الرياضيون: تدخل «فيفا» مرفوض وعلى الحكومة التمسك برأيها

نشر في 27-09-2015 | 00:06
آخر تحديث 27-09-2015 | 00:06
استهجن عدد من المسؤولين الرياضيين إنذار"فيفا" للاتحاد الكويتي بتعليق نشاط كرة القدم الكويتية على المستوى الدولي بعد 15 أكتوبر المقبل، معتبرين لغة التهديد تدخلا مرسلا استكمالا لسيناريو الضغط الذي تتبعه أطراف داخلية تحرض المنظمات الدولية على الرياضة الكويتية، ولاسيما أن هناك عديدا من علامات التعجب حول توقيت الإنذار.

وطلب المسؤولون في الوقت ذاته من الحكومة الكويتية التمسك برأيها وبسط يدها على شرعية القوانين المحلية، التي يراها الجميع متماشية والميثاق الأولمبي ولا يوجد تعارض.

وتساءل رئيس نادي كاظمة السابق، عضو الهيئة العامة للشباب والرياضة الأسبق، سليمان العدساني: كيف للاتحاد الدولي أن يلوح بإيقاف النشاط الكويتي بحجة تعديل القوانين التي صدرت قبل 11 شهرا، وآخر قبل 4 أشهر ونشر في الجريدة الرسمية، فأين كان "فيفا" طوال تلك الفترة؟

وفي تصريح مماثل، قال أمين سر نادي كاظمة يوسف بوسكندر إن التهديدات الدولية المستمرة لم ولن تسمن أو تغني من جوع، مرحبا بالإيقاف اذا كان على حساب شرعية الدولة وحفظ هيبتها.

وفي السياق ذاته رفض أمين سر النادي العربي السابق، مصطفى جمعة، ابتزاز الهيئات الرياضية الدولية، مؤكدا دعم الجميع للقوانين الوطنية، التي تهدف في المقام الأول الإصلاح وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح والسليم.

كما يرى أمين سر نادي الفحيحيل، صالح المجروب، أن كتاب التهديد من قبل الاتحاد الدولي مبهم وغير مفهوم فإنه ليس له الحق في التدخل في شؤون الاندية، على سبيل المثال فهناك 1200 ناد في البرازيل، فكيف يمكنه التعامل معها؟

وأجمع رئيس النادي العربي جمال الكاظمي ونائبه عبدالعزيز عاشور على أن الاتحاد الدولي لا يجد سوى الكويت للتدخل في شؤونها على خلاف دول خليجية أو عربية أخرى.

في حين وصف وليد الراشد أمين سر الكويت التهديدات باللعبة "البايخة"، والتي تملك خيوطها أطراف من الداخل.

العدساني: سلسلة تهديدات

أكد رئيس نادي كاظمة السابق وعضو الهيئة العامة للشباب والرياضة الأسبق سليمان العدساني أن تهديد الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعليق نشاط كرة القدم الكويتية على المستوى الدولي بعد 15 أكتوبر المقبل إن لم يتم تعديل القوانين حتى تنسجم مع التوجيهات الدولية هو جزء من سلسلة التهديدات المتلازمة، مبيناً أن اللجنة الأولمبية الدولية هددت بالشيء نفسه كذلك حتى نفس التاريخ، كما أوقف الاتحاد الدولي لكرة اليد نشاط اللعبة دوليا بالنسبة للكويت.

وقال العدساني: "أستغرب أن كل هؤلاء يتحركون في نفس الاتجاه، وكلهم في نفس الوقت يشيرون إلى أن القوانين التي صدرت تتعارض ومبادئ وقوانين الحركة الأولمبية والنظم الأساسية للاتحادات الدولية"، متسائلاً: "لماذا يأتي التهديد في هذا التوقيت؟ مع أن المرسوم بالقانون رقم 117 لسنة 2014 نشر في (الكويت اليوم) بتاريخ 23 أكتوبر 2014، والقانون رقم 25 لسنة 2015 نشر في 24 مايو 2015، فالأول صدر قبل 11 شهراً، والثاني قبل 4 أشهر".

وتابع: "هذا يعني أن اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم لا يعرفان ولا يدريان أن هناك قانونين رياضيين صدرا، ولكن وصلت لهما رسائل من الكويت تفيد بذلك".

ويستطرد: "لاحظ أن اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم، يطالبان بتعديل القوانين، ولم يشيرا إلى أي مادة من مواد القوانين الوطنية تتعارض مع الميثاق الأولمبي أو النظام الأساسي للفيفا، فهذا الكلام مرسل وليس فيه دليل على التعارض، مما يعطي انطباعاً بأنه ليس لديهما أي حجة تؤيد مطالبهما بالتعديل، وهذا ليس بجديد فمنذ 2007 واللجنة الأولمبية لم تذكر مادة بأي قانون كويتي تتعارض مع الميثاق".

وأشار العدساني إلى أنه يجب أن يعرف القارئ الرياضي وكذلك المعنيون بالرياضة أنه لولا تدخل الحكومة بإصدار المرسوم بالقانون رقم 117 لسنة 2014 لكانت الأندية الرياضية وعلى وجه الخصوص الأندية الشاملة تم حلها بقوة القانون حسب المرسوم بالقانون رقم 2012/26 (قانون الفوضى الرياضية) لأنها لم تستطع عقد جمعيات عمومية غير عادية، وكذلك يجب أن يعرفوا أن مواد المرسوم بالقانون رقم 2014/117، والقانون رقم 2015/25، قد وضعت لتسهيل تنفيذ المرسوم بالقانون رقم 2012/26، وأنها مواد تنظيمية، وأنها لم تتدخل في قرارات مجالس إدارات الهيئات الرياضية أو جمعياتها العمومية.

وأوضح ان عدد المواد التي أعيدت صياغتها (المرسوم بالقانون رقم 2014/117، والقانون رقم 2015/25) من أجل تنظيم وتفعيل تنفيذ المرسوم رقم 2012/26، هي 7 مواد فقط، معتبراً أنه "لولا هذا التعديل التنظيمي لتم تصفية الأندية نهائياً بقوة القانون كما جاء بالمرسوم بالقانون رقم 2012/26، لذلك تدخلت الحكومة الكويتية لانقاذ الرياضة الكويتية من قانون الفوضى، وللأسف الشديد هناك من يحتج عليها لقيامها بهذا القرار الصحيح".

وأعرب العدساني عن دهشته لأن التهديد بتعليق النشاط يتعلق بقوانين صدرت منذ فترة، "لكن للتو افاقت اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (ويبدو أن هناك بالكويت من ايقظهمها من سباتهما)، وقاما بالتهديد ولم يذكرا لنا ما المواد التي تتعارض مع الميثاق الأولمبي أو النظم الدولية، لذلك من الواجب على الدولة ألا تلتفت إلى هذه التهديدات، وعليها أن تستخدم كل الوسائل اللازمة للوقوف أمامها".

بوسكندر: فساد «فيفا»

أزكم الأنوف

من جانبه، قال أمين سر نادي كاظمة يوسف بوسكندر إنه للاسف الشديد أصبح التلويح والتهديد بكارت الايقاف عقبة ومشكلة تجاه الاصلاح الرياضي المتهالك، مضيفا أن هناك بادرة أمل تلوح في الافق لحل مشاكل الرياضة، ومن ثم تنظيم عملها، مبيناً أن الجميع يرون أن "هناك أيادي تتعمد وضع الخشبة في العجلة لارجاعنا الى المربع الاول وذلك لامر بسيط جدا هو محاولة يائسة لاستمرار تمسكها وفرض هيمنتها على الرياضة ومكتسبات الرياضيين داخلياً وخارجياً".

