إذا كانت أول تصريحات علنية لزعيم حركة طالبان الأفغانية الجديد أختر محمد منصور تدل على شيء، فهي تدل على إدراكه لوجود انقسامات في صفوف حركته المتشددة، وتلقي الضوء على منهجه المتواضع الساعي إلى تحقيق توافق في الآراء.

Ad

ينظر إلى منصور الذي كان نائب زعيم طالبان الراحل الملا محمد عمر على نطاق واسع على أنه مقرب جدا من المخابرات العسكرية الباكستانية القوية، التي ساعدت على إنشاء طالبان في التسعينيات واحتفظت منذ ذلك الحين بروابطها مع الحركة.

ويوحي هذا بأن منصور مؤيد لمحادثات السلام الوليدة مع الحكومة الأفغانية التي ساندتها باكستان واستضافتها، لكن في أول خطاب له منذ تعيينه زعيما لطالبان الأسبوع الماضي مد منصور يده لقادة طالبان المعارضين للتفاوض مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني والذين يعتبرونها عميلة للغرب ويجب أن ترحل.

وقال منصور: "هذه دعاية العدو. الجهاد سيستمر إلى أن تطبق الشريعة الإسلامية في البلاد".

ويرى خبراء أن من السابق لأوانه استنباط الكثير من المعاني من هذه التصريحات.

وأضاف منصور في كلمته بنبرة دبلوماسية: "علينا ان نتحلى بالصبر وبالسماحة ونحني رؤوسنا أمام زملائنا وحينئذ سننجح. يجب ألا نفرض رغباتنا على الآخرين".

وقالت مصادر طالبان إن منصور ولد منذ نحو 50 عاما في اقليم قندهار بجنوب أفغانستان، ودرس في المعاهد الدينية هناك وفي شمال غرب باكستان، ثم قطع دراسته ليحارب الغزو السوفياتي لافغانستان عام 1979.

وأصبح مقربا من الملا محمد عمر المؤسس الراحل لطالبان، وعين وزيرا للطيران بعد ان انتزعت طالبان السيطرة على أفغانستان من أمراء حرب متصارعين عام 1996 الى ان أصبح نائبه في نهاية المطاف.

وبعد أن أسر وسجن في باكستان بعد إطاحة حكومة طالبان في افغانستان عام 2001، عاد منصور الى أفغانستان واستأنف مسيرته عام 2006، وصعد في صفوف طالبان في حين استُبعد الكثير من قادة الحركة.

وطبقا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي وضعه في قائمة مسؤولي طالبان الذين شملتهم العقوبات الدولية، كان منصور يخلط بين تهريب المخدرات وعمليات أخرى في الأقاليم الشرقية من أفغانستان، وقاد عمليات تجنيد المقاتلين المناهضين للحكومة.

(بيشاور- رويترز)