قال الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الغانم رئيس مجلس إدارة بنك الخليج عمر قتيبة الغانم إن أحد أكبر التحديات التي نواجهها في المنطقة هي ثقافة الخوف من الفشل.

Ad

فعند سؤال الشباب عن السبب الأول وراء ابتعادهم عن تأسيس أعمالهم الخاصة، كانت إجابتهم "الخوف من الفشل". وهذا أمر غير مقبول. فعندما تسأل نفس السؤال في الدول المتقدمة تحصل على إجابات مثل "نقص رأس المال"، لكن في الكويت، وحول المنطقة، الخوف من الفشل قوي جدا لدرجة أنه يمنع الشباب من مجرد المحاولة.

حديث الغانم جاء ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر تمكين الشباب، الذي يعقد تحت رعاية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حيث إن الحلقة النقاشية الأولى للمؤتمر بسيمنار قدمه إيان مكنيش، أحد أعضاء الفريق المؤسس لموقع "لينكد إن". وكان تحت عنوان التطلعات المستقبلية لقنوات التواصل الاجتماعي. تبعته نقاشات بين مكنيش مع الغانم، وكان موضوعها إعادة تعريف النجاح.

وتابع الغانم أن كل ما أستطيع أن أقوله لكم هو ألا تدعوا الخوف من الفشل يوقفكم. فالخطأ أمر محتوم، وستقعون فيه، وفي بعض الأحيان قد تفشلون أيضا. لكن يجب أن تتيقنوا من أن الدروس المستفادة من الفشل لا تقدر بثمن.

وذكر أن في شركة صناعات الغانم، خلال الاجتماعات ربع السنوية، أسأل فريقي الإداري "ما هي الأخطاء التي وقعتم بها؟" وإذا استدليت من إجاباتهم على أنهم لم يقوموا بأي أخطاء، أعرف أن هناك خطبا ما. فعدم الوقوع بالأخطاء يعني أن الشخص لم يجرب ولم يخاطر، لم يحاول أن ينمو ويتقدم بسرعة. فالمخاطرة المدروسة هي جزء من ريادة الأعمال. ولا يمكن تحقيق الريادة دون مخاطرة".

الفريق الإداري

وعند سؤال الغانم عن بيئة العمل في شركاته، قال: "لطالما كنت مستاء من أن الفريق الإداري في شركتنا لا يضم عديدا من الكويتيين، فاجتمعت مع أعضاء الإدارة العليا وحدثتهم عن تقبلنا لتوظيف الكفاءات بغض النظر عن الجنسية أو الدين، وسألتهم إن كانوا يظنون أننا شركة متحيزة، وكان الإجماع بالنفي. فعبرت لهم عن رأيي بالوضع الكائن آنذاك، وطلبت منهم منح الفرص للشباب الكويتيين. وأنا فخور بأن اليوم 20 في المئة من موظفي مكتبنا الرئيس من الشباب والشابات الكويتيين الطموحين ذوي الكفاءات العالية، ونحن نسعى إلى زيادة هذا الرقم.

وأضاف: نحن في شركة صناعات الغانم نؤمن بالكفاءة، فاختيارنا للموظفين ومكافأتنا لهم تأتي بحسب قدراتهم ومساهماتهم في الشركة، وليست وفق علاقاتهم أو منشأهم. فقد خلقنا بيئة يتحدد فيها نجاحك وفق القيمة التي تضيفها. وأعتقد أن نجاحنا في ذلك ونحن في الكويت، التي تثقلها الواسطة، يمنحنا الميزة التنافسية بين الشركات وجهات العمل الأخرى.

وأشار الى أنه عند حديثنا عن الكفاءة، نحن لا نتكلم فقط عن كفاءة الأشخاص، بل عن كفاءة الأفكار كذلك. ففي "صناعات الغانم"، يمكن لأصغر الموظفين في بداية حياته المهنية أن يقدم أفضل الأفكار. ونحن نحرص على ذلك من خلال واحدة من القيم التي يجب أن نعمل بها، وهي الأسلوب الواضح والصريح. لنمكن الجميع من مشاركة أفكارهم وآرائهم، من دون خوف أو تردد، فأي فكرة قد تكون جيدة بغض النظر عن منصب صاحبها، وهذا ما يساهم في خلق بيئة إبداعية".

