«الأبحاث»: انخفاض مذهل للأسماك المصطادة من المياه الكويتية
المعهد دشن حملة إثراء المخزون السمكي بإطلاق 120 ألف سمكة في البحر
قال ناجي المطيري إن كميات الأسماك مستمرة في الانخفاض، خاصة الأنواع المحببة للكويتيين مثل الزبيدي والسبيطي والهامور والشعم والنقرور والشيم.
أكد المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، د. ناجي المطيري، أن المياه الإقليمية الكويتية آمنة، مشيرا إلى سلامة الأسماك الكويتية من التلوث.وقال المطيري، في تصريح للصحافيين على هامش إطلاق حملة "إثراء المخزون السمكي" لإطلاق 120 ألف سمكة من نوع الشعم والسبيطي، إن الحملة تعالج مشكلة تدهور كميات الأسماك وتسهم في زيادة المخزون السمكي.وأضاف أن المناطق الجنوبية آمنة، بينما المناطق الشمالية تحتوي على بعض الإشكالات، لكنها لن تكون قاتلة للأسماك، موضحا أن المعهد سيضع علامات رصد على بعض الأسماك للمتابعة بعد صيدها بفترة.وأشار المطيري إلى أنه وفق تقرير مكتب الإحصاء الصادر عن وزارة التخطيط، فإن كميات الأسماك الطازجة التي رصدت عام 2013 وتشمل الأسماك الطازجة المحلية والمستوردة بلغت حوالي 14.290 طنا، وهذه الكميات التي تم تداولها في الأسواق المحلية الكويتية لا تفي بحاجة السوق الكويتية سنويا، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها. ليس خياراً مستديماًوتمثل الأسماك الطازجة المستوردة منها ما نسبته 64.4 في المئة (9349 طنا)، ويأتي الصيد المحلي بنسبة 30.1 في المئة (4305 أطنان)، لافتا إلى أن الاستيراد ليس خيارا مستديماً، لأن مستويات المخزون السمكي وكميات الصيد في الدول المجاورة في انخفاض أيضا.وقال إنه على الرغم من تطبيق سياسات فنية لإدارة المخزون السمكي، فإن كميات الأسماك مستمرة في الانخفاض خاصة الأنواع المحببة للكويتيين مثل الزبيدي، السبيطي، الهامور، الشعم، النقرور والشيم.وعلى سبيل المثال، فإن كمية الزبيدى المصطاد من المياه الكويتية في عام 1995 بلغت حوالي 1100 طن، في حين انخفضت في عام 2013 إلى 247 طنا، وفق التقرير المشار إليه، وهذا الانخفاض يشمل الأنواع الأخرى من الأسماك ذات الأهمية الاقتصادية والقيمة الغذائية.وأكد المطيري أن حملة "إثراء المخزون السمكي" لإطلاق 120 ألف سمكة من نوع الشعم والسبيطي في المياه الإقليمية لدولة الكويت تحمل بعدا تنمويا، يتمثل في زيادة المخزون السمكي، مع بعد توعوي يتمثل في إثارة الاهتمام بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة البحرية بكل مكوناتها. الأمن الغذائيمن جانبه، قال مدير إدارة العمليات في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية المهندس فيصل الحليل إن مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية يأتي لتأمين الأمن الغذائي كأهم هذه التحديات التي تواجهها الدولة، نظرا لطبيعة البيئة الصحراوية وشح موارد الغذاء والموارد المائية.وأضاف أن المركز يضم 8 برامج بحثية تعنى بمتابعة التحديات والمشكلات، ووضع الحلول المناسبة لها، منها أربعة برامج بحثية في مجال الحفاظ على البيئة البحرية وكائناتها، وهي برنامج استزراع الأحياء البحرية، وبرنامج إدارة الموارد البحرية القائمة على النظام البيئي، وبرنامج إدارة السواحل، وبرنامج تلوث البيئة وتغير المناخ.وأشار إلى أن المركز نجح في إنتاج أكثر من 120 ألف سمكة من نوعي الشعم والسبيطي وهي نتاج جهود استمرت عدة سنوات للوصول إلى مرحلة الإنتاج الحالية، وسيتم البدء بحملة لإطلاق هذه الأسماك في أماكن مختارة على طول الساحل الكويتي.زيادة المخزونوأوضح الحليل أن شعار الحملة يعبر عن الهدف من استزراع الأسماك، التي يسهم إطلاقها في زيادة المخزون السمكي لهذه النوعية من الأسماك، لافتا إلى أهمية تضافر الجهود من مؤسسات الدولة والمواطنين والمقيمين لتحقيق الهدف من الحملة، وأهمية التوعية الإعلامية من الجهات المختصة وتطبيق القوانين الواردة بشأن المحافظة على ثروات الكويت الطبيعية ومنها الثروة السمكية، مما سيساعد في تحسين المخزونالسمكي بدولة الكويت.وتابع: فالصيد الجائر وعدم الالتزام بقوانين حظر الصيد، والتدمير غير المسؤول من البعض للبيئة البحرية، تضعف من التأثير الإيجابي لمثل هذه الإطلاقات.وبين الحليل أن عملية إطلاق الأسماك ستستمر يوميا حتى يتم الانتهاء من إطلاق جميع الأسماك المستزرعة، وسيتم الاطلاق في العديد من المنشآت الساحلية في الكويت، فجنوبا سيكون هناك إطلاق للأسماك في عدة مناطق، منها مدينة صباح الأحمد البحرية، ومنتزه الخيران السياحي، وشمالا في منطقة الصبية، إضافة إلى المنشآت الواقعة على طول الواجهة البحرية لدولة الكويت، وسيتم أيضا تنسيق الإطلاق مع جهات الدولة المعنية بالثروة السمكية كالهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والهيئة العامة للبيئة.