أكد العبيدي أن السفارة الكويتية والمكتب الصحي في باريس يتابعان قضية محاولة السطو على أموال المكتب أولاً فأولاً، لافتاً إلى أنه على اتصال مستمر معهما لمعرفة تفاصيل القضية.

Ad

قال وزير الصحة د. علي العبيدي إن عامل الأمن في المكتب الصحي الكويتي في باريس، الذي تعرض لاعتداء عقب محاولة سطو وسرقة فاشلة للمكتب يعالج الآن في أحد مستشفيات باريس على نفقة وزارة الصحة.

وأشار إلى أن الجاني محتجز الآن في أحد أقسام الشرطة في باريس، ويتم التحقيق معه لمعرفة شركائه وأسباب جريمته ودوافعها.

وأضاف العبيدي لـ»الجريدة» أن السفارة الكويتية والمكتب الصحي في باريس يتابعان هذه القضية أولا فأولا، لافتا إلى أنه على اتصال مستمر معهما لمعرفة تفاصيل القضية.

وأوضح أن يقظة الملحق المالي في المكتب الصحي في باريس فيصل الزمانان حالت دون سرقة نحو 100 ألف يورو من أموال الدولة.

وبين أن اللص استهدف الملحق الزمانان مستخدما «بخاخ رش»، في محاولة لشل حركته، وتمت في البداية سرقة الأموال، لكن سرعة بديهة الملحق الزمانان وحرصه على المال العام دفعاه إلى ملاحقة اللص واستعادة الأموال المسروقة، حتى تمت محاصرة الجاني والقبض عليه من قبل رجال الشرطة الفرنسية، موضحا أن القانون الفرنسي لا يسمح بفتح حسابات بنكية هناك لغير المقيمين بصفة دائمة.

بدورها، أكدت سفارة الكويت لدى باريس أن نائب الملحق الصحي تعرض لمحاولة سرقة باستخدام «بخاخ»، مؤكدة سلامته وعدم تعرضه لإطلاق نار أو اعتداء مسلح.

وقالت السفارة، في بيان، إن أحد أعضائها في المكتب الصحي تعرض مع موظفين اثنين لعملية سطو، قبل تدخل رجال الأمن واستعادة الأموال المسروقة، من دون أي أضرار مادية أو جسدية.

وأضافت أن نائب الملحق الصحي طلب النجدة، تزامنا مع مرور أحد رجال الأمن الذي بادر باعتقال الجاني على الفور، موضحة أن الجاني تتبع نائب الملحق الصحي ومرافقيه لدى نقلهم الأموال الخاصة بالمرضى الكويتيين قرب مقر المكتب الصحي في باريس. وأشارت السفارة الكويتية في باريس إلى أنها تتابع مع السلطات الأمنية الفرنسية التطورات بشأن هذه القضية لمعرفة المزيد حول من يقف وراءها.

الجريدة• تتابع تفاصيل الجريمة

في محاولة قرعت جرس الخطر، شهد المكتب الصحي في باريس صباح أمس الأول محاولة سطو فاشلة على المخصصات المالية للمرضى الكويتيين، خلال نقلها من البنك الى مقر المكتب في الشانزليزيه، وتعرض خلالها الملحق المالي فيصل الزمانان لإصابة في رجله، نقل على أثرها إلى المستشفى مع رجل الأمن.

وروى مصدر رفيع لـ«الجريدة» أن الحادثة بدأت بمهاجمة شاب فرنسي عشريني الزمانان، خلال نقله مع أحد رجال الأمن في المكتب أموال مخصصات المرضى اليومية من البنك الوطني الكويتي فرع باريس الى المكتب الصحي لصرفها.

وبين المصدر ان «السارق قام برش بخاخ يشل أعصاب العين على الزمانان ورجل الامن لشل تركيزهما، ثم سرق مبالغ مالية تقدر بأكثر من 100 ألف يورو، إلا أن ارتداء الزمانان نظارات شمسية أنقذ الموقف، وقام بملاحقة اللص ومحاصرته الى ان تم القبض عليه من قبل رجال الشرطة الفرنسية، واستعاد الأموال المسروقة.

وكشف ان ثلاثة أشخاص كانوا في انتظار السارق في سيارة، للفرار بعد سرقة الاموال، لكنهم فروا هاربين بعد القبض على صديقهم، موضحا ان السلطات الفرنسية تحقق مع السارق للوصول إلى بقية معاونيه ومحاكمتهم.

استمرار المخصصات... ومخاطر الصرف

علمت «الجريدة» ان المكتب الصحي في باريس صرف المخصصات المالية على المرضى الكويتيين أمس الأول دون أي تأخير، رغم محاولة السرقة.

