وصلت طلائع قوات الرئيس اليمني التي تزحف باتجاه قاعدة «العند» الجوية إلى منطقة المثلث المجاورة للقاعدة الواقعة في محافظة لحج، وبسطت سيطرتها عليها أمس، بينما واصلت عناصر المقاومة ملاحقة فلول الميليشيات المتمردة في عدن، وتقدمت باتجاه القصر الجمهوري في حي التواهي.

Ad

سيطرت قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس على مثلث العند المجاور لـ»قاعدة العند الجوية» التابعة لمحافظة لحج جنوبي اليمن.

وأحكمت عناصر المقاومة الشعبية الموالية للشرعية سيطرتها على منطقة المثلث، حيث تتلاقى الطرق المؤدية إلى محافظات الضالع ولحج وتعز، بعد ثلاثة أيام من بدء زحفها الذي انطلق من محافظة عدن المتاخمة للحج بهدف انتزاع قاعدة العند من سيطرة الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح، تمهيدا لتحرير تعز.

واستولت المقاومة على أربع دبابات للمتمردين، وحاصرت معسكر «لبوزة» العسكري شمال «العند»، في مسعى لمحاصرة القاعدة الجوية التي ستمكن المقاومة، في حال تمت السيطرة عليها، من تلقي دعم مباشر من قبل طيران تحالف إعادة الشرعية ضد المتمردين.

وتزامنت سيطرة المقاومة على المثلث مع قصف عنيف لطيران التحالف الذي تقوده السعودية على مواقع الميليشيات قرب «العند».

فلول عدن

في غضون ذلك، واصل أنصار هادي في عدن ملاحقة فلول الميليشيات المتمردة التي تتحصن ببعض الجيوب أمس، وتقدمت قوات هادي باتجاه مقر الرئاسة ومقر قيادة الفرقة الرابعة للجيش في حي التواهي آخر معاقل الحوثيين في شمال المدينة.

واستفادت عناصر المقاومة من ضربات جوية مكثفة وجهها طيران التحالف لتحركات الميليشيات الحوثية في منطقة التواهي والمدخلين الشمالي والشرقي لعدن.

وأسفرت إحدى الضربات الجوية عن تدمير مخزن أسلحة للحوثيين في منطقة الرباط.

في المقابل، قتل 42 من المدنيين وأصيب آخرون، في قصف مدفعي للحوثيين على منطقة دار سعد.

وفي وقت سابق، أعلن نائب الرئيس اليمني، خالد بحاح، أن مدينة عدن الساحلية الجنوبية أصبحت تحت سيطرة المقاومة الشعبية بالكامل.

وفي تطور آخر، قصفت طائرات التحالف مواقع الدفاع الجوي في منطقة رأس عيسى والصليف، شمالي مدينة الحديدة الواقعة غربي البلاد على البحر الأحمر، كما استهدف التحالف معسكر اللواء 55 التابع لصالح في منطقة يريم وسط البلاد.

اجتماع وزاري

سياسيا، عقد مسؤولون ووزراء في حكومة هادي اجتماعا في عدن، مساء أمس الأول مع قيادة السلطة المحلية في محافظات عدن ولحج وأبين جنوبي اليمن، بالتزامن مع استمرار القوات الشرعية في ملاحقة فلول المتمردين.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن نائب رئيس مجلس النواب، محمد الشدادي، ترأس اجتماعا مع مدير مكتب رئاسة الجمهورية ورئيس جهاز الأمن القومي، وأعضاء الفريق الوزاري الذي عاد إلى عدن.

وكان وزير النقل، بدر باسلمه، ووزير الداخلية، اللواء عبده الحذيفي، والقائم بأعمال وزير الصحة، ناصر باعوم، عادوا إلى عدن بعد أن نجحت القوات الشرعية بدعم من غارات التحالف في تحرير المدينة.

وناقش الاجتماع، الذي حضره أيضا محافظ أبين ومحافظ لحج ووكلاء محافظة عدن وعدد من المسؤولين التنفيذيين، تطبيع الأوضاع بعدن في أعقاب دحر «الغزاة من ميليشيات الحوثي وصالح».

وبحث وزير النقل في أربعة اجتماعات منفصلة بحضور مدير مكتب رئاسة الجمهورية ووكلاء محافظة عدن ومسؤولين حكوميين، وفق الوكالة، سبل إعادة تشغيل بعض المرافق الحكومية وتأمينها.

حرائق تعز

في غضون ذلك، ولليوم الثاني على التوالي، تواصلت معارك عنيفة بين أنصار هادي والميليشيات المتمردة في شوارع تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن بعد صنعاء وعدن.

وذكرت مصادر لـ»سكاي نيوز عربية» أن القوات الحكومية والمقاومة هاجمت ميليشيات الحوثي وصالح في عدة أحياء بتعز والمناطق المحيطة بها، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المتمردين.

وتحدثت المصادر عن مقتل 18 متمردا، وإصابة العشرات في المواجهات التي اندلعت في منطقة صبر، مشيرة إلى سيطرة المقاومة على قرى مشرعة وحدنان.

ونجحت القوات الشرعية في أسر 6 متمردين خلال مواجهات تعز، بدعم من طائرات التحالف، كما قتل 22 من الحوثيين في كمين للمقاومة استهدف تعزيزات عسكرية في منطقة القاعدة شرقي تعز.

وقتل أكثر من 3500 شخص، في الاشتباكات التي تشهدها اليمن منذ نحو 4 أشهر.

من جانب آخر، هزت انفجارات عنيفة فجر أمس غرب مدينة تعز بعد استهداف الميليشيات المتمردة المنشآت النفطية والغازية في سد الجبلين بمنطقة الضباب مقابل السجن المركزي الخاضع لسيطرة قوات الحكومة.

وأسفر الاستهداف عن اندلاع حريق ضخم في خزانات النفط الرئيسية، في حين حذر نشطاء من «كارثة إنسانية» إذا ما وصلت النيران إلى السجن المركزي أو إلى الأحياء القريبة.

تهديدات حوثية

وفي تهديد ضمني للسعودية، حذرت جماعة «أنصار الله» الحوثية من أنها مستعدة للانتقال إلى ما أسمته «مرحلة الخيارات الاستراتيجية» ردا على التطورات الأخيرة بعدن. وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة على «فيسبوك» إنهم مستعدون للانتقال إلى «مرحلة الخيارات الاستراتيجية»، معتبرا أن التطورات التي حدثت في عدن «أكدت أن الخطر الحقيقي الذي يهدد اليمن هو الخارج وأطماعه».

وأضاف أن «خيارات اليمنيين مفتوحة على كل الاحتمالات، وحاضرة للتوجه إلى مختلف جبهات القتال، استعدادا لما توجبه تطورات المعركة».

(الرياض، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)