مؤتمر دولي في روما للدفع نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا

نشر في 13-12-2015 | 13:44
آخر تحديث 13-12-2015 | 13:44
No Image Caption
تترأس ايطاليا والولايات المتحدة الأحد في روما مؤتمراً دولياً حول ليبيا يهدف إلى حض الأطراف السياسية الرئيسية في هذا البلد على تطبيق اتفاق تم التوصل إليه بعد مفاوضات شاقة جرت برعاية الأمم المتحدة.

ويتطلع المجتمع الدولي إلى انهاء النزاع في ليبيا عبر توحيد السلطتين في حكومة واحدة تلقى مساندة دولية في مهمتين رئيسيتين: مواجهة خطر التطرف الذي وجد موطئ قدم له في الفوضى الليبية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

ويسيطر تنظيم داعش على مدينة سرت (450 كلم شرق ليبيا)، ويسعى للتمدد في المناطق المحيطة بها.

غير أن منتقدي خطة الأمم المتحدة يحذرون بأن أي محاولة لتسريع عملية المصالحة يمكن أن تعزز على العكس المواقف المعارضة التي صدرت منذ إعلان الاتفاق في أكتوبر، وأن تعمق الانقسام داخل البلد الذي تعمه الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي.

وكان وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني الذي سيترأس الاجتماع مع نظيره الأميركي جون كيري صرح السبت "علينا أن نثبت أن عمل الحكومات والدبلوماسية يمكن أن يكون أسرع من تهديد الارهاب".

وبعد التزام ممثلين عن برلماني طبرق (شرق) المعترف به دولياً، وطرابلس الجمعة في تونس بتوقيع خطة الأمم المتحدة للتسوية الأربعاء، يهدف اجتماع الأحد بصورة خاصة إلى اثبات التضامن الدولي.

وإلى حوالي عشرة ممثلين عن مختلف الفصائل الليبية، يشارك في الاجتماع وزراء من جميع دول المنطقة والعالم مع حضور الروسي سيرغي لافروف والفرنسي هارلم ديزير وممثلين عن الدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا والجزائر والمغرب وقطر وتركيا وتشاد ونيجر وغيرها.

وقال جنتيلوني أن هذا ينبغي أن يعطي "اطاراً ودفعاً لمراسم التوقيع" التي يفترض أن تجري في المغرب.

غير أنه لم يكن بوسع الوفود المشاركة في تونس قطع وعود بأن البرلمانين سيبرمان الاتفاق بعد توقيعه.

وساطة

ويرى بعض المراقبين أن توقيع هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه تحت الضغط من خلال وساطة اجنبية يبقى "رهاناً غير مسؤول"، وهو ما نددت به وزيرة الخارجية الايطالية السابقة ايما بونينو والدبلوماسي الفرنسي الكبير جان ماري غيهينو في مجلة "بوليتيكو".

ونص اتفاق أكتوبر على أن يتولى فائز السراج النائب في برلمان طرابلس رئاسة حكومة وفاق وطني من تسعة أعضاء غير أن الدبلوماسيين اعتبرا "من المستبعد" أن تسمح الظروف الأمنية بأن يتولوا مهامهم في طرابلس.

وقالا أن "هذا يعني أنهم لن يمارسوا أي سلطة على إدارة الدولة وخصوصاً البنك المركزي، وقد يؤجج ذلك المعارك من أجل السيطرة على العاصمة" في حين أن أي محاولة لإعادة بسط سلطة طرابلس قد يحرك النزعات الانفصالية في الشرق.

وكان ممثلون آخرون عن البرلمانين وقعوا الأحد الماضي في تونس "إعلان مبادئ" ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أسبوعين واجراء انتخابات تشريعية والعودة إلى أحكام الدستور الملكي.

وتجمع مئات المتظاهرين بعد ظهر الجمعة في ساحة طرابلس الرئيسية ملوحين بأعلام ليبيا تأييداً لإعلان المبادئ ورفضاً لخطة الأمم المتحدة.

وقالت مصادر أوروبية وأميركية أن الهدف هو تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون أربعين يوماً بعد توقيع الاتفاق الأربعاء، وإلا فإن الأمم المتحدة قد تفرض عقوبات على الأطراف المتمنعة.

أما في حال صمود الاتفاق، فسيكون بوسع حكومة الوحدة الوطنية الحصول على أسلحة وحتى على دعم عسكري دولي لبسط سلطتها ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بحسب ما أوضح مسؤول أميركي.

ويثير وجود آلاف من مقاتلي تنظيم داعش في منطقة سرت الساحلية مخاوف كبرى في العالم خصوصاً وأن بعض المسؤولين المحليين يتحدثون عن مئات الجهاديين الأجانب من تونسيين وسودانيين ويمنيين وحتى نيجيريين من حركة بوكو حرام الذين يأتون للتدرب قبل العودة لشن هجمات أو خوض معارك.

وتبدي ايطاليا سلطة الاستعمار السابقة لليبيا منذ عدة أشهر استعدادها لتولي قيادة تدخل عسكري بري غير أنها تشترط من أجل ذلك الحصول على ضوء أخضر من الأمم المتحدة ومن السلطات الوطنية المعترف بها.

وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعاً على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل عام ونصف عام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دولياً في الشرق، وحكومة وبرلمان موازيان يديران العاصمة بمساندة مجموعات مسلحة بعضها إسلامية تحت مسمى "فجر ليبيا".

back to top