«كامكو»: قرار «الفدرالي» بشأن الفائدة لم ينقذ سوق النفط

نشر في 22-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 22-09-2015 | 00:01
يرى تقرير "كامكو" أن صدور قرار من الاحتياطي الفدرالي الأميركي بعدم رفع أسعار الفائدة أدى إلى انخفاض سعر الدولار، ولكنه فشل في إنقاذ سوق النفط، حيث أشار بيان المجلس الفدرالي إلى القلق بشأن الوضع الاقتصاد العالمي وتداعياته السلبية على الطلب العالمي على النفط.
قال التقرير الصادر عن شركة كامكو للاستثمار، إن قرار الاحتياطي الفدرالي الأميركي بعدم رفع الفائدة لم ينفذ سوق النفط، إذ استمرت الأسعار في التقلب خلال أغسطس الماضي لتنخفض أسعار نفط سلة أوبك إلى أدنى مستوى لها منذ 6 سنوات عند 40.47 دولارا للبرميل في 25 أغسطس، عندما أعلنت الصين تخفيض قيمة عملتها، مما أثر على الأصول المتداولة عالميا بجميع فئاتها. وبقيت مسألة تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وآثاره المحتملة على الطلب على النفط محور المناقشات في سوق النفط.

وأضاف التقرير أن متوسط سعر برميل النفط شهد، من ناحية أخرى، انتعاشا تمثل في شكل حرف "U" على الرسم البياني خلال الأسبوع الأخير من أغسطس، مرتفعا بما يقارب 18 في المائة فقط، ليتراجع بعد ذلك إلى 45.54 دولارا للبرميل في سبتمبر الجاري.

وأوضح أنه من بين التطورات الأخرى المهمة في سوق النفط، إعلان الصين أنها تعتزم إصدار أول عقودها الدولية للنفط الخام في وقت لاحق من العام الحالي في بورصة شنغهاي الدولية للطاقة (INE) سعيا منها إلى تأسيس مؤشر آسيوي جديد لصفقات النفط. ويمكن أن تعزز هذه الخطوة تأثير الصين في سوق النفط، إذ إنها ستعطيها مزيدا من السلطة التسعيرية.

إضافة إلى ذلك، أظهر التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الدولية انخفاض مخزون النفط الأميركي بمقدار 2.1 مليون برميل ليصل إلى 455.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 10 سبتمبر. وارتفع إثر ذلك سعر النفط بنسبة 4 في المئة خلال تداولات اليوم الواحد، متأثرا بتزايد الآمال في بدء تراجع الإنتاج النفطي بالولايات المتحدة، مع ذلك أكد التقرير أيضا أن الإنتاج النفطي المحلي انخفض بنسبة 0.2 في المئة ليصل إلى 9.1 ملايين برميل يوميا.

تخفيض التوقعات

إلى ذلك، أشار التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك) الى توقعات مماثلة عقب تخفيض اتحاد منتجي النفط توقعاته للمعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في المنظمة في عام 2015، نظرا لتراجع الإنتاج في المناطق المنتجة للنفط الصخري في أميركا. وعلى الرغم من أن المنتجين غير الأعضاء في منظمة الأوبك خفضوا المعروض النفطي بمقدار 72 ألف برميل يوميا في عام 2015، فإن منظمة الأوبك تتوقع استمرار تراجع الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة في عام 2015، حيث إن انخفاض أسعار النفط لن يحقق للشركات المنقبة عن النفط الصخري عوائد مجزية تشجعها على مواصلة إنتاجها.

في الوقت ذاته، تتوقع منظمة الأوبك أن ينمو معدل استهلاك النفط في الولايات المتحدة نتيجة لانخفاض أسعاره. وقد راجعت المنظمة نمو الطلب على النفط لعام 2015 بزيادة مقدارها 84 ألف برميل يوميا ليصل إلى 1.46 مليون برميل يوميا نتيجة لتحسن البيانات الاقتصادية الواردة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل أعلى من المتوقع.

