تسعى القاهرة إلى الاستفادة من المناخ الإيجابي الذي خلفه الافتتاح التاريخي لقناة السويس الجديدة، أمس الأول، في تكريس مساعيها لجذب الاستثمارات الأجنبية ودفع الاقتصاد للتعافي، إذ يبدأ اليوم العمل في مشروع قناة شرق التفريعة، بالتوازي مع دراسة حزمة من المشروعات المتعلقة بتنمية محور قناة السويس.
استمرت احتفالات المصريين في الميادين الرئيسية بالقاهرة والمحافظات حتى ساعة مبكرة من فجر أمس، وسط موجة من التفاؤل سادت جموع المواطنين بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي مشروع قناة السويس الجديدة أمس الأول، في حفل ضخم بمشاركة عربية ودولية يتقدمها أمير البلاد سمو الشيخ صباح الأحمد، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.ويأمل المصريون بأن ينجح المجرى الملاحي الجديد والمشروعات الملحقة به في ضخ دماء جديدة لشرايين الاقتصاد المصري الذي يعاني أزمة منذ نحو 5 سنوات.وبينما عبر المصريون عن فرحتهم بافتتاح القناة الجديدة، التي يتوقع أن ترفع دخل المجرى الملاحي الأهم في العالم من 5.5 مليارات دولار حاليا إلى 13.5 مليارا بحلول عام 2023، بدأ النظام المصري في استغلال الحالة الإيجابية التي خلقها افتتاح القناة واستثمارها لدراسة مجموعة من المشروعات الضخمة، بهدف ضخ استثمارات جديدة في الاقتصاد المصري، والعمل على تحسين حالة المواطن، لمواجهة ظروف صعبة في بلد يقترب تعداده من 100 مليون نسمة، تزامنا مع ارتفاع نسبة البطالة وازياد معدلات الفقر.وبدا أن هناك تصميما حكوميا على الاستفادة من المناخ الإيجابي، إذ كشف مصدر حكومي لـ"الجريدة" أن رئيس الحكومة إبراهيم محلب سيجتمع بعدد من الوزراء اليوم، لمناقشة ملفات عدد من مشروعات إقليم القناة، وإعداد قائمة نهائية بها وتقديمها للرئيس السيسي، فضلا عن مناقشة مقترحات تقدمت بها مجموعات اقتصادية في دول الخليج وروسيا والصين لإنشاء مشروعات على ضفاف القناة.وأضاف المصدر -الذي طلب عدم نشر اسمه- أن هناك لجنة وزارية ستختص بالإشراف على جميع المشروعات التي سيتم إنجازها في الفترة المقبلة في محيط القناة، مع رفع تقارير بشكل دوري لرئيس الحكومة، في ظل تشديد الرئيس السيسي على سرعة البدء في المشروعات وعدم تأجيلها تحت أي ظرف، ووجه بضرورة تشكيل لجنة وزارية تعمل على حل مشكلات المستثمرين بشكل فوري، لإعطاء ضمانات بأن مصر تمر بمرحلة اقتصادية جديدة.شرق التفريعةفي الأثناء، قال رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية، اللواء كامل الوزيري، في تصريحات لـ"الجريدة"، إن مشروع القناة الجديدة، مجرد بداية للمشروعات التنموية، كاشفا أن هناك حزمة جديدة من المشروعات التي سيتم الإعلان عنها وفقا لتوجيهات الرئيس السيسي، مضيفا: "ليس هناك وقت للراحة، الكراكات ستعمل صباح اليوم في قناة شرق بورسعيد بطول 9.5 كيلومترات".من جهتها، قالت مصادر مطلعة بوزارة النقل، إن الهيئة القومية للأنفاق التابعة للوزارة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ستبدآن خلال شهرين بحد أقصى حفر 6 أنفاق أسفل مشروع القناة الجديدة، على أن يخصص 3 منها لمحافظة الإسماعيلية، ومثلها لمحافظة بورسعيد، وسيخصص نفقان لعبور السيارات وواحد للسكك الحديدية في كل محافظة، ضمن مخطط تنمية محور قناة السويس.وأضافت المصادر أنه تم اعتماد المخطط النهائي لمسار وموقع هذه الأنفاق، والحصول على موافقة الجهات السيادية، وأشارت إلى أنه تم الاستقرار على 4 شركات مقاولات مصرية لتنفيذ المشروع، بتكلفة 8 مليارات جنيه، لافتة إلى أن الهيئة القومية للأنفاق ستتولى الإشراف الفني مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي ستتولى التنفيذ، على أن يتم الانتهاء من الأنفاق خلال عام واحد، لافتة إلى أن هذه الأنفاق هي البنية الأساسية لمشروع تنمية محور القناة.وقالت إن المخطط العام لمشروع التنمية يتضمن إنشاء 6 موانئ هي شرق وغرب بورسعيد والسخنة والأدبية والعريش والطور، حيث سيتم البدء في منطقة شرق التفريعة بميناء بورسعيد، خلال الأسبوع الجاري، مع طرح تنفيذ محطة تداول حاويات بميناء شرق بورسعيد بطول 1200 متر على مساحة 540 ألف متر مربع، كاشفة عن انتقال الكراكات العملاقة التي شاركت في حفر القناة الجديدة إلى بورسعيد بالفعل.
دوليات
موجة تفاؤل... والحكومة تدرس حزمة مشروعات
08-08-2015