«الحل السوري» يحتاج وقتاً

نشر في 04-11-2015
آخر تحديث 04-11-2015 | 00:11
No Image Caption
لم يعد سراً أن أقصى ما تطمح إليه الإدارة الدولية والإقليمية للملف السوري في هذه المرحلة، لا يعدو محاولة إعادة تحديد نقاط التماس والتواصل القائمة، ليس فقط في سورية، بل على خريطة المنطقة برمتها.

هكذا يلخص أحد الدبلوماسيين الأميركيين ما جرى الأسبوع الماضي في اجتماع فيينا، وما يجري التحضير له، تمهيداً للاجتماع الثاني.

بدء حملات التراشق الإعلامي، وصدور مواقف بعضها تصعيدي، يمهد هو الآخر لطبيعة الاقتراحات التي سيجري العمل عليها، كما أنه يؤشر إلى الحظوظ المتاحة فعلاً لإعلان حل سياسي حقيقي للأزمة السورية. فهذا الأمر دونه صعوبات، ليس أقلها عدم توافر أرضية موحدة ورؤية واضحة لمستقبل المنطقة.

البيان الختامي لاجتماع فيينا، الذي صدر معه الإعلان الأميركي بشأن إرسال نحو 50 استشارياً أميركياً سيتمركزون في مدينة إربيل الكردية، يشير أيضاً إلى أن واشنطن تعيد رسم حدود نفوذ اللاعبين الآخرين، بينما نتائج الانتخابات التركية، قد ترسم وجهاً متجدداً لمستقبل الصراع المندلع في المنطقة، ويفرض على واشنطن حسابات وتعاوناً مختلفاً معها.

فتركيا التي أعادت ترميم سلطة حزبها الإسلامي الحاكم تستعد للتعامل مع التحديات الجيوسياسية برؤية أكثر حدة، خصوصاً مع روسيا وإيران.

تركيا العثمانية لا تستطيع اختراق النسيج الإقليمي الممتد حتى دول الاتحاد السوفياتي الإسلامية السابقة، ولا تستطيع الرد على إيران الإسلامية، ما لم تعد إنتاج خطاب إسلامي عابر للحدود، كما نجحت إيران قبلها.

مسؤولون في «البنتاغون» كشفوا أن قرار إرسال المستشارين إلى سورية جرى بحثه في يوليو الماضي خلال زيارة الرئيس باراك أوباما لمسؤولي وزارة الدفاع، مؤكدين أن تعديل الاستراتيجية الأميركية في سورية والعراق أمر محتمل في أي وقت، وقد يحصل ربما في المستقبل القريب أيضاً.

وتبعاً لتسريباتهم يخشى قادة «البنتاغون» على أمن الحدود التركية - السورية، ومن تمدد «داعش» جنوباً نحو لبنان والأردن، في وقت تظهر العمليات الروسية قصوراً عن تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية، في ظل «ارتباك موسكو المفهوم» وإحجامها عن التورط كلياً في الصراع الدائر.

تحقيق تنظيم «داعش» بعض التقدم خصوصاً وسط سورية، يثير أيضاً مخاوف جدية من احتمال عودته لتسخين جبهة القلمون على الجانبين السوري واللبناني معاً، ما يطرح تحديات ضاغطة على لبنان، «بينما بعض الأطراف الداخلية فيه مارست الضغط على الجيش اللبناني عبر قضية رواتبه، في محاولة منها لتحقيق مكاسب سياسية تعتقد أنها قد تصب في خدمة هدفها الإقليمي».

ووفق تلك التسريبات، فإن الاستعدادات لمعركة تحرير الموصل، التي تحتاج على الأقل سنة أو سنتين، لابد أن يمهد لها عبر استعادة الرقة ومحيطها بسورية والرمادي بالعراق، واستكمال تطهير بيجي والقرى المحيطة بها. وهي أمور من المتعذر تحقيقها من دون مشاركة أميركية مباشرة، وفي سياق رؤية طويلة المدى جاء قرار إرسال المستشارين.

وتكشف تلك الأوساط أن قرار رفع جاهزية قاعدة «انجرليك» في تركيا، سيتطور عبر الدفع بطائرات مقاتلة من نوع «إف 15» وطائرات «آي 10» المعروفة بـ»الوحش»، وهي طائرات غير نفاثة مجهزة بمدافع رشاشة قوية تطير على مستوى منخفض وبسرعة بطيئة، مهمتها تمهيد الطريق أمام الهجمات البرية.

back to top