مهرجان «سماع» في القاهرة يطلق «رسالة سلام»

نشر في 24-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 24-09-2015 | 00:01
• 15 دولة تنشد «طلع البدر علينا»

بحضور جماهيري ورسمي، انطلقت فعاليات مهرجان «سماع» الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية، الذي يستمر حتى 27 سبتمبر على مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين في القاهرة. شارك في الافتتاح عدد كبير من الوزراء، أبرزهم وزير الثقافة حلمي النمنم، ووزير السياحة هشام زعزوع، ووزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري
د. أشرف العربي، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والسفراء وقيادات وزارة الثقافة وعدد كبير من الجمهور.
قال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم  إن مهرجان {سماع} استلهام للتراثين الديني والروحي، وإن استمرار مثل تلك الفعاليات قادر على إزهاق روح التطرف التي انتشرت أخيراً بسبب ما وصفه بغياب الثقافة التي ترتقي بالأفكار.

وذكر الوزير أن احتفال هذا العام يتزامن مع مرور 60 عاماً على تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي الذي جسم على صدور الشعب الجزائري حتى أسقطته الثورة الجزائرية المباركة، وكان لمصر دور في مساندتها ودعمها، مؤكداً أن مصر بتاريخها وتراثها الثقافي قادرة على دحر الإرهاب والتشدد.

وأطلقت الفرق المشاركة، تحت إشراف الفنان انتصار عبد الفتاح رئيس ومؤسس المهرجان، رسالة سلام من قلب القاهرة، بدأت بأغنية {طلع البدر علينا}بمشاركة جميع الفرق. وقالت د. كاميليا صبحي، رئيسة قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بالوزارة، إنه للمرة الأولى تشارك دولة جورجيا، في {سماع}، لافتة إلى أن سفير جورجيا سافر خصيصاً لاختيار أفضل الفرق في البلد للانضمام إلى المهرجان، معتبرة ذلك دليلاً على أهمية المهرجان ونجاح رسالة السلام التي يسعى إلى نشرها في العالم.

وأضافت أن إقامة المهرجان في عيد الأضحى سيكون مناسبة مبهجة للأسر المصرية، حيث تقام عروضه مجاناً للجمهور في مواقع أثرية في القاهرة الفاطمية، إضافة إلى ساحة مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية. وأشارت إلى أن المهرجان {جمع جمهوراً محباً ومخلصاً واكتسب بلداناً محبة ومخلصة أكثر حرصاً على السؤال عن موعده استعداداً للمشاركة فيه، بغض النظر عن اللغة والدين ولون البشرة، لأن الجميع اجتمع على حب الفن}.

وذكرت أن توافد الجمهور إلى حفلة الافتتاح قبل البدء بساعات، أكبر دليل على نجاح المهرجان على مدار دوراته السابقة، مشيرة إلى أن وزارة الثقافة تسعى بكامل جهودها من خلال التعاون المشترك بين قطاعاتها المختلفة، للقضاء على الأفكار المتطرفة.

أما الدكتور محمد أبوالفضل بدران، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، فأعرب عن أمنيته في أن تنتقل حفلات مهرجان سماع للإنشاد الديني في دوراته المقبلة إلى الأقاليم خارج حدود القاهرة، مشيراً إلى أن رسالة المهرجان تحمل في طياتها الكثير من الرسائل الإيجابية.

ويتزامن افتتاح المهرجان، في دورته الثامنة، مع اليوم العالمي للسلام، والذي تشارك فيه جميع فرق المهرجان في الورشة الدولية الأولى التي يقودها الفنان انتصار عبد الفتاح، حيث يقدم معزوفة تتناغم فيها ثقافات مختلفة، كذلك يتزامن الختام مع اليوم العالمي للسياحة.

يقام المهرجان سنوياً على مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين، وقبة الغوري، وشارع المعز، وساحة الهناجر، ومركز طلعت حرب بزينهم، حيث تقدَّم ثلاثة عروض يومياً في كل موقع بإجمالي 15 عرضاً، كذلك يقام كرنفال شعبي لجميع فرق الدول المشاركة في المهرجان بأزيائهم وأعلامهم في شارع المعز من بوابة الفتوح إلى الغورية. ذلك كله بالتعاون بين صندوق التنمية الثقافية وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة المصرية، وهيئة تنشيط السياحة، ووزارتي الآثار والشباب والرياضة. وقال مؤسس ورئيس المهرجان المخرج المصري انتصار عبد الفتاح إن رسالة المهرجان إرساء حوار ثقافات الشعوب عبر الفنون الروحية التي تتجاوز اختلاف اللغات، مشيراً إلى أن المهرجان حقق {مكانة دولية لأنه رسالة سلام تنشدها دول عربية وأجنبية. وأضاف أن إقامة المهرجان بانتظام في الظروف التي تمر بها المنطقة العربية يعني الانتصار للقيم الجمالية والروحية المشتركة بين الشعوب رغم اختلاف اللغات، فالموسيقى الروحية تمثل معزوفة كونية عبر الغناء الصوفي.

وتشارك في المهرجان هذا العام 15 دولة عربية وأجنبية، فيما تحل الجزائر ضيف شرف، فتشارك بثلاث فرق بوصفها العاصمة الثقافية لعام 2015، بالإضافة إلى الصين والهند واليونان وفرنسا وزامبيا والكويت وتونس وأذربيجان وباكستان وإندونسيا وسورية وجورجيا ومصر وروسيا.

على الهامش

يُقام على هامش المهرجان سوق للحرف التقليدية في الدول المشاركة. ويجوب المهرجان شارع المعز، وساحة الهناجر، ولأول مرة في الأماكن الشعبية بمركز طلعت حرب بمنطقة زينهم، كذلك سيُقام كرنفال شعبي لجميع فرق الدول المشاركة في المهرجان بأزيائهم وأعلامهم في شارع المعز من بوابة الفتوح إلى الغورية. وسيُكرم المهرجان اسم فضيلة القارئ الشيخ الراحل محمود خليل الحصري، والأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والفنانة الفرنسية كارولين دوما، مُغنية الأوبرا العالمية الشهيرة، وهي تشتهر بأغانيها المحبة للسلام والتسامح، والبروفيسور محمد زافار إقبال، وهو أحد أهم فناني الإنشاد في باكستان، بالإضافة إلى اسم الفنان الراحل عطية شرارة، كما سيُقام على هامش الافتتاح أكبر سوق للمنتجات الشعبية المصرية، إلى جانب تقديم ثلاثة عروض يومياً في كل موقع، بإجمالي 15 عرضاً يومياً.

back to top