بدأ رئيس الحكومة التركية المكلف أحمد داود أوغلو أمس مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية بعد مرور شهر على الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزبه الإسلامي المحافظ وخسر أغلبيته المطلقة، مطالباً المعارضة بعدم الحديث عن دور الرئيس رجب طيب إردوغان قائلا، إن ذلك سيخرب جهود تشكيل حكومة جديدة.

Ad

واستهل داود أوغلو مشاوراته الماراثونية بلقاء مع رئيس حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي) كمال كيليتشدار أوغلو. وستتواصل المشاورات اليوم عبر لقاء مع رئيس حزب الحركة القومية اليميني دولت باهتشلي، وغدا سيعقد اجتماعا مع رئيس حزب الشعب الديمقراطي الكردي صلاح الدين ديميرتاش.

أما حزب الشعب الديمقراطي فرفض علناً أي اتفاق مع حزب "العدالة والتنمية"، الذي يواجه شروطاً يصعب جداً عليه أن يقبلها، خصوصاً إعادة فتح التحقيقات في قضايا فساد وتهميش دور أرودغان السياسي.

وقبل إطلاق المشاورات، حذر داود أوغلو أمس من التعرض لصلاحيات أردوغان، وقال "من يتطرق إلى هذه المسألة إنما يفتح جدالا حول شرعية وهيبة رئيسنا ويفسد منذ البدء المشاورات"، مؤكداً أنه إذا فشلت المحادثات فستكون هناك انتخابات مبكرة سيكون حزبه أبرز المنتفعين منها.

من جهة ثانية، أثار الرئيس التركي السابق عبدالله غول حفيظة خلفه ورفيق دربه إردوغان، بدعوته خلال حفل إفطار أعدته جمعية "الصداقة" مساء السبت، إلى سياسة خارجية أكثر واقعية، قائلاً: "بصراحة أعتقد أننا نحتاج إلى تقوية وتعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدءاً بمصر وليبيا، وعلى تركيا أن تعيد اكتساب وضعها بوصفها "منارة أمل".

غير أن الرد على نصيحة غول هذه جاء عنيفاً من جانب إردوغان، الذي لم يتمكن من ضبط أعصابه ووجه انتقادات لاذعة تصل إلى حد الإهانة، رافضاً بشكل غير مسبوق الصدام العلني مع صديقه، ووصفه بطريقة غير مباشرة "بالجبان والخائن".

وقال إردوغان: "تركنا وراءنا الخونة والجبناء والمترددين والمتمسكين بمصالحهم الشخصية في عالم السياسية، وأكملنا طريقنا السياسي دون تغيير، أما هم فباتوا اليوم خارج السياسة".

(أنقرة- أ ف ب، رويترز، سكاي نيوز)