أهمية التعليم

وعند الحديث عن التعليم، قال الغانم: "يلعب التعليم دورا مهما جدا في النمو الاقتصادي والتأسيس الصحيح لرواد الأعمال. فقد بينت أبحاث منظمة العمل الدولية أن رواد الأعمال يكونون أنجح عندما يحصلون على التعليم الاقتصادي في مراحل المدرسة والجامعة. وهذا بالتحديد هو السبب الذي دفعني إلى تأسيس "إنجاز".

وأفاد بأن مؤسسة إنجاز مؤسسة إقليمية تركز على تعليم الشباب بالأخص في مجال ريادة الأعمال. وهي جزء من المؤسسة العالمية غير الهادفة للربح "جونيور أجيفمنت". ونحن فخورون بأن مليوني شاب وشابة شاركوا في برامج إنجاز في المنطقة.

وتابع قائلا: أحد الأشياء الأخرى التي نتمنى أن تتحسن في نظامنا التعليمي، هي التركيز على التفكير النقدي. فأسلوبنا التعليمي المعتمد على تخزين المعلومة بدلا من تطبيقها في مواقف تتطلب حل المشكلات، لا يناسب عالمنا سريع التغير. فاليوم لا يهم ما تعرف، ولكن كيف تفكر.

المشاريع الصغيرة

وأوضح الغانم في حديثه عن أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودور المبادرين الشباب في هذه المشاريع وما لها من انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الوطني، حيث أشار إلى وجود عدد من العوامل الضرورية لنجاح المبادرين من بينها النظام البيئي المناسب لنجاح المبادرين وضرورة تحليهم بالصدق والعزيمة والإصرار لضمان نجاحهم، نظرا للتحديات الكبيرة التي سيواجهونها خلال مسيرتهم.

وركز على أهمية أن يتحمل الأفراد المسؤولية، وقال "عادة ما يعمد الكثيرون إلى الشكوى وانتقاد الحكومة دون أن يحملوا أنفسهم المسؤولية، فالعمل لا يقتصر على وظائف القطاعين العام والخاص، فهناك اتجاه ثالث يمكن للمرء أن يسلكه وهو الريادة في الأعمال وافتتاح شركاتهم الخاصة وتحقيق نجاحات كبيرة على غرار النجاح الذي حققه موقع "طلبات دوت كوم".

وشدد الغانم على ضرورة إيجاد بيئة مناسبة في أماكن العمل تشجع على بروز الأعمال الريادية وتطوير الأفكار المبدعة، مشيرا إلى أن اقتراف الأخطاء في العمل أمر طبيعي جدا، وعدم ارتكاب أي خطأ قد يعني أن المرء لم يعمل بجهد كاف".

تعريف الفشل

ومن ناحيته، قال إيان مكنيش "من المهم جدا أن يكون لدينا تعريفات واضحة للنجاح والفشل. يعتقد الكثيرون أن النجاح هو تحقيق الثروة وزيادة قيمة أعمالهم، بينما في الواقع، النجاح الحقيقي يكمن في تحقيق الإنجازات المهمة التي تترك أثرا في العالم، وفي البقاء قريبا من العائلة والعمل رعايتها. وبالنسبة للفشل، فمن المعروف أن أكثر الشركات الصغيرة تفشل، لكن أصحابها غالبا ما ينجحون بعد ذلك في تحقيق فكرة أخرى ناجحة. ففشل فكرة ليس نهاية الطريق".

وحول موضوع التعليم، قال مكنيش: "لا يسعني أن أشدد بما فيه الكفاية على أهمية التعليم. فهو الإطار الذي يضم الشغف. فمن دون التعليم، قد لا تستطيع أن تنتج ما تريد مهما كنت شغوفا بما تعمل. وعلى المستوى الشخصي، أنا لم أكمل دراستي التي تركتها في سبيل العمل، لكن لو يعود بي الزمن لن اتخذ نفس القرار. وأتمنى أن يخطو أي الموجودين هنا هذه الخطوة".

اكتساب المعرفة

وتطرق مكنيش إلى الحديث عن مشواره المهني قبل تأسيس موقع "لينكد ان"، موضحا انه فشل أكثر من مرة في تأسيس شركة خاصة، لافتا إلى انه يرفض النظر إلى تجربته على أنه حقق نجاحا بسبب فشله، وإنما بفضل ما تعلمه من تجاربه السابقة. فمن الضروري أن يتعلم الرواد تجاربهم المختلفة كي يكتسبوا المعرفة والخبرة اللازمة للنجاح في الحياة وفي العمل.

