ذكر بيان صدر عن مكتبة الإسكندرية أن متحف الآثار يشارك بمجموعة منتقاة من آثار تنتمي إلى المجموعتين {الرأس السوداء} و{الآثار الغارقة}، وبعض القطع التي تمثل الإله أوزوريس.
حسب الأسطورة المصرية، أوزوريس إله البعث والحساب وهو رئيس محكمة الموتى عند قدماء المصريين، من آلهة التاسوع المقدس الرئيس في الديانة المصرية القديمة. كان أوزوريس أخا لإيزيس ونيفتيس وست، وتزوج من إيزيس. والداهما جب إله الأرض ونوت إلهة السماء. قتله أخوه الشرير ست، رمز الشر. أقام الأخير احتفاليةً عرض فيها تابوتاً رائعاً، نام الحاضرون فيه فلم يناسب إلا أوزوريس، ثم ألقاه ست في نهر النيل وقطع أوصاله ورمى بها إلى أنحاء متفرقة من وادي النيل.بكت أيزيس وأختها عليه كثيراً وبدأت أيزيس رحلتها بحثاً عن أشلاء زوجها وفي كل مكان وجدت فيه جزءاً من جسده بنى المصريون المعابد مثل معبد أبيدوس الذي يؤرخ لهذه الحادثة، وموقع المعبد أقيم في العاصمة الأولى لمصر القديمة (أبيدوس)، حيث وج رأس أوزوريس. وفي رسومات المعبد الذي أقامه الملك سيتي الأول أبو رمسيس الثاني الشهير تشرح التصويرات الجدارية ما قامت به إيزيس من تجميع لجسد أوزوريس، ثم الحب بينهما لتحمل ابنهما الإله حورس الذي تصدى لأخذ ثأر أبيه من عمه وبسبب انتصاره على الموت وهب أوزوريس. الحياة الأبدية والألوهية على العالم الثاني.يضم المعرض، الذي يحتضنه معهد العالم العربي بباريس نحو 300 قطعة أثرية من وزارة الآثار، وبعض القطع التي تم انتشالها من قاع الميناء الشرقي بالإسكندرية، ومن خليج أبي قير، حيث كانت تقوم المدن القديمة {ثونيس-هيراكيلون}، و{كانوبس}، و{مينوثيس}.وتضم المجموعة، بجانب العملات والحُليّ، مجموعة متفردة من التماثيل وبقايا التماثيل، التي يظهر فيها التأثير الأجنبي على الفن المصري، ومن بين هذه النماذج المتميزة تمثال من البازلت الأسود يُعتقد أنه يُصوِّر إحدى الملكات البطلميات والتي قد تكون {أرسينوي الثانية}.ورأت هذه القطع النور بفضل فريق {فرانك جوديو} الذي يعمل بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، حيث كان {جوديو} (الذي يترأس المعهد الأوروبي للآثار البحرية) قد بدأ التنقيب البحري في الإسكندرية منذ عام 1992.وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد افتتح المعرض أخيراً بحضور وزير الآثار المصري الدكتور ممدوح الدماطي، ووزير السياحة خالد رامي، وعدد من الوزراء الفرنسيين، وأكد هولاند في كلمته أن المعرض يعد استثنائياً لأنه ثمرة جهود أعمال التنقيب البحري التي أطلقها عالم الآثار الفرنسي فرانك جوديو عام 1996، والتي سمحت بالعثور في خليج أبو قير على معابد وقطع أثرية، مشيراً إلى أن معرض أوزوريس يعكس التعاون بين مصر وفرنسا الذي يشمل المجال الأثري والقائم على الثقة منذ عقود طويلة بهدف اكتشاف الكنوز الأثرية. كذلك قال إن التحضير لمعرض {أوزوريس.. مصر وكنوزها المغمورة} بدأ منذ 20 عاماً، مشيداً بالتعاون في مجال التعليم واللغة، لا سيما أن %75 من طلبة الثانوي في المدارس المصرية يدرسون اللغة الفرنسية. أكد الرئيس الفرنسي أيضاً أن المعرض يمثل رسالة للتأكيد على ضرورة الحفاظ على هذه الممتلكات الأثرية، ويحمل رسالة أمل في الوقت الذي يشهد فيه الشرق الأوسط حوادث مأساوية، داعياً إلى تعزيز التعاون بين المتاحف الكبرى، وتحديد قواعد بالتعاون مع اليونسكو لحماية التراث الثقافي المهدد.
توابل - ثقافات
«أوزوريس»... أسرار مصر الغارقة
10-09-2015