بعد 31 عاما على انتهاء ولاية والده بيار اليوت ترودو، توجه مئات الكنديين أمس الأول إلى أوتاوا حيث مقر إقامة الحاكم العام لتحية رئيس الوزراء الجديد غاستن ترودو وحكومته الليبرالية، بعدما تولى رسميا السلطة.

Ad

وتسلم ترودو السلطة بعد مراسم اتسمت بطابع رمزي كبير يعكس قطيعة مع حكم المحافظين.

وخلافا لسلفه ستيفن هاربر الذي كان يتجنب الجمهور ووسائل الإعلام، تولى رئيس الوزراء الجديد مهامه بعد لقاء مع الحشود في حديقة ريدو هول مقر ممثلي التاج البريطاني.

وعلى وقع القرب، عبر ترودو مع زوجته صوفي ووزرائه الثلاثين المكان قبل أن يلتقي الحاكم العام ديفيد جونستن.

وكان جونستن ممثل ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية رئيسة الدولة، استقبل قبل ذلك هاربر الذي وصل ليقدم استقالته واستقالة حكومته بعد عشر سنوات على توليه السلطة في اوتاوا. وكان فوز ترودو الذي اتهمه المحافظون بقيادة هاربر بأنه يفتقر إلى الخبرة، شكل مفاجأة بحصوله على أغلبية واسعة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 19 أكتوبر.

وتمكن ترودو من جذب الناخبين بعدما دفع حزبه الليبرالي باتجاه اليسار، واعدا بخفض الضرائب للطبقات الوسطى وتشريع "حشيشة الكيف"، وإنعاش الاستثمارات في البنى التحتية مع عجز في الميزانية لثلاث سنوات، والتعهد بإنهاء المشاركة في الحملة الجوية بالعراق وسورية.

واتبع هذا المدرس السابق البالغ من العمر 43 عاما الذي أصبح رئيس الوزراء الثالث والعشرين لكندا أسلوبا مختلفا عن سلفه. فهي المرة الأولى مثلا التي يدعى فيها الجمهور إلى ريدو هول لحضور حفل أداء القسم.

وبدأ الحفل الذي دعي إليه رؤساء حكومات سابقون بقرع طبول لهنود أميركا واغان تقليدية للاسكيمو.

وبعدما أقسم "بالولاء" لملكة بريطانيا وورثتها، أعلن الحاكم العام ترودو رئيسا للحكومة.، وقد بدا عليه التأثر واضحا.

وبعد ذلك اقسم أعضاء الحكومة الثلاثون وهم 15 رجلا و15 امرأة اليمين امام الحاكم العام.وتقاسمت المرأة الحقائب الوزارية البالغة 30 حقيبة، حيث حصلت السيدات على 15 منصبا وزاريا في الحكومة الجديدة من بينهم وزير ضرير وآخر معاق بصورة دائمة وسائق باص من أصول هندية وآخر سيخي. وشغلت مريم المنصف، الأفغانية الأصل البالغة من العمر 30 عاما، منصب وزيرة المؤسسات الديمقراطية. وهي أول امرأة مسلمة من أصل أفغاني تتولى مثل هذا المنصب.

وبعدما وعد بحكومة أصغر، احتفظ ترودو لنفسه بحقيبتي الشباب والشؤون الحكومية المكلفة العلاقات بين السلطة الفدرالية والمقاطعات. وفي مبادرة قوية عين للمرة الأولى امراة من السكان الأصليين وزيرة للعدل وهي المدعية السابقة جودي ويسلون ريبولد. وهذا التعيين يحمل معاني كبيرة لأن الحكومة السابقة رفضت دائما تشكيل لجنة تحقيق في حوادث اختفاء وقتل غير مفسرة طالت حوالي 1200 امراة من السكان الأصليين منذ 1980.

(أوتاوا - أ ف ب)