أنقرة تشيع ضحايا الهجوم الدموي

نشر في 11-10-2015 | 11:08
آخر تحديث 11-10-2015 | 11:08
No Image Caption
تبدأ تركيا الأحد بتشييع ضحايا الهجوم الأكثر دموية في تاريخها والذي أوقع السبت 95 قتيلاً خلال تظاهرة من أجل السلام في العاصمة وذلك قبل ثلاثة أسابيع فقط على موعد انتخابات تشريعية مبكرة.

وستنظم الجنازات الأولى للضحايا الأحد في الوقت الذي بدأ فيه حداد وطني لمدة ثلاثة أيام غداة الهجوم الذي لم تتبناه أي جهة حتى الآن.

وأعلن بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أحمد داود اوغلو أن الحصيلة بلغت مساء السبت 95 قتيلاً و246 جريحاً 48 منهم لا يزالون في العناية الفائقة في مستشفيات أنقرة.

وكان حزب الشعوب الديموقراطي أبرز حزب مؤيد للأكراد في تركيا الذي دعا إلى التظاهرة السبت كتب على تويتر أن الحصيلة بلغت 128 قتيلاً.

وعند الساعة 10,04 بالتوقيت المحلي (7,04 تغ) هز انفجاران قويان محيط محطة القطارات الرئيسية في أنقرة حيث جاء آلاف الناشطين من كل أنحاء تركيا بدعوة من مختلف النقابات ومنظمات غير حكومية وأحزاب اليسار للتجمع تنديداً باستئناف النزاع بين أنقرة والمتمردين الأكراد.

وسرعان ما حول الانفجاران المنطقة إلى ما يشبه ساحة حرب حيث كان العديد من الجثث ممددة على الأرض وسط لافتات "عمل، سلام وديموقراطية" ما أدى إلى حالة من الهلع بين المتواجدين.

وندد الرئيس رجب طيب اردوغان بـ "الهجوم المشين ضد وحدتنا وضد السلام في بلادنا" وتعهد "بأقوى رد ممكن".

وأكد داود اوغلوا على أن لديه "أدلة قوية"على أن الاعتداء نفذه انتحاريان.

وفي غياب أي تبن للاعتداء، أشار داود اوغلو بأصابع الاتهام إلى ثلاث منظمات يمكن، برأيه، أن تكون نفذته وهي حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية والجبهة الثورية لتحرير الشعب اليسارية المتشددة.

وتأتي هذه الانفجارات قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات تشريعية مبكرة دعي إليها في الأول من نوفمبر فيما تدور مواجهات دامية ويومية بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد المأهول بغالبية كردية.

واضطرت الشرطة لاطلاق عيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يحتجون على مقتل رفاق لهم على وقع هتافات "الشرطيون قتلة"، على ما أفاد مراسل لفرانس برس.

واتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما باردوغان وعبّر له عن "تضامن" الولايات المتحدة مع تركيا في مواجهة "الارهاب".

كما ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بهجوم ارهابي شنيع" فيما قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه للرئيس التركي.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن الأمل في أن "يمثل منفذو هذه الأعمال الإرهابية سريعاً أمام القضاء".

ولم يتردد رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرتاش في اتهام الحكومة قائلاً "إننا أمام دولة مجرمة تحولت إلى مافيا".

وفي اسطنبول وعدد من دول جنوب شرق البلاد، هتف آلاف الأشخاص مرددين "اردوغان قاتل" و"السلام سينتصر".

كما نظمت تظاهرات موالية للأكراد في أوروبا خصوصاً في فرنسا وألمانيا وسويسرا.

وفي 20 يوليو، أسفر هجوم انتحاري نسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية عن سقوط 32 قتيلاً في صفوف ناشطين مناصرين للقضية الكردية في مدينة سوروتش القريبة جداً من الحدود السورية.

وفي غمرة اعتداء سوروتش تجددت المواجهات العنيفة بين الجيش التركي ومتمردي حزب العمال الكردستاني ما أدى إلى انهيار وقف اطلاق النار الهش الذي كان سارياً منذ مارس 2013.

وقد قُتِلَ أكثر من 150 شرطياً أو جندياً منذ ذلك الحين في هجمات نُسبت إلى حزب العمال الكردستاني، في حين تؤكد السلطات التركية "تصفية" أكثر من ألفي عنصر من المجموعة المتمردة في عملياتها الانتقامية.

وأعلن حزب العمال الكردستاني السبت تعليق عملياته قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية.

وقالت منظومة المجتمع الكردستاني وهي الهيئة التي تشرف على حركات التمرد الكردي في بيان "استجابة للنداءات التي أتت من تركيا والخارج فإن حركتنا أعلنت وقف نشاط مجموعاتنا المقاتلة لفترة إلا إذا تعرض مقاتلونا وقواتنا لهجمات".

وجاء في الإعلان الذي نشر على موقع الهيئة الالكتروني "خلال هذه الفترة لن تنفذ قواتنا عملياتها المقررة ولن تقوم بأي نشاط باستثناء الأنشطة التي ترمي إلى حماية مواقعها الحالية ولن تتخذ أي خطوة تمنع تنظيم انتخابات نزيهة".

وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من يونيو الماضي خسر حزب الرئيس اردوغان الغالبية المطلقة التي كان يحظى بها منذ ثلاث عشرة سنة في البرلمان، وخصوصاً بسبب النتيجة الجيدة التي حققها حزب الشعوب الديموقراطي.

وبعد فشل المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلاف دعا إلى انتخابات مبكرة في الأول من نوفمبر المقبل.

back to top