وكشفت محاولة السرقة رصد بعض العصابات حركة نقل الأموال وصرفها في المكتب الصحي بباريس على المرضى الكويتيين، الامر الذي يدق ناقوس الخطر لتسلم المرضى ومرافقيهم مبالغ نقدية تصل الى نحو 6 آلاف يورو نقدا كل أسبوعين، بعيدا عن خيارات أخرى للصرف أسوة بالمكاتب الصحية الاخرى.

إيقاف الشيكات والصرف نقداً

أوقف المكتب الصحي في باريس صرف المخصصات المالية على المرضى عن طريق الشيكات قبل عامين، ويصرفها نقدا في مقره، على عكس بقية المكاتب الصحية، فضلا عن ان القانون الفرنسي لا يسمح بفتح حسابات بنكية لغير المقيمين بصفة دائمة.

ويعود سبب الانتقال من الشيكات الى الصرف النقدي الى ارتفاع اعداد المرضى في باريس من 50 الى اكثر من 300 مريض تقريبا، ما يحتاج حاليا الى صرف المخصصات على نحو 40 مريضا يوميا، بدلا من صرف نحو 5 شيكات يوميا في السابق.

الزمانان لـ الجريدة• : توجه لإيداع مخصصات مرضى فرنسا في حساباتهم البنكية

 تركت محاولة السطو الفاشلة التي تعرض لها الملحق المالي في المكتب الصحي بفرنسا فيصل الزمانان انعكاساً إيجابياً، تمثل في اعتزام المكتب إيقاف صرف المخصصات المالية نقداً للمرضى الكويتيين بباريس، واستعجال العمل على إيداعها في حساباتهم البنكية.

وقال الزمانان لـ"الجريدة" إنه "سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة اعتماد الخيار الجديد، ليستطيع المرضى الكويتيون سحب مخصصاتهم عبر بطاقاتهم البنكية الكويتية من البنوك الفرنسية"، مبيناً أن "المرضى ومرافقيهم لا يستطيعون، وفق قوانين الدولة، فتح حسابات بنكية في باريس لإقاماتهم المؤقتة".

وكانت حادثة السطو الفاشلة التي تعرض لها الزمانان في باريس استأترث باهتمامات عدد من النواب الذين استنكروا الحادث، ودعوا الى اعتماد نظام جديد يحمي أعضاء المكتب الصحي والأموال العامة من السرقة.

وأكد النائب محمد الحويلة أن عملية نقل أموال الملحقيات الصحية بحاجة إلى نظام مالي حديث لتسهيل العمل وضمان سلامة العاملين والمرضى، مشيرا إلى أن ما تعرض له الملحق المالي في المكتب الصحي الكويتي يتطلب مراجعة فورية لسياسة نقل وصرف الأموال حفاظا على سلامة العاملين وحرمة الأموال العامة.

وأشاد الحويلة، في تصريح صحافي أمس، بكفاءة فيصل الزمانان وسرعة بديهته وحرصه على المال العام التي دفعته لمقاومة السارق وملاحقته واستعادة الأموال المسروقة، إلى أن حاصرته الشرطة الفرنسية وقبضت عليه.

وأشار الى أن مشكلة نقل الأموال أصبحت هاجسا يؤرق عمل كل الملحقيات الصحية الخارجية، لأن بعض الدول تمنع فتح حسابات بنكية، ومنها فرنسا، مما يدفع إلى نقل الأموال وصرفها عن طريق الكاش أو الشيكات البنكية، وهذا الأمر يحدث في غالبية الملحقيات، مما يعرضهم للخطر، وأصبح الأمر سهلا للصوص الذين أصبحوا يعرفون مواعيد الصرف، مطالبا بتحرك حكومي عاجل لحل هذه المشكلة، ومنها صرف المخصصات بحسابات المرضى الكويتيين، مما سيساعد على ضمان وسلامة العاملين والمرضى ويقلل التلاعب في حسابات الملحقيات الصحية، سواء المدنية أو العسكرية.

بدوره، استنكر مقرر لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية النائب ماضي الهاجري الحادث متسائلا: أين اجراءات البعثة الدبلوماسية في تأمين السيارة وأفراد المكتب الصحي؟

وقال الهاجري، في تصريح صحافي، إن السفارة الكويتية في باريس ينبغي عليها أن تتابع مع السلطات الأمنية الفرنسية التطورات بشأن هذه القضية، وفتح تحقيق عاجل لمعرفة المزيد حول من يقف وراء تلك الجريمة.

وطالب باتخاذ جميع الإجراءات التي تضمن عدم تكرار مثل هذا الحادث مستقبلا، وتوفير الحماية لجميع أفراد المكاتب الصحية أو البعثات الدبلوماسية الكويتية، سواء في فرنسا أو أي دولة من دول العالم.