عقدت الحكومة المصرية الجديدة اجتماعها الأول، أمس، وتعهدت بالحياد خلال إجراء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب التي تبدأ في 18 الجاري، بينما أنهى الرئيس السيسي مشاركته في الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بتأكيد ضرورة تكاتف المصريين في مواجهة الإرهاب.

Ad

بعد 10 أيام من حلف حكومة شريف إسماعيل اليمين الدستورية يوم 19 من الشهر الماضي، عقد مجلس الوزراء المصري اجتماعه الأول، أمس، لبحث عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المهمة والقضايا الموضوعة على رأس أولويات الحكومة الجديدة.

وبينما ناقش إسماعيل مع أعضاء حكومته سبل الاستعدادات الرسمية لإجراء المرحلة الأولى من انتخاب مجلس النواب في 18 الجاري، أكد وزير الداخلية مجدي عبدالغفار، أن جهاز الشرطة جهاز وطني ملك للشعب المصري، يحمي إرادته ويؤمن حقه في استكمال الاستحقاق البرلماني، ويبذل كل الطاقات والجهود لمواجهة جميع التحديات لتحقيق إرادته في تأسيس دولة ديمقراطية.

وأعرب وزير الداخلية، خلال اجتماع عقده أمس الأول، مع مساعديه ومديري الأمن المعنيين للوقوف على خطة تأمين المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، عن ثقته في قدرة وكفاءة رجال الشرطة، بالتعاون من رجال القوات المسلحة، في حماية إرادة الشعب، مؤكدا أن كل أجهزة وزارة الداخلية ستواجه أي محاولة للمساس بمجريات العملية الانتخابية، بمنتهى الحزم والحسم، وفي إطار القانون.

وأكد عبدالغفار أن سياسة وزارة الداخلية هي تأمين مجريات العملية الانتخابية بمختلف مراحلها، مع الالتزام التام والكامل بالحيدة، مشددا على أن دور رجال الشرطة يقتصر على التأمين الخارجي للمراكز والمقار الانتخابية، وعدم التدخل في مسار العملية الانتخابية أو التدخل في فعالياتها بأي شكل من الأشكال، أو الوجود داخل المقار واللجان الانتخابية إلا بناء على طلب من عضو الهيئة القضائية رئيس اللجنة المختصة.

واستعرضت الحكومة المصرية تقريرا عن بدء العام الدراسي الجديد في الجامعات والمدارس بمختلف مراحلها، فضلا عن استعراض تقرير من البعثة الرسمية للحج، إذ يوجد رئيس البعثة وزير الأوقاف مختار جمعة في الأراضي المقدسة لمتابعة أحوال الحجاج المصريين في ضوء تصاعد وفيات حادث التدافع بمنى.

مرشحون

في الأثناء، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن عدد المرشحين الذين سيخوضون المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب بلغ 2573 مرشحا فرديا و6 قوائم انتخابية، وتبدأ المرحلة في الخارج يومي 17 و18 الجاري، وفي الداخل يومي 18 و19 منه، وتجرى على 209 مقاعد فردية، و60 مقعدا للقائمة الانتخابية، من 440 مقعدا هي إجمالي عدد المقاعد البرلمانية، في 14 محافظة هي الجيزة ومحافظات الصعيد، ومحافظات غرب الدلتا (الإسكندرية والبحيرة ومطروح).

على الأرض، واصلت الأحزاب الدعاية الانتخابية في يومها الثاني أمس، فغزت اللافتات والملصقات شوارع المحافظات التي تجرى بها المرحلة الأولى من الانتخابات، وقال المتحدث الرسمي باسم حزب "الوفد" الليبرالي، بهجت الحسامي، إن حزبه يثق بأداء اللجنة العليا وحيادها، وصولا بمصر إلى أهم برلمان في تاريخها الحديثة، مشددا على أن حزبه بدأ الدعاية الانتخابية في موعدها القانوني وأنه سيعمل على تنظيم مؤتمرات جماهيرية لمرشحيه.

من جهته، أكد عضو اللجنة الإعلامية بحزب "النور" السلفي، عبدالغفار طه، لـ"الجريدة"، أن الحزب التزم بكل الضوابط والمعايير التي حددتها اللجنة العليا للدعاية، مشيرا إلى أن الحزب بدأ حملته الانتخابية مع فتح باب الدعاية رسميا.

عودة السيسي

إلى ذلك، عاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى القاهرة أمس، بعد مشاركته في أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، ألقى خلالها كلمة مصر أمام الجمعية، والتقى عددا من زعماء دول العالم، فضلا عن مشاركته في قمة مكافحة الإرهاب بنيويورك، وكان لافتا نزول الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد انتهاء كلمته في قمة الإرهاب، وتوجهه إلى السيسي حيث حياه وصافحه وقدم له الشكر على تصريحاته بوسائل الإعلام الأميركية.

وقال السيسي أثناء لقائه بالإعلاميين المصريين قبل مغادرة الأراضي الأميركية، إن اصطفاف المصريين في يد واحدة سيجعل بلاده قادرة على مواجهة الإرهاب، وأضاف: "طول ما المصريين إيد واحدة هنقدر على الإرهاب"، مطالبا بمشاركة الشباب في مواجهة الإرهاب، "الشباب ولادي، وكل أب بيحب يشوف (يرى) ولاده ملء العين".

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، بأن مشاركة الرئيس السيسي في "قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف"، جاءت في إطار الانخراط المصري النشط في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ولاسيما في ضوء تمدد هذا التنظيم في عدد من دول المنطقة، بما يهدد أمن واستقرار شعوبها، وهو الأمر الذي يتعين التصدي له بكل قوة، وبمقاربة شاملة ومن دون انتقائية.

مباحثات عسكرية

من جانب آخر، كانت مكافحة الإرهاب في المنطقة على رأس أولويات مباحثات وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أمس، مع قائد القيادة المركزية الأميركية، لويد أوستن، والذي يزور مصر حاليا، وتناول اللقاء بحث عدد من الملفات والموضوعات المتعلقة بمجالات الشراكة والتعاون العسكري والأمني بين البلدين، وكذلك الجهود والمواقف الإقليمية والدولية تجاه الحرب على الإرهاب.

وأعرب أوستن عن تقديره لمصر ودورها المحوري في الحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجي في المنطقة، بينما أشاد وزير الدفاع المصري بتفهم واشنطن الجيد لما تقوم به القاهرة لإرساء دعائم الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط.