عكست الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء، الرغبة الملحة في السيطرة على تزايد عدد الناسفات التي تستهدف مركبات الجيش خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تحدى تنظيم ما يُعرف بـ"ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم "داعش" الإجراءات الأمنية المُشددة، التي فرضها الجيش، منذ أطلق مراحل عملية "حق الشهيد" في سيناء، سبتمبر 2015.

Ad

التنظيم تفادى منذ أشهر، المواجهة المباشرة مع القوات الأمنية، مكتفياً بزرع العبوات الناسفة شديدة الانفجار، على الطرق الرئيسية والفرعية، بغية استهداف المركبات التابعة لقوات الجيش والشرطة، ما تسبَّب في تزايد نزيف المركبات.

"داعش سيناء"، الذي صعّد عملياته الإرهابية، ضد قوات الجيش والشرطة، منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي يوليو 2013، أطلق على عمليات زرع الناسفات "صحوة العبوات"، وتباهى التنظيم ـ الذي سبق أن بايع "أبوبكر البغدادي" ـ بعمليات استهداف مدرعات الجيش والشرطة عبر تفجيرها بتلك الناسفات، خلال الأيام القليلة الماضية، وقال على صفحته الرسمية على موقع التواصل "تويتر": "كاسحات ألغام الجيش باتت صيداً سهلاً لجنود الخلافة".

ومن أجل احتواء الظاهرة، شرعت السلطات الأمنية، خلال الفترة الماضية، في تركيب كاميرات على الطرق الرئيسية، في محاولة، لرصد أية تحركات مشبوهة للتنظيم الإرهابي، تستهدف زرع الناسفات في طريق سير المركبات، إلاّ أن تتابع العمليات يكشف أن الإجراء لم يكن حلاً جذرياً للظاهرة، التي كبدته خسائر ليست بالقليلة.

خبير الحركات الأصولية، صبرة القاسمي، قال، إن التنظيم الإرهابي يدرك أن المواجهة المباشرة مع قوات الجيش، لم تعد في صالحه، مع استمرار يقظة القوات واستنفارها في الارتكازات الأمنية، وأوضح لـ"الجريدة" "التنظيم دائماً يلعب على الثغرات الأمنية، والطبيعة الجغرافية لسيناء، لذلك هو يركز حالياً على زرع الناسفات في طريق سير القوات ليلاً ثم يفجرها نهاراً، وطالب الجيش بمُضاعفة أعمال المُراقبة عبر زرع المزيد من الكاميرات، إلى جانب ضرورة الاعتماد على العنصر البشري في رصد تحركات التنظيم.

الخبير الأمني، خالد عكاشة، قال إن الجيش المصري لابد أن يضع خطة للقضاء على تلك الظاهرة التي تستنزف الجيش بأقل الإمكانيات، وأكد لـ"الجريدة" أن "تراجع قدرات التنظيم دفعه إلى اللجوء إلى التحركات البسيطة، والتي تصيب القوات بدقة"، مُحذراً من موجة عنف من قبل التنظيم، خلال الأيام المُقبلة بالتزامن مع قرب حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.