تمكنت القوات اليمنية المدعومة من التحالف من انتزاع ميناء عدن البحري في إطار هجوم بدأته فجر أمس الأول تحت اسم «السهم الذهبي»، في وقت أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي عزمه أداء صلاة العيد في المدينة.

Ad

لليوم الثاني على التوالي، واصلت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس تحريرها لمناطق وأحياء عدن في إطار العملية العسكرية التي أطلق عليها «السهم الذهبي»، وتمكنت من انتزاع الميناء البحري ومبنى المحافظة وعدة أحياء سكنية في المدينة التي تعد كبرى مدن جنوب اليمن من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وذكرت مصادر عسكرية لـ»رويترز» أن القوات الموالية لهادي أحرزت تقدما كبيرا أمس بعدما انتزعت من المتمردين الحوثيين وحلفائهم المطار الدولي ومناطق واسعة في إطار أول عملية عسكرية واسعة لهذه القوات بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية لإخراج الحوثيين، المدعومين من إيران، من المدينة.

وشوهدت عشرات العربات العسكرية الحديثة التي حصلت عليها قوات «المقاومة الشعبية» الموالية لهادي من التحالف، على مدرج مطار عدن، فيما شوهدت قوافل أخرى من العربات تتجه نحو جبل حديد حيث المدخل الرئيسي لمنطقة المعلا في عدن أمس.

ورصد شاهد من «رويترز» نحو 40 عربة مدرعة مموهة، قالت الفصائل المقاتلة إن «دولة الامارات العربية المتحدة زودتهم بها».

تقدم المقاومة

وخسر المتمردون الحوثيون المدعومون بقوات الرئيس السابق مناطق استراتيجية وحيوية في عدن جراء الضربات الجوية والمواجهات على الأرض مع مقاتلي المقاومة أمس.

وأفاد الناطق الرسمي لمجلس قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية علي الأحمدي بأن «المقاومة تمكنت بإشراف وقيادة جنود وضباط المنطقة العسكرية الرابعة من إحكام السيطرة على غالبية أحياء وشوارع منطقة خور مكسر التي تمثل قلب عدن، وتطهيرها من الحوثيين وقوات صالح بعد معارك دامت لساعات».

وقال إن «مقاتلي المقاومة المدعومين بعربات عسكرية حديثة واصلوا التقدم نحو كريتر وتمكنوا من استعادة أجزاء منها، وهناك عملية تمشيط لبقية الأحياء، كما تقدموا باتجاه منطقة المعلا وتمكنوا من استعادة مبنى المحافظة». وتحدث الأحمدي عن «انهيار في صفوف الحوثيين وحلفائهم بعد استعادة خور مكسر».

من جهتها، ذكرت مصادر حكومية أنه «تزامنا مع المواجهات في خور مكسر والمعلا وكريتر، استمر القصف العشوائي بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا للحوثيين وقوات صالح على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة المقاومة من المدخل الشمالي والشرقي للمدينة».

ويأتي ذلك بعد اطلاق عملية «السهم الذهبي» التي تشارك فيها قوات يمنية مدربة في السعودية إلى جانب مقاتلات وبوارج التحالف، وتهدف إلى استعادة عدن من المتمردين بعد أكثر من ثلاثة أشهر من سيطرتهم عليها.

جرحى وأسرى

من جانب آخر، أكد مدير مكتب الصحة والسكان في عدن الخضر لصور أن حصيلة القتلى المدنيين وبينهم أطفال ونساء خلال الساعات الـ24 الماضية بلغت 12 قتيلا و105 جرحى، مشيرا إلى سقوط ثمانية قتلى وأكثر من 30 جريحا في صفوف المقاومة.

ودعا المتحدث الرسمي باسم الحكومة، راجح بادي، أمس، بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى تسلم أسرى جماعة «أنصار الله» الذين سلموا أنفسهم للجيش والمقاومة في عدن، مؤكداً أن «الأسرى يعاملون معاملة حسنة».

احتفالات

في غضون ذلك، سادت أنحاء عدة من عدن مظاهر احتفال بتراجع الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الموالية للرئيس السابق، إذ ينظر إلى المتمردين كـ»غزاة شماليين». كما احتفل اليمنيون في مختلف المحافظات بما أسموه «النصر في عدن».

وانتشر مئات من سكان عدن في الشوارع لاسيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاومة الشعبية، واطلق بعض المواطنين الذين يحملون السلاح النار في الهواء ابتهاجا بانسحاب الحوثيين وقوات صالح .

في السياق، أكد محمد مارم مدير مكتب هادي أن الرئيس اليمني المقيم في السعودية يعتزم تأدية صلاة العيد في مدينة عدن بساحة العروض في خور مكسر.

ونقلت صحيفة «الرياض اونلاين» السعودية أمس عن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قوله إن عدداً من المسؤولين الحكوميين سيبقون في اليمن بعد العيد، فيما سيعود الرئيس هادي وآخرون إلى المملكة، حتى تتم تهيئة المكان المناسب لإقامتهم في عدن.

انسحاب حوثي

إلى ذلك، أعلنت مصادر عسكرية أن الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها أخلت مواقعها في بعض مديريات محافظة شبوة، جنوبي اليمن، وتراجعت إلى مركز المحافظة في مدينة عتق، دون أي مواجهات مسلحة.

وأكدت المصادر، أن قوات الحوثي وصالح انسحبت من منطقة العرم التي سيطرت عليها قبل يومين إلى قرن السوداء، فيما أخلت القوات المرابطة في بلدة نصاب مواقعها وعادت إلى عتق.

قائد كتيبة

وفي تعز، أكدت مصادر محلية، أن قائد كتيبة مطار تعز الموالي للحوثيين وقوات صالح قتل وأصيب آخرون في كمين للمقاومة الشعبية في المطار أمس الأول.

وقالت المصادر إن «رجال المقاومة نفذوا كمينا تمنوا خلاله من قتل قائد كتيبة مطار تعز، وآخرين من جنوده. وأعقب الهجوم اشتباكات ضارية في شارع الستين استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة».

100 غارة

في موازاة ذلك، كثفت طائرات التحالف أمس وأمس الأول، من غاراتها العنيفة على مواقع وأهداف تابعة للمليشيات المتمردة في أنحاء اليمن.

وأوضحت المصادر أن طيران التحالف شن 100 غارة على مواقع الميليشيات في مختلف المحافظات منذ صباح أمس الأول.

(الرياض، عدن ــ أ ف ب،

رويترز، د ب أ)