وأوضح أن هناك عددا من الأفكار الجيدة التي سرعان ما تختفي، وقال "لابد من وجود الفكرة المناسبة في الوقت المناسب. قد يبدو هذا تحديا كبيرا، لكن مهمة الرواد تقوم على تحسين حياة الناس وجعلها أسهل وأكثر فعالية، وبالتالي سيواجه تحديات كبيرة خلال عمله، فواحدة من الأشياء الصعبة هي الحدود التي على المرء أن يذهب من خلالها لتحقيق أهدافه".

موقع «لينكد إن»

وأضاف: نجاح موقع "لينكد إن" يقوم على إيماننا بأهيمة التركيز على الحياة العملية والتواصل في ما بينهم في هذا الإطار للناس، فضلا عن عدم تقاضي أي تعرفة من عملائنا، على الرغم من أننا شركة تبغي الربح. فخدعة تصميم المنتج هو أن يلبي حاجة السوق، والتي هي فن أكثر من علم، فإذا كنت تشرح المنتج الخاص بك ولم يفهمه طفل يبلغ من العمر عشر سنوات، فالمرء إذا على المسار الخاطئ".

وتحدث عن فشل موقع "فرينستر" قائلا "عندما كان موقع "لينكد ان" في بداياته، كان هناك في المقابل موقع "فرينستر" الذي كان يحقق نجاحات كبيرة وسريعة جدا وكنا نتطلع إليه ونشعر بالاستياء بسبب نمونا البطيء إلى حد ما مقارنة به. ولكن بعد مرور فترة من الزمن وبعد نجاح شبه خارق لموقع "فرينستر"، بدأ بالتراجع حتى اختفى كليا وأدركنا يومها ان النمو السريع مهم، ولكن التفكير والتخطيط الصحيح مهمان جدا في بداية أي شركة لضمان عدم فشلها وسقوطها".

المطوع: الإعلام ليس بالمستوى المطلوب

قال المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة غالية تكنولوجي عبدالرزاق المطوع إنه بدأ مسيرته بدراسة الإعلام، وحين عاد للكويت في 2010 وجد أن الإعلام بالكويت ليس بالمستوى المطلوب والعالمي، بينما استعرض مشروعه، مبينا أن فكرته في البداية لم تكن مرغوبة.

ولفت إلى أن انطلاقته كانت بتأسيس شركة غالية التي ركزت في البداية على كيفية إدارة حسابات الشركات، معبرا عن فخره بأن أكثر من 95 بالمئة من الشركة كانوا كويتيين في العشرينيات من العمر.

وذكر أن إحصاءات «غوغل» كانت مفاجئة له، حيث وجد أن أكثر دول تستخدم الانترنت هي دول الخليج بمعدل تصفح حوالي 8 ساعات يوميا، لافتا إلى أن الشركة لديها 100 موظف في الكويت ونحو 35 موظفا في السعودية و7 في قطر، وسنعمل خلال الفترة المقبلة في دبي، وكل هذا خلال خمس سنوات، لم نستسلم للصعوبات وعدم تسهيل الحكومة للأعمال، فالمطلوب التعامل مع التحديات مهما كانت، حيث إن ترخيصنا في الإمارات استخرجناه من دبي مول، وفي السعودية تم عن طريق الأون لاين، وفي قطر استغرق فقط 6 أيام.

سيليمان: الحماس والرغبة لتأسيس أي مشروع  

أكد السفير الأميركي لدى الكويت دوغلاس سيليمان «أننا من المشجعين لرواد الأعمال الذين هم بطبيعة الحال بحاجة إلى أنظمة حيوية»، مشيرا إلى أن السياسة الحكومية هي واحدة من النظم الحيوية التي تشجع الشباب على الإقبال على المشاريع وتدفعهم نحو التغيير، مبينا أن على من يرغب في خوض تجربة تأسيس مشروع خاص من الضروري أن يملك عددا من الخصائص أهمها: الحماس والحب والرغبة.

وذكر أنه لكي يكون الشباب ناجحين عليهم أن يختاروا أعمالا يستمتعون بها، موضحا أن السفارة الأميركية في الكويت تدعم برامج رواد الأعمال من خلال حرصها على إحضار متحدثين يطرحون أفكارهم في هذا المجال، مضيفا أن الشباب الكويتيين يملكون إمكانات جيدة وهم أذكياء وخلاقون، كما أن الشباب الكويتي متعلم والكويت من الدول التي تحرص على ابتعاث كثير من أبنائها للخارج للحصول على تعليم جيد.