فضيحة "فولكسفاغن" وأزمة اللاجئين تهيمن على الاحتفالات بالذكرى الـ 25 لإعادة توحيد ألمانيا

نشر في 03-10-2015 | 13:23
آخر تحديث 03-10-2015 | 13:23
No Image Caption
تحتفل ألمانيا السبت بالذكرى الخامسة والعشرين لإعادة توحيدها في أجواء من الشكوك مع تدفق غير مسبوق لطالبي اللجوء الذي يثير جدلاً حاداً في الداخل وفضيحة المحركات المغشوشة في فولكسفاغن التي اتخذت أبعاداً دولية.

وستجري الاحتفالات الوطنية التي تنظم كل سنة في مدينة، في فرانكفورت العاصمة الاقتصادية للبلاد، وستبدأ بقداس عند الساعة العاشرة (8,00 تغ).

وتشارك في الاحتفالات المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وألماني آخر من الشرق هو رئيس الجمهورية يواكيم غاوك الذي سيلقي كلمة، وستنظم حفلات موسيقية وألعاب نارية في هذه الاحتفالات التي ستجري تحت شعار "تجاوز الحدود".

وعشية الاحتفالات دعت ميركل مواطنيها إلى استعادة اندفاعة إعادة التوحيد لمواجهة وصول عدد كبير من اللاجئين قد يصل إلى مليون إلى البلاد هذه السنة.

وقالت في هالي شرق البلاد "عندما تبدو مشكلة غير قابلة للحل علينا ألا نستسلم بل بالعكس العمل على حلها وهذا ما يمكننا تعلمه من تاريخنا في ألمانيا".

ففي الثالث من أكتوبر 1990، توحدت الألمانيتان مجدداً بعد التقسيم في نهاية الحرب العالمية الثانية، وأعيد توحيدهما بعد أقل من عام على سقوط الجدار الذي كان يفصل بينهما بفضل جهود سياسية جبارة والتزام من المجتمع.

وقالت ميركل، هذا الأسبوع أن وصول طالب اللجوء مثل إعادة التوحيد قبل 25 عاماً، سيشكل "منعطفاً" بالنسبة للمجتمع الألماني، لكن سياسة اليد الممدودة هذه تثير انتقادات متزايدة في البلاد وكذلك خارج ألمانيا.

فبعض الدول في أوروبا الشرقية خاصة تتهم برلين بأنها تريد فرض نموذج مجتمعها على كل أوروبا، وذهب رئيس الوزراء المجري إلى حد الحديث عن "امبريالية معنوية" لألمانيا.

وأيقظ الموقف المتشدد جداً لألمانيا في أزمة الدين اليوناني مشاعر العداء لألمانيا في أوروبا والمخوف التي كانت كبيرة جداً في 1990 عند إعادة التوحيد، من يهيمن هذا البلد على القارة.

وكتبت صحيفة فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ المحافظة في افتتاحية عن سنوات الوحدة الـ 25 إنه على ألمانيا في الحالتين العمل على ألا تفرض نفسها كنموذج "لأمة أخلاقية"، موضحة إنه "ليس على كل الأوروبيين أن يصبحوا مثل ألمانيا".

ويرى المؤرخ اندرياس رودر إنها "معضلة" أساسية يجب على البلاد أن تتعلم التعايش معها، وقال "يُنتظر من ألمانيا أن تبرهن على زعامتها وعندما تفعل ذلك يعتبر ذلك هيمنة".

وبعد السنوات الصعبة في تسعينات القرن الماضي، أصبحت ألمانيا اليوم القوة الاقتصادية الأوروبية الأولى بدون منازع وفي طريقها لأن تصبح القوة السياسية الأولى، بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها فرنسا وابتعاد بريطانيا المتزايد عن المشروع الأوروبي.

وتهز ألمانيا فضيحة فولكسفاغن التي اعترفت بتزوير نتائج اختبارات مكافحة التلوث في الولايات المحتدة لسنوات، وحمل وزير المالية فولفغانغ شويبله بعنف على "الطمع بالمجد" من قبل هذه المجموعة التي تعد درة الصناعة الألمانية وتخشى على سمعتها الدولية.

لكن هذا لا يمنع أن أسس البلاد تبقى متينة ويمكنها مواجهة تدفق اللاجئين.

وقال المؤرخ بول نولتي من جامعة برلين الحرة "وصلنا إلى نقطة يمكننا أن نواجه فيها تحدياً جديداً".

back to top