وأشار بوسكندر إلى أنه استبشر خيرا حاله حال جميع القائمين على الرياضة بالقوانين الجادة التي شرعت لتعديل وتلافي النقص الذي شاب المرسوم بالقانون 26 لعام 2012، وبادرت الهيئات الرياضية إلى دعوة جمعياتها العمومية للانعقاد للعمل بموجب المرسوم وتعديلاته من اجل الاستقرار الاداري، بيد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أطل برأسه مدعوما من اللجنة الاولمبية الدولية بإشهار البطاقة الحمراء تجاه تلك القوانين تحت شماعة التدخل الحكومي.

وأوضح أن بوادر الازمة لاحت في الافق بالتمثيلية الهزلية التي قام ببطولتها الاتحاد الدولي لكرة اليد مؤخرا، مبينا أن هذا الأمر جاء من قبل المتنفذين لابقاء الوضع على ما هو عليه، خصوصا في ظل شعورهم بان صلاحيتهم قد قاربت الانتهاء، بإسناد مصير الرياضة الكويتية إلى أيد رياضية تضع اسم البلد نصب اعينها.

وشدد بوسكندر على أنه في حال وصل التهديد إلى حد الإيقاف، "فنحن سنبارك قرار الفيفا الذي ازكمت رائحة الفساد فيه الأنوف"، لافتا إلى أن الرياضيين لن يخضعوا للتهديدات المستمرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، على ان يتحمل كل من تآمر على الرياضة وزر اعماله تجاه وطنه.

جمعة: احترام القوانين

احترام للدولة

من جهته، قال أمين سر النادي العربي السابق مصطفى جمعة إن الأحداث الرياضية المتلاحقة في الفترة الأخيرة مزعجة جداً، بدأ بتهديد اللجنة الأولمبية بتعليق النشاط الرياضي، مروراً بما تعرض له اتحاد اليد من قبل نظيره الدولي بحل مجلس الإدارة وتشكيل لجنة خماسية برئاسة بدر ذياب، وصولاً إلى الكتاب المفاجئ من قبل "الفيفا" لاتحاد الكرة.

وأضاف جمعة: "ترفض ابتزاز الهيئات الرياضية الدولية، وندعم ونساند بقوة قوانين الوطنية، التي تهدف في المقام الأول لإصلاح الرياضة، من اجل إعادة الإمور إلى نصابها الصحيح والسليم"، متابعاً بأن "احترام القوانين الوطنية هو احترام لدولة الكويت، ومن المؤكد ان تشريع هذه القوانين جاء بعد دراسة متأنية لا بشكل اعتباطي".

وشدد على أن الدولة تمثل الرافد الأساسي والوحيد للموارد المالية، لذلك لابد لها من مراقبة الهيئات الرياضية المحلية إدارياً ومالياً، وما يتردد في هذا الشأن بالتدخل الحكومي في الشؤون الرياضة، فهو كلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة.

وأبدى جمعة تخوفه من أن يكون اتحاد الكرة مجرد بداية، وستتبعه الاتحادات الرياضية الأخرى بالتعرض للموقف ذاته، معربا عن اسفه الشديد بأن التهديد ياتي من اتحادات يتواجد بها ابناء الكويت في مراكز مرموقة، وكثيرا ما دعمت دولة الكويت هذه الاتحادات بسخاء وكرم منقطع النظير!

المجروب: «فيفا» اعتمد

النظام الأساسي

ومن ناحيته، يرى أمين سر نادي الفحيحيل صالح المجروب أن كتاب التهديد من قبل الاتحاد الدولي مبهم وغير مفهوم، فإذا كان يقصد ان الأنظمة الأساسية للأندية تختلف مع الميثاق الأولمبي الدولي والنظام الاساسي له، فإنه ليس له الحق في التدخل في شؤون الاندية، خصوصا ان هناك، على سبيل المثال لا الحصر، 1200 ناد في البرازيل، فمن المستحيل ان تتطابق او حتى تتشابه الانظمة الاساسية لهذه الاندية مع الفيفا، مضيفا انه من العجب العجاب عدم ذكر نصوص القوانين الوطنية التي تتعارض مع الانظمة الأساسية الدولية.

