على الرغم من انسداد الأفاق أمامها، لايزال زعيم تيار "المستقبل"، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ماضياً في مشروع التسوية التي تقضي بانتخاب زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

Ad

وبعد يوم واحد من إيفاده قياديين في "المستقبل" الى بنشعي للقاء فرنجية، اتصل الحريري هاتفياً مساء أمس الأول بفرنجية وتبادلا الآراء.

وأبلغ فرنجية الحريري بأنه لم يتمكن من الحصول على تأييد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون و"حزب الله"، وأن المبادرة التي طرحها عليه الحريري متعثرة، وأنه سيطرق باب دمشق لمعرفة موقف صديقه الرئيس السوري بشار الأسد وما إذا كان سيساعده في تخطي حاجزي "حزب الله" وعون.

كما قال الحريري لفرنجية إنه لم يتمكن هو أيضا من إقناع حلفائه المسيحيين أولا، ولاسيما منهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" د. سمير جعجع الذي هدده بدعم ترشيح عون، كما أنه يعاني أزمة داخل "تيار المستقبل" الذي يلاقي رفضا في اختياره.

الى ذلك، أفادت تقارير إعلامية، أمس، بأن الرئيس السوري بشار الأسد استدعى رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال إرسلان الى دمشق وحَمّله رسالة من ثلاثة بنود بشأن الموضوع الرئاسي وهي: "أولا، سليمان فرنجية هو أنا، وتاريخنا مشترك ومستقبلنا أيضا، وثانيا، لماذا يريدون منا أن نتدخل لمصلحة هذه المبادرة؟ فليتول أصحاب هذه المبادرة الحقيقيون التدخل المباشر وتذليل عقباتها مع العماد ميشال عون. لماذا يريدون منا المساعدة في مبادرة لا علاقة لنا بها؟، ثالثاً، أريد أن يكون فرنجية رئيسا فعليا في لبنان، وأن يمسك جديا بمقاليد السلطة والحكم، لا أن يكون رئيسا من دون قدرة على الحكم".

في سياق منفصل، تقدم القيادي في "التيار الوطني الحر" ناجي الحايك والمحامي وديع عقل أمس بطلب بإلقاء الحرم الكنسي على ثلاثة نواب موارنة، على خلفية تقدمهم بالطعن بدستورية القانون المعجل الرقم 41 تاريخ 24/ 11/ 2015 الذي يحدد شروط استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني.

وأشار الحايك وعقل إلى أن "القانون أتى ليعيد الحق المسلوب لكثيرين من اللبنانيين الذين عانوا الهجرة القسرية هربا من الإجرام العثماني – التركي خلال الحرب العالمية الأولى"، موضحين أن "القانون أتى بتوافق مسيحي عارم ومباركة من قبل الكنيسة المارونية".

وتابع الطرفان في طلبهم أن "هذا القانون الذي يفيد بشكل كبير "أمتنا المارونية" الجريحة تم نحره من قبل النواب هنري حلو وفؤاد السعد وانطوان سعد ونعمة طعمة وإيلي عون".

وقد طلب الحايك وعقل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلقاء الحرم الكنسي على كل من النواب الممددين لأنفسهم فؤاد السعد وإيلي عون وهنري حلو، باعتبارهم من الطائفة المارونية، "وقد صار انتخابهم وفقا لانتمائهم هذا".

ورأى الحايك وعقل أن أفعال النواب الثلاثة تقع في خانة حض مسيحيي الانتشار على الابتعاد عن أرضهم "ما يعادل الحث على الانتحار الروحي، إضافة الى إجهاض مارونية المتحدرين من أصل لبناني"، مشددين على أن "فعل هؤلاء النواب لا يشرف كنيستهم ولا أبناء الطوائف المسيحية". وقد طلب الحايك وعقل من البطريرك الراعي إلغاء عضوية النواب الثلاثة في المؤسسات والجمعيات المارونية ومنع الأسرار المقدسة عنهم.