ويرى التقرير أن صدور قرار من الاحتياطي الفدرالي الأميركي بعدم رفع أسعار الفائدة أدى إلى انخفاض سعر الدولار، لكنه فشل في إنقاذ سوق النفط، حيث أشار بيان المجلس الفدرالي إلى قلق المجلس بشأن الوضع الاقتصاد العالمي وتداعياته السلبية على الطلب العالمي على النفط.

نمو مؤقت

ويشير إلى أن أسعار نفط سلة أوبك استقرت دون مستوى 50 دولارا للبرميل طوال أغسطس، واستمرت في التراجع خلال سبتمبر، بعد أن أظهرت بوادر نمو مؤقت. وبقي متوسط سعر سلة نفط أوبك مستقرا عند 45.5 دولارا للبرميل خلال أغسطس وحتى النصف الأول من سبتمبر. ومن ناحية الأداء السنوي منذ بداية عام 2015 وحتى تاريخه، بلغ متوسط السعر 53.31 دولارا للبرميل بتراجع بلغت نسبته 44.6 في المئة بالمقارنة مع متوسط مقداره 96.29 دولارا للبرميل في العام المالي 2014.  واستمر معدل السعر الفوري للنفط الخام الكويتي الموجه للتصدير في الانخفاض للشهر الثالث على التوالي حيث استقر عند 45.53 دولارا للبرميل خلال أغسطس، مسجلا تراجعا حادا بلغت نسبته 17.5 في المئة بالمقارنة مع مستواه في الشهر الأسبق.

تمت مراجعة توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2015، بزيادة مقدارها 84 ألف برميل يوميا عن مستواه في الشهر الاسبق، كما يتوقع أن ينمو عن مستواه في عام 2014 بمعدل 1.46 مليون برميل يوميا ليصل إلى حوالي 92.79 مليون برميل يوميا. وكان ذلك ثاني شهر على التوالي تتم فيه مراجعة توقعات نمو الطلب على النفط بالارتفاع (حيث بلغت توقعات نمو الطلب في الشهر الماضي 90 ألف برميل يوميا).

 وتشير المراجعة التي تمت في شهر سبتمبر بصفة أساسية إلى ارتفاع الطلب من دول الأميركتين وأوروبا الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في النصف الأول من عام 2015. وأظهر الطلب على النفط في الولايات المتحدة زيادة لشهرين متتالين أي خلال شهر يونيو ويوليو، ويرجع ذلك إلى تنامي الطلب على الجازولين نتيجة لانخفاض أسعار الوقود الذي قابله انخفاض جزئي لمتطلبات نواتج التقطير وزيت الوقود. كما استقر معدل نمو الطلب عند نسبة 3.8 في المئة سنويا في شهر يونيو في حين قدرت البيانات الأولية معدل نمو الطلب في شهر يوليو عند معدل أكثر ارتفاعا بلغت نسبته 4.4 في المائة على أساس سنوي.

ويتابع التقرير انه بعد مراجعة توقعاتها بزيادة الطلب على النفط في تقريرها السابق، خفضت منظمة الأوبك توقعاتها لمعدل نمو المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في المنظمة خلال عام 2015 بمقدار 72 ألف برميل يوميا، لينمو بمعدل 0.88 مليون برميل يوميا وصولا إلى متوسط مقداره 57.43 مليون برميل يوميا. وراجعت المنظمة توقعاتها لإمدادات المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء فيها خلال النصف الأول من عام 2015 لتنخفض الى متوسط 57.80 مليون برميل يوميا، في حين راجعت توقعاتها لمعدل النمو في فترة النصف الثاني من العام بانخفاض مقداره 61 ألف برميل يوميا ليصل إلى متوسط 57.06 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي.

تراجع الإنتاج

وتعكس توقعات انخفاض العرض بصفة أساسية الى التراجع المتوقع في الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة، حيث يتوقع أن ينخفض معدل الإنتاج بمقدار 0.07 مليون برميل يوميا خلال النصف الأول من عام 2015 نظرا لاستمرار تراجع عدد الحفارات النفطية.

back to top