تعيش الولايات المتحدة، مع اقتراب السباق الرئاسي للبيت الأبيض في 2016، حرباً انتخابية جديدة تشتد شراسة بشكل يومي بين مرشحي الحزب الجمهوري والديمقراطي وباقي المرشحين، ويرى بعض المراقبين أن هناك تصعيداً إعلامياً كبيراً في هذه المعركة المهمة، إذ اتسعت لهجة الاتهامات بين الخصوم لكسب المزيد من الأصوات وتعزيز فرص الفوز في هذا السباق الذي تباينت فيه الآراء والاستطلاعات المستمرة التي تعتمد بشكل أساسي على البرنامج الانتخابي الخاص بكل مرشح، هذا بالإضافة إلى الاستفادة من الأخطاء والثغرات السابقة لأداء الخصوم والعمل على الترويج لها بهدف تغيير موازين اللعبة الانتخابية والتأثير على الرأي العام.

Ad

 وللمرة الثالثة خلال 27 سنة، يعلن مرشح ينتمي إلى عائلة بوش ترشحه لمنصب الرئاسة، هذه المرة جاء دور جيب بوش الحاكم السابق لولاية فلوريدا المهمة، نجل الرئيس جورج بوش وشقيق الرئيس جورج دبليو بوش، حيث دخل قبل أيام قليلة مزدحم المرشحين الجمهوريين.

وهناك عوائق تقف في طريق الوريث السياسي، وفي حال تجاوزها من المحتمل أن يصل إلى عتبة البيت الأبيض، فهل ينجح المرشح الجمهوري بالخطاب الذي ألقاه في الخروج من عباءة والده وشقيقه؟ وما الانعكاسات على مسيرته الانتخابية من تغير اتجاهه المفاجئ عن الأيديولوجية العقائدية التي كان يبتسم بها عندما كان حاكماً؟ وهل سينجح في استخدام ورقة خفض الضرائب ليلفت أنظار منافسيه والصعود عليهم؟

لقد انطلقت مسيرة جيب بوش السياسية من فلوريدا التي كان حاكماً لها بين 1999 و2007، وهي خبرة يريد إبرازها مقارنة بشقيقه ووالده لإقناع الرأي العام الأميركي بجدارته الشخصية، وبعدما قاطع متظاهرون خطابه كرر جيب بوش التزامه بأن على الرئيس المقبل للولايات المتحدة أن يقوم بإصلاح حقيقي لنظام الهجرة، وألقى خطابه في مدينة ميامي، حيث تشكل الجالية الكوبية الأميركية ثقلاً كبيراً ومؤثراً.

وكان الكثيرون من أنصاره المتحدرين من أصول لاتينية حاضرين في القاعة، كما أن زوجة جيب بوش كولومبية مكسيكية الأصل تتحدر من أصول لاتينية، فهل صلة القرابة للوريث السياسي من هذا الجانب ستكتب له نصيب الأسد من أصوات الجالية اللاتينية بشكل عام؟

كان جيب بوش يدرس إمكان الترشح منذ ستة أشهر، إذ إنه بدأ بجمع التبرعات والتنقل بين الولايات الاستراتيجية للانتخابات التمهيدية، حتى إنه أشار إلى وضعه كمرشح، وأعلن شعار حملته الذي يقتصر على اسمه (جيب) من دون اسم العائلة ليخرج من عباءة والده وشقيقه عبر تسليط الضوء على نهجه السياسي وإنجازاته بوضعه حاكماً لولاية فلوريدا لعهدتين، وقال: «لقد جعلنا من فلوريدا الأولى في خلق مؤسسات صغيرة» مذكراً أيضاً بأنه خفض الضرائب في الولاية بنحو 19 مليار دولار!

وقال: لا يوجد أي سبب يمنعنا من أن يكون لدينا نمو سنوي بنسبة 4 في المئة، وهذا سيكون هدفي كرئيس بنسبة نمو بـ4 في المئة من شأنها أن تتيح 19 مليون فرصة عمل، وإذا اتجهنا إلى الحزب الديمقراطي فهناك منافسة محتملة، وإن قرار خوض السباق قد يجلب معه مواجهة السيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون.

 وعلى الرغم من أن بوش أصبح المرشح الأوفر حظاً بين المرشحين الجمهوريين فإن تأييده للهجرة أثار غضب بعض المحافظين في حزبه، وفي نهاية المطاف هل يستطيع الوريث السياسي من خلال إنجازاته ومحاولاته وخطاباته الانتخابية الوصول إلى بر الأمان لطرق باب البيت الأبيض للمرة الثالثة، ولكن بنفس مختلف وفكر آخر؟