رسالة للتربويين

نشر في 10-10-2015
آخر تحديث 10-10-2015 | 00:03
 محمد العويصي يروى أن عتبة بن أبي سفيان أوصى مؤدب ولده فقال: "لِيَكُنْ أَوَّلَ إِصْلاحِكَ بُنِيَّ إِصْلاحُكَ نَفْسَكَ، فَإِنَّ عُيُوبَهُمْ مَعْقُودَةٌ بِعَيْبِكَ، الْحَسَنُ عِنْدَهُمْ مَا صَنَعْتَ وَالْقَبِيحُ عِنْدَهُمْ مَا اسْتَقْبَحْتَ، عَلِّمْهُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلا تُمِلَّهُمْ مِنْهُ فَيَتْرُكُوهُ، وَلا تَتْرُكْهُمْ مِنْهُ فَيَهْجُرُوهُ، ثُمَّ رُوِّهِمْ مِنَ الْحَدِيثِ أَشْوَقَهُ، وَمِنَ الشَّعْرِ أَعْمَقَهُ وَلا تُخْرِجْهُمْ مِنْ عِلْمٍ إِلَى غَيْرِهِ حَتَّى يُحْكِمُوهُ، فَإِنَّ ازْدِحَامَ الْكَلامِ فِي السَّمْعِ مَضَلَّة لِلْفَهْمِ، وَكُنْ لَهُمْ كَالطَّبِيبِ الَّذِي لا يُعَجِّلُ بِالدَّوَاءِ حَتَّى يَعْلَمَ مَوْضِعَ الدَّاءِ، وجَنِّبْهُمُ النِّسَاءَ، وَأشْغَلْهُمْ بِسِيَرِ الْحُكَمَاءِ".

حقا إنها وصية غالية لو أخذ بها المعلمون والمعلمات لصلح حال التربية في مجتمعاتنا، وتغيرت أحوالنا إلى الأحسن، وتقدمنا في شتى المجالات، وربما تفوقنا على الغرب!

عتبة بن أبي سفيان يوصي مؤدب ولده بأن يكون قدوة صالحة لهم، وهذه الوصية الذهبية ذكرتني بموقف حصل في مدرستنا (أبو أيوب الأنصاري المتوسطة بنين" في سنة 1994م مع معلم يعتبر قدوة غير صالحة لتلاميذه، وإليكم الموقف: قال معلم العلوم لتلاميذه غداً ستأتي لجنة من وزارة التربية لاختيار أجمل حديقة في مدارس منطقة العاصمة التعليمية، يا أحمد إذا سألوك أنت زرعت الطماطم؟ فقل: نعم، وأنت يا علي إذا سألوك أنت زرعت الخيار؟ فقل: نعم، وأنت يا محمد إذا سألوك أنت زرعت الباذنجان؟ فقل: نعم.

في نهاية اليوم الدراسي عاد محمد إلى بيته حزيناً كئيباً مكسور الخاطر فسألته أمه ما بك يا محمد؟

محمد: معلم العلوم قال غداً ستأتي لجنة من وزارة التربية لاختيار أجمل حديقة، وقال لي إذا سألوك أنت الذي زرعت الباذنجان؟ فقل: نعم!

"يمه" أنا ما اشتركت في مسابقة الزراعة، ولا أعرف كيف أزرع، وحتى حديقة مدرستنا لا أعرف أين مكانها؟

الأم: غداً إن شاء الله تعالى أذهب إلى المدرسة ويصير خير.

ذهبت الأم لمقابلة وكيل المدرسة وأخبرته بقصة معلم العلوم الذي يعلم التلاميذ الكذب!

الوكيل: الموضوع عندي يا أم محمد وما يصير خاطرك إلا طيب.

استدعى الوكيل معلم العلوم وكلمه عن تصرفه غير التربوي، وأحس المعلم بخطئه الفادح، وندم على تصرفه.

• آخر المقال:

أتمنى من إخواني المعلمين وأخواتي المعلمات أن يترجموا هذه الوصية إلى واقع حيّ ملموس في مدارسنا لأنه إذا صلحت التربية صلح المجتمع.

back to top