تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن الهدف النهائي للعملية السلمية المزمع تنفيذها في سورية هو إنهاء أي دور للرئيس بشار الأسد، لم يعد يثير الحماسة، ولا يقدم جديداً في المعزوفة الأميركية المكررة.

Ad

لا بل إرفاقه هذا التأكيد بأن العمل جارٍ على مستويين؛ عسكري لدحر تنظيم «داعش»، وسياسي لتحقيق عملية انتقال سياسي عبر الانخراط مع روسيا والسعودية وغيرهما، يشير إلى أن إنهاء دور الأسد لا تحكمه أجندة، الأمر الذي أكده الوزير جون كيري حين قال، إن تحقيق هذا الهدف لن يجري في اليوم الأول، ولا بعد شهر، ولا في أي مدة محددة.

ومع تأكيد مصادر عسكرية أميركية وصول 28 طائرة حربية روسية و16 مروحية قتالية، فضلاً عن ألفي عسكري إلى قاعدة اللاذقية، وبدء طائرات روسية من دون طيار أولى تحليقاتها فوق سورية، يمكن القول إن تنسيقاً أميركياً روسياً مدعوماً بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، جارٍ على قدم وساق، وإن إيران تبقى خارجه في ظل المعطيات الحالية.

وأضافت المصادر أن انخراط روسيا في الأزمة السورية قد يمهد لمرحلة جديدة وطويلة نسبياً من الصراع في هذا البلد، خصوصاً أن مخرجات الاتفاق بين الأطراف المعنية لا تزال غامضة، في ظل إحجام واشنطن عن كشف خططها تجاه مستقبل الصراع ليس فقط في سورية، بل وفي المنطقة عموماً.

تدرك تلك الأوساط أن العودة بسورية إلى الوراء بات أمراً مستحيلاً في الوقت الذي تتجمع فيه معطيات عن تغييرات سياسية لا يستهان بها، الأمر الذي سيترك أثراً عميقاً على العلاقات الروسية الإيرانية بشكل خاص.

وتعتقد تلك الأوساط أن دخول روسيا يحتاج إلى وقت لا يقل عن سنة أو أكثر ليتسنى لها التموضع وخلق آلية جديدة في التعامل مع الأطراف الأخرى ذات التأثير.

وتضيف أن تأكيدات الرئيس فلاديمير بوتين لضيفه الإسرائيلي أنه لا مجال لأي احتكاك بين قواتهما، وأنه لن يسمح للأسد بفتح جبهة الجولان، ولا لإيران بتهديد أمن إسرائيل سواء بشكل مباشر أو عبر مسلحي «حزب الله»، إنما يرسم بدايات لنمو تنافس جيوسياسي على الأرض السورية، في ظل الشهية الروسية للانغماس بشكل نشيط فيها.

وتجزم تلك الأوساط بأن تسوية سياسية في سورية لا تزال بعيدة المنال، ما لم يجر تعديل في أحجام اللاعبين الإقليميين وأدوارهم، وعلى رأسهم إيران.

وبما أن إلحاق الهزيمة بـ»داعش» يحتاج إلى سنوات، فإن ترميم «الدولة» السورية لن يؤدي في المرحلة المقبلة على الأقل إلى أكثر من تقسيم وتقاسم للنفوذ داخل هذا البلد، في حين تجري الترتيبات لاستقبال موجات جديدة من الهاربين السوريين من جحيم الحرب.

وتشير تلك الأوساط أخيراً إلى أن الانتقادات التي وجهت لبرنامج التدريب الأميركي لعناصر من المعارضة السورية لمقاتلة «داعش»، قد تتراجع في ظل تأكيدات عسكرية أن العناصر التي جرى إدخالها إلى حلب وقبلها إلى إدلب، هي كوادر مدربة ستتولى بشكل مباشر تطويع عناصر مقاتلة على الأرض، في ظل حماية جوية ولوجستية غير مسبوقة تشبه ما تم تنفيذه مع المقاتلين الأكراد، وأن عملياتها قد تنفتح على تنسيق مباشر مع القوات الروسية في مرحلة لاحقة!