صفقة تبادل بين مصر وإسرائيل تطلق ترابين
نجحت السلطات المصرية في الإفراج عن مواطنين مصريين اثنين من الموجودين في السجون الإسرائيلية، في إطار صفقة مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عودة ترابين، وذلك بعد انقضاء عقوبته التي بلغت 15 عاماً، وتنقل فيها بين سجون بورسعيد المركزي، والإسكندرية، وليمان طرة. وقال مصدر مصري مسؤول، أمس، إنه من المنتظر الإفراج عن عناصر مصرية أخرى خلال الفترة المقبلة.
وعودة سليمان ترابين (34 عاماً) بدوي تعود أصوله إلى قبيلة الترابين، وهي من أكبر القبائل الفلسطينية التي تمتد في شبه جزيرة سيناء المصرية والنقب في فلسطين، وهو محتجز في سجن "ليمان طرة" منذ عام ٢٠٠٠، بعد الحكم عليه بالسجن ١٥ عاماً، بتهمة التجسس، ونقل معلومات عسكرية مصرية إلى إسرائيل، حيث كان يتابع المواقع العسكرية والجنود وعددهم وعتادهم، وينقل تلك المعلومات إلى مشغليه عبر جهاز اتصال، وكان يتسلل إلى سيناء عبر الحدود لجمع المعلومات ثم يعاود أدراجه. وتتهم السلطات المصرية والده أيضاً بالتجسّس، وأنّه كان يراقب تحركات الفدائيين والمقاومة المصرية، وعندما شعر بأن الأجهزة المصرية تتابعه هرب من سيناء عام ١٩٩٠ إلى إسرائيل، ومعه ابنه عودة ترابين وعمره ٩ سنوات -ومذاك تبرّأ شيخ قبيلة الترابين منه باعتباره خائنا للوطن –، وحكم على سليمان ترابين "الأب" في مصر غيابيا بالسجن ٢٥ عاماً، وهو مطلوب الآن للقاهرة، وحكمه لا يسقط بالتقادم طبقا للقانون المصري، لذلك لا يجرؤ على الحضور للحدود المصرية لزيارة ابنه الجاسوس الذي يمضي عقوبته بالسجن المشدد في ليمان طرة.بينما قال مصدر سيادي مطلع إن ملامح الاتفاقية الثانية لتبادل السجناء بين مصر والكيان الصهيوني اكتملت، وبدأ تنفيذها، وبمقتضى الصفقة قامت القاهرة بإطلاق سراح الجاسوس عودة ترابين مقابل عدد من السجناء المصريين لدى الكيان الصهيوني.وكشفت المصادر أن السجناء المصريين المقرر الإفراج عنهم "ليسوا من المتهمين في قضايا مخدرات أو أسلحة، إنما في قضايا سياسية"، موضحة أن الصفقة ستضم نحو 60 سجيناً مصرياً في السجون الإسرائيلية، وأن القاهرة تسعى إلى تحقيق أكبر المكاسب من خلال تنفيذ هذه الصفقات.وأشارت إلى وجود جواسيس آخرين داخل السجون المصرية، يمكن أن يتم التفاوض بشأنهم مع دولهم، في إشارة إلى ضابط المخابرات الصهيوني "أوفير هراري"، والأردني "بشار أبوزيد" المتهمين بالتجسس على مصر لمصلحة كيان العدو.