جامعة الشدادية والتلوث البيئي
سأتطرق في هذا المقال إلى قضية التلوث البيئي، الناجمة عن الأسمنت والأتربة اللذين ينتجان عن تشييد بناء جامعة الشدادية الضخم ومدى تأثير ذلك على أهالي المناطق المجاورة للجامعة.وأبرز أسباب ذلك التلوث هو وجود مصنع خلاط عملاق في موقع الشدادية، مما يسبب التلوث البيئي الذي يهدد حياة آلاف البشر قاطني المناطق السكنية المجاورة للجامعة، ويصيبهم بالأمراض والأوبئة الخطيرة والمميتة، حتى أن هناك تأكيدات نشرت بأن مجموعة كبيرة من أهالي تلك المناطق أصيبوا بالأمراض وباتوا في خطر لوجود موقع خلط الأسمنت بجوار الدائري السادس السريع، والذي ينتج عنه غبار هائل يتجه إلى المناطق السكنية المجاورة.
وهذا الغبار والتلوث الناتج عن مصنع الأسمنت التابع للجامعة يذهب في اتجاه الريح، مما يتسبب في غيوم رملية أسمنتية تقلل نسبة الرؤية أحياناً على الطريق، فضلاً عن تسببها في أمراض الربو والحساسية، كما أن جزءاً من هذا الغبار يتسرب داخل أروقة مستشفى الفراونية.نعلم أن القائمين على بناء جامعة الشدادية متعاونون، ونحن مع المشاريع التنموية، ومن ضمنها مشروع الجامعة الذي يهمنا ويعتبر قفزة في مجال التطور والتعليم، ومن شأنه أن يخدم بلدنا الغالي الكويت، ولكن لابد لهذا المشروع أن يتبع شروط الأمن والسلامة، فلقد سبق أن تجمهر أصحاب المناطق المجاورة للمطالبة بنقل هذا الخلاط بعيدا عن المناطق السكنية، ولكن دون جدوى بذلك! فإذا كان هناك عائق يحول دون نقل هذا الخلاط بعيدا عن الجامعة ويؤدي إلى تعطل عملية البناء، فهناك بدائل وحلول أخرى ينبغي تطبيقها بالشكل الصحيح، عبر وضع مصدات عالية الارتفاع ومغلقة بإحكام، لتحجب ذلك الغبار وتلك الفوضى البيئية.تلافي تلك الأضرار بات واجبا، لاسيما أن هناك تقارير طبية من مسشتفى الفروانية تفيد بأن هناك ضرراً لحق بالمسنين والأطفال بسبب هذا المصنع الأسمنتي لصب الخراسانات لبناء مشروع الجامعة، فهل كان هناك تخطيط ودراسة قبل بدء المشروع؟! أم أن هناك لامبالاة بالتلوث والسلبيات التي ستحدث بين أروقة مراحل إنجازه؟ أم أثبتت دراسات الهيئة العامة للبيئة أن الحفاظ على الحياة الفطرية البرية في المحميات أهم من الإنسان؟!... رسالتنا إلى الهيئة العامة للبيئة وإلى وزارة الأشغال بالنظر في حل هذه المشكلة وإصلاح القصور المتسبب في ذلك التلوث.