ويشير المجروب إلى ان "الفيفا" اعتمد منذ عامين النظام الاساسي للاتحاد الكرة الكويتي، ومن ثم فإن الكلام عن تعارض القوانين الوطنية مع انظمتها يدخل ضمن نطاق الطرائف والعجائب والنوادر.

رفض في العربي

بدوره، شدد رئيس النادي العربي جمال الكاظمي على ان النادي ضد التدخل الخارجي، ومع القوانين المحلية، فالكويت دولة مستقلة لها سيادتها وقوانينها المستقلة.

وتابع: "لم نطلع بشكل رسمي على كتاب المهلة الاخيرة، ولكن بشكل مبدئي نحن نرفضه ونستغرب ايضا من التهديد بايقاف النشاط المحلي".

من ناحيته، قال نائب رئيس النادي العربي عبدالعزيز عاشور: "لقد سئمنا هذه المواقف والتدخلات من قبل الاتحاد الدولي الذي لا يجد سوى الكويت للتدخل في شؤونها والتهديد بايقاف نشاطها، ولم نرَ ذلك مع اي دولة خليجية او عربية"، مضيفاً: "بطبيعة الحال نحن ضد هذا التدخل وضد هذا التهديد، فالخاسر الاكبر هو الشباب الكويتي الرياضي".

وتابع: "نحن مع تطبيق القوانين المحلية التي اقرت في مجلس الامة، وهي لا تختلف في الاصل مع قوانين الاتحاد الدولي".

الراشد: أطراف التأزيم

من الكويت!

وأكد وليد الراشد أمين سر الكويت أن ما يحدث في الوقت الحالي من تهديدات بايقاف كرة القدم الكويتية والرياضة بشكل عام ما هو إلا لعبة "بايخة" تملك خيوطها أطراف من الكويت، مبيناً أن ما حدث مع اتحاد اليد كشف بوضوح أن الأطراف التي تملك خيوط اللعبة من الكويت، وعلى الهيئة والاتحاد واللجنة الأولمبية ايجاد حل للخروج من هذه الورطة، حيث إن الأندية باتت خارج الحسبة في ظل تعطيل دور الجمعية العمومية بفعل فاعل!

وأضاف الراشد أن الكرة الكويتية أمام استحقاقات قارية مهمة خلال الفترة المقبلة، سواء فيما يخص المنتخبات أو الأندية وهو ما يكشف رغبة هؤلاء في ضرب الكرة الكويتية في مقتل، أو الهيمنة على مقدرات الرياضة دون مراقبة أحد، مشيراً إلى انه لم يسم هذه الأطراف لكونها باتت مكشوفة للقاصي والداني في الكويت، "وستكشف الأيام المقبلة أن تهديدات الفيفا ومن قبلها اللجنة الأولمبية الدولية ما هي إلا محاولات لبسط سيطرة هؤلاء الأشخاص بشكل تام على الرياضة الكويتية".

محمد: ملف شائك!

وصف أمين سر نادي السالمية عبدالحميد محمد ملف التعامل مع المنظمات الرياضية الخارجية بـ"الشائك".

وقال محمد، إن السالمية لا يألو جهدا لضمان سير الرياضة الكويتية في مسارها الصحيح، بعيدا عن أي حسابات أخرى، مضيفا أن النظام الاساسي الحالي والمختلف عليه مع الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية لا يخص الأندية، بقدر ما يخص الاتحادات.

وأشار إلى أنه في الكثير من اجتماعات الجمعيات العمومية لا تستطيع أندية الأقلية تغيير أي قرار في ظل تمتع الأكثرية بحق تسيير الأمور.

back to top