اكتشف عدد من صناديق التحوط التي كانت تعد العدة لمواجهة خسائرها في اليونان، أن من المرجح أيضاً أن تتعرض لخسائر كبيرة في استثماراتها في بورتوريكو. ويبدو أن أحد أكبر الخاسرين هو جون بولسن.

Ad

وبعد الحكومة اليونانية يعتبر صندوق بولسن للوضع الخاصPaulson Special Situation Fund ثاني أكبر مساهم في بنك بيراوس، وهو أحد أضخم الشركات المالية في اليونان. ويملك هذا البنك حوالي ثلث كل الايداعات اليونانية. وفي الأسبوع الماضي أغلقت الحكومة اليونانية المصارف في البلاد بغية منع انهيارها، وقد سحب المودعون الذين تملكهم الهلع ما يقارب مليار يورو من تلك البنوك.

وقال صندوق بولسن إنه كان يملك 6.6 في المئة من بيراوس عند نهاية الربع الأول وهي آخر مرة أعلن فيها عن موجوداته. كما أغلقت الحكومة اليونانية أيضاً سوق الأسهم وبلغ سعر سهم البنك الذي هبط 56 في المئة في هذه السنة 0.40 دولار وقد يتعرض بولسن الى خسارة تصل الى 161 مليون دولار في استثماراته.

وهناك منشأة أثينز ووتر Athens Water  التي استمر بولسن فيها 137 مليون دولار قبل سنة فقط بأمل تحقيق ربح بعد أن تصبح خاصة ولكن ذلك لم يحدث. وتواجه هذه المنشأة الآن مشكلة تحصيل فواتيرها من الحكومة التي لا تملك المال. وقد خسر بولسن حوالي 75 مليون دولار في الأساس عبر هذا الاستثمار ويمكن ان يخسر المزيد أيضاً. وقبل عامين انتقد وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس استثمارات بولسن في البنوك اليونانية.

تخلف عن السداد

وكان بولسن أيضاً واحداً من أكبر الداعمين الماليين لبورتوريكو. وقد وصف في السنة الماضية تلك الأرض الأميركية بأنها سنغافورة الكاريبي. وفي شهر مارس من عام 2014 كان صندوق بولسن واحداً من عدد من صناديق التحوط التي شاركت في شراء عرض سندات بقيمة 3.5 مليارات دولار طرحته حكومة بورتوريكو. وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال فقد اشترى بولسن ما قيمته 120 مليون دولار من تلك السندات.

وفي الأسبوع الماضي أبلغ حاكم بورتوريكو أليجاندرو غارسيا باديلا صحيفة نيويورك تايمز ان حكومته قد لا تتمكن على الأرجح من تسديد كل ديونها البالغة 72 مليار دولار. وهبط سعر تلك السندات التي اشتراها بولسن وآخرون غيره 10 في المئة خلال الأسبوع الماضي وهي تساوي الآن 70 في المئة من قيمتها الاسمية الأصلية.

واشترى بولسن أيضاً عدداً من العقارات في بورتوريكو بما في ذلك منتجع سانت ريغز باهيا بيتش وتعرض لانتقادات لاستفادته من التسهيلات الضريبية في تلك الجزيرة.

انتقاد صناديق التحوط

تعرضت صناديق التحوط في الآونة الأخيرة الى انتقادات واسعة لاجتنابها المخاطر. وكان هذا هو السبب الذي دفع البعض الى اتهامها بأنها أضعفت أداء الأسواق بصورة عامة حتى فترة قريبة. ولكن ذلك كان أيضاً السبب الذي دفع اولئك الأشخاص الى الجدل بأن صناديق التحوط تحقق استثمارات جيدة الى صناديق التقاعد على الرغم من ضعف الأداء المشار اليه. وعلى الرغم من ذلك يقال ان صناديق التحوط تملك حوالي 50 في المئة من ديون بورتوريكو، وتبدو تلك الاستثمارات بعيدة عن كونها خالية من المخاطر في الوقت الراهن.

وقبل أكثر من عامين بقليل أسس مالك صناديق تحوط يدعى دان لويب صندوقاً يدعى هيلينك ريكفري فند Hellenic Recovery Fund الذي يقال انه حقق ربحاً بلغ 500 مليون دولار من خلال رهان حسن التوقيت حول الديون اليونانية. ومن غير الواضح مدى جودة أداء صندوق لويب في الوقت الراهن.

الخاسر الآخر في اليونان كان مارك مزفنسكي وهو زوج الطفلة الأولى تشيلسي كلينتون. وقد تراجعت شركة منزفنسكي ايغل فال Eagle Vale التي قامت برهانات في اليونان بنسبة 4 في المئة على وجه التقريب في السنة الماضية، كما أن الصندوق الصغير الذي تديره الشركة والمكرس تماماً لأغراض الاستثمار في اليونان هبط بنسبة 48 في المئة.

ويتسم أداء صناديق التحوط دائما ًبالتقلب والتخبط، كما يقال ان العديد من استثمارات بولسن الاخرى حققت أرباحاً في هذا العام. وعلى الرغم من ذلك فإن إخفاقات بولسن في اليونان وبورتوريكو يجب أن تذكر المستثمرين – وخاصة اولئك الذين يستثمرون في أصول التقاعد – بأن صناديق التحوط تنطوي على مخاطر.

تجدر الإشارة الى أن صناديق التحوط حققت أداء تفوق على الأسواق في 2015 وسوف نعرف عما قريب مدى بناء ذلك على أساس من الرمال.