حين كان يحلق بطائرته الهليكوبتر فوق ساحة مزدحمة أزيح عنها السياج لتمكين آلاف من مؤيديه من الدخول، بدا رجب طيب إردوغان في قمة نفوذه قبل انتخابه رئيسا لتركيا في أغسطس الماضي.

Ad

اقتنص إردوغان 52 في المئة من الأصوات ليصبح أول رئيس دولة منتخبا انتخابا شعبيا مباشرا في تركيا بعد أن شغل رئاسة الوزراء نحو 12 عاما وليضطلع بدور شرفي إلى حد كبير كان يعتزم تحويله إلى منصب تنفيذي قوي.

لكن بعد مرور عشرة أشهر فقط يقف حزب "العدالة والتنمية" الذي كان يأمل أن يصدق على تلك الخطة عاجزا عن تشكيل حكومة بمفرده بعد أن خسر أغلبيته البرلمانية لأسباب يرجعها البعض إلى طموح إردوغان الزائد ويرجعها البعض الآخر إلى دائرة مستشاريه.

ويبدو أن تعجل إردوغان في محاولة إقامة نظام رئاسي والاستحواذ على سلطات أوسع إضافة إلى تعويله على دائرة مستشارين أضيق كان من الحسابات الخاطئة التي ألحقت ضررا بشخصية سياسية متألقة.

ويقول منتقدوه إنه أخل بالتزامه بأن يسمو فوق السياسة الحزبية عندما قاد حملة صريحة لدعم "العدالة والتنمية". ومع هيمنته الطاغية على القنوات والإذاعات قبل التصويت والتي زادت خلال إحدى المراحل عن 44 ساعة من البث التلفزيوني المباشر في أسبوع واحد تحول الأمر إلى استفتاء على شخصه ورؤيته لرئاسة نافذة. وتحدث كثيرون عن عدم تريثه.

ومع كل هذا الجهد لم ينل حزب العدالة والتنمية سوى 40.9 في المئة الأمر الذي مثل انتكاسة للحزب ولإردوغان الذي أعلى الكلمة المدنية على كلمة الجيش، وسعى لتكامل أكبر مع الاتحاد الأوروبي وشهدت سنوات حكمه عندما كان رئيسا للوزراء زيادة حادة في الدخول.

وشكل إردوغان (61 عاما) حزب العدالة والتنمية عام 2001 كتحالف يضم متدينين محافظين وعناصر قومية وأخرى من يمين الوسط. وأنهت الحركة عصرا من الحكومات الائتلافية الهشة وفاز بنصيب متزايد من الأصوات في ثلاثة انتخابات عامة متعاقبة، لكن سرعان ما تبدل الأمر وزاد الاستقطاب في المجتمع بسبب صدامية إردوغان واعتماده على دائرة أصغر من المستشارين الجدد.

(إسطنبول ــ رويترز)