بعد يوم واحد من مرور الذكرى الثانية لثورة «30 يونيو» وسط أجواء غلفها الحزن بسبب اغتيال النائب العام، المستشار هشام بركات، الاثنين الماضي، فُجع المصريون، أمس، بحصد أرواح العشرات من رجال الجيش على يد الإرهاب في سيناء.
استهدف الإرهاب أكمنة للقوات المسلحة المصرية، صباح أمس، وأعلن الجيش على لسان متحدثه العسكري العميد محمد سمير، وقوع 10 شهداء في صفوفه، مقابل تصفيته 39 تكفيرياً، بينما ذكر مصدر أمني في سيناء أن الحصيلة الأولية لأعداد القتلى تشير إلى استشهاد 20 من الجيش والشرطة والمدنيين وإصابة 30 آخرين.وبينما تبنى الهجوم تنظيم «ولاية سيناء» فرع تنظيم «الدولة الإسلامية ـ داعش» في مصر، ذاكرا في بيان له استهداف 15 كمينا أمنيا، أفاد مصدر لـ«الجريدة» بأن خمسة كمائن في رفح والشيخ زويد هوجمت من جانب مسلحين بواسطة إطلاق نار وقذائف هاون و»آر بي جي» بجانب عبوات تفجيرية، بدأت بكمين الرفاعي.وأشار مراسل «الجريدة» في سيناء، إلى أن قوات الجيش دفعت في أعقاب الهجوم بمقاتلات «إف 16» إلى سماء الشيخ زويد في محاولة لاستعادة زمام الأمور، لافتا إلى أن مهاجمة كمائن الجيش تزامنت مع اعتلاء عناصر مسلحة أسطح بنايات أهلية حاملين رايات «داعش».إلى ذلك، قال الخبير الأمني، اللواء عبدالرحيم السيد، إن الوضع في سيناء أصبح يسير في إطار مؤامرة دولية كبيرة يقودها الموساد الإسرائيلي لفصل سيناء عن مصر، بينما تضاربت الأرقام بشأن عدد ضحايا الجيش، حيث أذاعت فضائيات إخبارية أن العدد يتجاوز 64 قتيلا، في حين أكد الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، أن «الأعداد في تزايد وتضارب الأرقام وارد لصعوبة حصر الخسائر بدقة في ظل استمرار الاشتباكات».وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن المسلحين الذين نفذوا هجمات سيناء تمكنوا من اختطاف بعض الجنود المصريين دون أي تأكيد رسمي، بينما ذكرت مصادر إعلامية متطابقة أن «المسلحين تمكنوا من السيطرة على 4 مدرعات واختطفوها».إرهاب المحافظاتمن جانب آخر، لقي انتحاريان مصرعهما داخل سيارة مفخخة في مدينة 6 أكتوبر التابعة لمحافظة الجيزة، أمس الأول، أثناء سيرها على طريق مؤدٍ إلى دائرة قسم ثان أكتوبر، وقال مصدر أمني إن عبوات ناسفة كانت بحوزة مستقلي السيارة انفجرت، ما أسفر عن مصرعهما ومصرع سيدة تصادف مرورها قرب السيارة.في غضون ذلك، لقي أمين شرطة مصرعه وأصيب آخر في تبادل لإطلاق النار مع مجهولين بمنطقة حلوان جنوب القاهرة، أمس الأول، في حين تمكنت الأجهزة الأمنية في محافظة قنا بصعيد مصر من ضبط اثنين من عناصر «الإخوان»، بحوزتهما مواد متفجرة قبيل تنفيذهما عملية تفجير لبرجي كهرباء.وبينما تمكنت أجهزة الأمن بمحافظة القليوبية من تفكيك 3 عبوات ناسفة أسفل أبراج الضغط العالي في كفر شكر، وقعت ثلاثة انفجارات، أمس في مدينة الفيوم بمحيط شرطة المرافق وشرطة المرور والسجل المدني بضاحية الجامعة، دون وقوع إصابات.في مسار أمني، أكد المتحدث الإعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر، عبدالرحيم مصطفى، أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة بموانئ البحر الأحمر في محافظات السويس والبحر الأحمر وجنوب سيناء، وعدم السماح بالدخول إلا لمن يحمل تصاريح دخول بالنسبة للأفراد والمركبات.النائب العامفي الأثناء، كشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ«الجريدة»، تفاصيل جديدة بشأن اغتيال النائب العام هشام بركات، مؤكدا وصول وزارة الداخلية إلى عدد من الخيوط المهمة، ستعلن قريبا، مشيرا إلى أن التحريات الأولية أكدت أن خلية إرهابية من 10 أشخاص نفذت العملية عبر متابعة تحركات النائب العام ومعرفة مواعيد مغادرته لمنزله يوميا، وأن الأجهزة الأمنية تتولى مراجعة الوحدات السكنية التي تم تأجيرها في المنطقة لسرعة التوصل للجناة.وذهب المصدر إلى أن المادة المستخدمة في التفجير هي «سي فور» شديدة الانفجار، مرجحا تدرب المتهمين على يد عناصر من تنظيم «ولاية سيناء».وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن جهات سيادية ثلاث بدأت تحقيقات موسعة حول حادث اغتيال النائب العام على رأسها جهاز الأمن الوطني والمخابرات، كاشفا عن بدء الأجهزة الأمنية نقل مقار إقامة شخصيات أمنية وسيادية وقضاة مع ذويهم إلى أماكن آمنة، بهدف حمايتهم تحسبا لاستهدافهم خلال الفترة المقبلة.صلاحيات جديدةعلى صعيد مواز، أكد وزير العدالة الانتقالية إبراهيم الهنيدي استحداث صلاحيات جديدة على «قانون الإرهاب»، قائلا إنه عرض مشروع قانون مكافحة الإرهاب على مجلس الوزراء خلال اجتماعه أمس، وإن أبرز التعديلات تضمنت اختصار الإجراءات بشأن جرائم الإرهاب من خلال سرعة الإجراءات داخل الدوائر المخصصة لجرائم الإرهاب، ومنح سلطات إضافية لمأموري الضبط القضائي وللمحققين في جرائم الإرهاب، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بفحص حسابات البنوك لرصد الأموال ذات العلاقة بجرائم الإرهاب.
دوليات
مذبحة جنود في سيناء... والجيش يصفي 39 تكفيرياً
02-07-2015