرامة لك ولها. فقال لها: خلصيهما، وبعد ذلك نشرع في أمر الصبية المضروبة ونفحص حالها، فإذا ظهر لي صدقها أخذت ثأرها ممن ظلمها. قالت العفريتة: يا أمير المؤمنين أنا أدلك على من فعل بهذه الصبية ذلك الفعل وظلمها وأخذ مالها، وهو أقرب الناس إليك. ثم أخذت العفريتة طاسة من الماء وعزمت عليها ورشت به وجهي الكلبتين وقالت لهما: عودا إلى صورتكما الأولى البشرية. فعادتا صبيتين سبحان خالقهما. ثم قالت: يا أمير المؤمنين إن الذي ضرب الصبية هو ولدك الأمين، فإنه كان يسمع بحسنها وجمالها. وحكت له العفريتة كل ما جرى للصبية فتعجب وقال: الحمد لله على خلاص هاتين الكلبتين على يدي. ثم أحضر ولده الأمين بين يديه، وسأله عن قصة الصبية، فأخبره بها فأحضر الخليفة القضاة والشهود والصعاليك الثلاثة، وأحضر الصبية الأولى وأختيها اللتين كانتا مسحورتين في صورة كلبتين وزوج الثلاثة الصعاليك الذين أخبروه أنهم كانوا ملوكاً وعينهم حجاباً عنده وأعطاهما وأعطاهم ما يحتاجون إليه وأنزلهم في قصر بغداد، ورد الصبية المضروبة إلى ولده الأمين وأعطاهما مالاً كثيراً وأمر أن تبنى الدار أحسن مما كانت. ثم تزوج الخليفة بالدلالة وأفرد لها بيتاً ورتب لها راتباً. حكاية الخليفة والصياد وذات ليلة من الليالي قال الخليفة هارون الرشيد لوزيره جعفر البرمكي: أريد أن ننزل إلى المدينة ونسأل عن أحوال الحكام والمتولين، وكل من شكا منه أحد عزلناه. أجاب جعفر: سمعاً وطاعة. ثم نزلا ومعهما مسرور السياف وساروا في المدينة حتى وصلوا إلى زقاق رأوا فيه شيخاً كبيراً على رأسه قفة وشبكة، وفي يده عصا، وهو ماش على مهله، ينشد هذه الأبيات: يقولون لي : أنت بين الورى بعلمك كاليلة المقمره فقلت : دعوني من أقوالكم فلا علم إلا مع المقدره فلو رهنوني وعملي معي وكل الدفاتر والمحبره على قوت يوم لما أدركوا قبول الرهان إلى الآخره فأما الفقير وحال الفقير وعيش الفقير فما أكدره ففي الصيف يعجز عن قوته وفي البرد يدفأ على المجمره تليه الكلام إذا مشى ذليلاً مهاناً فما أحقره إذا ما شكا حاله لامرئ وبين عذرا فلن يعذره إذا كان هذا حياة الفقير فأصلح مكان له في المقبره لما سمع الخليفة إنشاده قال لجعفر: انظر هذا الرجل الفقير، فإن شعره يدل على احتياجه. ثم تقدَّم الخليفة إليه وقال له: يا شيخ ما حرفتك؟ قال: أنا يا سيدي صياد وعندي عائلة، وقد خرجت من بيتي من نصف النهار إلى هذا الوقت، ولم يقسم الله لي شيئاً أقوت به عيالي، وقد كرهت نفسي وتمنيت الموت. فقال له الخليفة: هل لك أن ترجع معنا إلى البحر وتقف على شاطئ الدجلة وترمي شبكتك على بختي، وكل ماطلع أشتريه منك بمئة دينار. فرح الرجل لما سمع هذا الكلام وقال: على رأسي أرجع معكم. ثم رجع الصياد إلى البحر ورمى شبكته وصبر عليها في الماء، ثم جذبها إليه فطلع فيها صندوق مقفل، فلما جسّه الخليفة وجده ثقيلاً فأعطى الصياد مئة دينار وصرفه، بينما حمل الوزير جعفر ومسرور السياف ذلك الصندوق إلى القصر حيث فتحوه فوجدوا فيه قفة مخيطة بصوف أحمر فقطعوا الخياطة حتى فتحوا القفة، فإذا فيها بساط مطوي على إزار من الحرير يغطي جثة مقطعة لصبية كأنها سبيكة فضية. لما نظرها الخليفة، جرت دموعه على خديه، والتفت إلى جعفر وقال له: أهكذا يقتل الناس في زمني ويرمون في البحر ويصيرون متعلقين بذمتي؟ والله لا بد من أن أقتص لهذه الصبية ممن قتلها وأقتله، ولئن لم تأتني بمن قتلها لأنصفها منه لأصلبنك على باب قصري مع أربعين من أهلك. قال له جعفر: أمهلني ثلاثة أيام. قال أمهلتك. ثم خرج جعفر من بين يديه ومشى في المدينة وهو حزين، وقال في نفسه: من أين أعرف من قتل هذه الصبية حتى أحضره للخليفة، وإن أحضرت له غيره يصير معلقاً بذمتي ولا أدري ما أصنع. ثم جلس في بيته ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع أرسل إليه الخليفة يطلبه، فلما مثل بين يديه سأله: أين قاتل الصبية؟ قال جعفر: يا أمير المؤمنين هل أعلم الغيب حتى أعرف قاتلها. فاغتاظ الخليفة وأمر بصلبه على باب قصره، وأمر منادياً أن ينادي في شوارع بغداد: من أراد الفرجة على صلب جعفر البرمكي وأربعين من أهله على باب قصر الخليفة فليخرج ليتفرج. خرجت الناس من الحارات ليتفرجوا على ذلك وهم لا يعلمون السبب. وهناك على باب القصر، رأى الناس الوزير ومن معه، ينتظرون الإذن من الخليفة بالصلب، وبينما هم كذلك إذا بشاب حسن نقي الأثواب قد شق طريقه إلى الزحام إلى أن وقف بين يدي الوزير وقال له: سلامتك من هذه الوقفة يا سيد الأمراء وكهف الفقراء. أنا قتلت الصبية التي وجدتموها في الصندوق، فاقتلني فيها واقتص لها مني. لما سمع جعفر كلام الشاب وما أبداه من الخطاب فرح بخلاص نفسه وحزن على الشاب. وفيما هم في ذلك وإذا بشيخ كبير قد أقبل مسرعاً إلى أن وصل إلى جعفر والشاب فسلم عليهما ثم قال: أيها الوزير لا تصدق كلام هذا الشاب، فأنا قتلتها. قال الشيخ: يا ولدي أنت صغير تشتهي الدنيا، وأنا كبير شبعت من الدنيا، وأنا أفديك وأفدي الوزير وأهله. العبد الأسود لما سمع جعفر ذلك تعجب منه، وأخذ الشاب والشيخ وطلع بهما عند الخليفة وقال: يا أمير المؤمنين قد حضر قاتل الصبية، فقال الخليفة: أين هو؟ قال: هذا الشاب اعترف بأنه القاتل، ولكن هذا الشيخ يكذبه ويؤكد أنه هو القاتل، فنظر الخليفة إلى الشيخ والشاب وقال: من منكما قتل الصبية؟ قال الشاب: ما قتلها إلا أنا. وقال الشيخ: ما قتلها إلا أنا! قال الخليفة لجعفر: خذ الاثنين واصلبهما. فردَّ جعفر: إذا كان القاتل واحداً فقتل الثاني ظلم،.فقال الشاب: وحق من رفع السماء وبسط الأرض أنا قتلت الصبية. ثم أخذ يصف كيف قتلها وقطع جثتها ووضعها في ذلك الصندوق فتعجب الخليفة وسأله: ما سبب قتلك هذه الصبية بغير حق؟ وما سبب إقرارك بالقتل؟ قال الشاب: يا أمير المؤمنين، هذه الصبية زوجتي وبنت عمي، وهذا الشيخ أبوها وهو عمي. تزوجت بها وهي بكر، فرزقني الله منها ثلاثة أولاد. كانت تحبني وتخدمني، ولم أر عليها شيئاً. ولما كان أول هذا الشهر مرضت مرضاً شديداً، فأحضرت لها الأطباء حتى حصلت لها العافية، فأردت أن أدخلها الحمام فقالت: إني أريد شيئاً قبل دخول الحمام لأني أشتهيه فقلت لها: ما هو؟ قالت: إني أشتهي تفاحة أشمها وأعض منها عضة. طلعت من ساعتي إلى المدينة وفتشت على التفاح، ولو كانت الواحدة بدينار، لكني لم أجده، فبت تلك الليلة متفكراً فلما أهل الصباح خرجت من بيتي ودرت على البستان واحداً واحداً فلم أجده فيها. ثم صادفني خولي كبير فسألته عن التفاح فقال: يا ولدي هذا شيء قل أن يوجد لأنه معدوم ولا يوجد إلا في بستان أمير المؤمنين في البصرة. فحملتني محبتي لزوجتي على أن هيأت نفسي وسافرت خمسة عشر يوماً ليلاً ونهاراً في الذهاب والإياب.. وجئت لها بثلاث تفاحات اشتريتها من خولي البستان بثلاثة دنانير. ثم دخلت وناولتها إياها فلم تفرح بها بل تركتها بجانبها، وكان مرض الحمى قد اشتد بها، ولم تزل في ضعفها عشرة أيام ثم عوفيت، فخرجت من البيت وذهبت إلى دكاني وجلست في بيعي وشرائي. بينما أنا جالس في وسط النهار وإذا بعبد أسود مر عليّ وفي يده تفاحة يلعب بها، فقلت له: من أين أخذت هذه التفاحة حتى آخذ مثلها؟ ضحك وقال: أخذتها من حبيبتي، وكان عندها ثلاث تفاحات قالت إن زوجها سافر من شأنها إلى البصرة فاشتراها بثلاثة دنانير. لما سمعت كلام العبد يا أمير المؤمنين، اسودت الدنيا في وجهي، وأقفلت دكاني وجئت إلى البيت وأنا فاقد العقل من شدة الغيظ، فلم أجد التفاحة الثالثة، ولما سألت عنها زوجتي قالت: لا أدري ولا أعرف أين ذهبت، فتحققت صدق العبد، وقمت فأخذت سكيناً وركبت على صدرها ونحرتها وقطعت رأسها وأعضاءها، ثم وضعتها في القفة وغطيتها بالإزار، ولففتها بقطعة من بساط وأنزلتها من الصندوق وأقفلته وحملتها على بغلتي ورميتها في نهر دجلة. فبالله عليك يا أمير المؤمنين عجل بقتلي قصاصاً لها، فإني خائف من مطالبتها يوم القيامة، لأني لما رميتها في النهر ورجعت إلى البيت، وجدت ولدي الكبير يبكي ولم يكن له علم بما فعلت بأمه، فقلت له: وما يبكيك؟ فقال: إني أخذت تفاحة من التفاح الذي عند أمي، ونزلت بها إلى الزقاق ألعب مع إخواني وإذا بعبد أسود طويل خطفها مني وقال لي: من أين جاءتك هذه؟ فقلت له: إن أبي سافر وجاء بها من البصرة لأجل أمي، وقد اشترى ثلاث تفاحات بثلاثة دنانير، فأخذها مني وضربني وراح بها فخفت من أمي أن تضربني! لما سمعت كلام الولد علمت أن العبد افترى الكلام الكذب على بنت عمي، وتحققت أنها قتلت ظلماً. ثم إني بكيت بكاء شديداً، وإذا بهذا الشيخ، وهو عمي ووالدها، قد أقبل فأخبرته بما كان فجلس بجانبي وبكى، ولم نزل نبكي إلى نصف الليل، وأقمنا العزاء خمسة أيام، ولم نزل إلى هذا اليوم ونحن نتأسف على قتلها، فبحرمة أجدادك أن تعجل بقتلي وتقتص لها مني. لما سمع الخليفة كلام الشاب تعجب وقال: والله لا أقتل إلا ذلك العبد الخبيث! وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح وإلى حلقة الغد
توابل
يحكى أن (30-11): أمير المؤمنين يبحث عن قاتل فتاة وجدَ جثّتها في البحر
28-06-2015