حقيقة أم إشاعات...؟ استبدال مذيعين وإغلاق قنوات فضائية

نشر في 18-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-09-2015 | 00:01
ترددت إشاعات أخيراً حول إغلاق قنوات فضائية خاصة وتسريح مذيعين من بعض المحطات الفضائية والتعاقد مع آخرين في حركة أشبه بالكراسي الموسيقية، ما يجعلنا أمام تقسيم جديد للقنوات الفضائية المصرية خلال الفترة المقبلة.
لا شك في أن إغلاق بعض القنوات من قبل أصحابها مثل «سي بي سي2» و قناة «دريم1» (من أقدم القنوات الفضائية المصرية الخاصة) والاكتفاء بقناة واحدة تحت اسم «دريم»، أدى إلى انتشار الإشاعات، خصوصاً بعدما تم تسريح عاملين فيها سواء معدين أو فنيين أو عمالا، وعدم تقاضيهم أجورهم لمدة خمسة أشهر، بالإضافة إلى تخفيض رواتب سنوية لمذيعين ومعدين يستمرون في العمل ضمن «دريم»، على رأسهم وائل الإبراشي، مقدم برنامج «العاشرة مساءً»، الذي يتفاوض مع محطة تلفزيونية أخرى للانتقال إليها على خلفية هذه الأزمات، وخوفاً من إنهاء التعاقد معه في أي وقت، مع أن برنامجه حقق نسبة إعلانات مرضية.

شملت الإشاعات قناة «أون تي في لايف» التي أكدت مصادر قرب إغلاقها، بعدما تركها منذ أشهر الإعلامي ألبرت شفيق، أحد مؤسسيها، كذلك تعاني قناة Ten أزمة مادية ضخمة، رغم حداثة عهدها، إذ لم يستطع مسؤولوها الوفاء بالرواتب التي تم الاتفاق عليها مع المذيعين والمعدين، ما جعلها مهددة بالإغلاق والإفلاس في أقرب وقت.

مغادرة الإعلامي اللبناني طوني خليفة {القاهرة والناس} غذى الإشاعات حول إغلاق هذه القناة أيضاً، إذ يعتبر من مؤسسيها وقدم فيها أول برامجه في مصر، عندما كانت القناة تعمل خلال شهر رمضان فحسب، وقضى فيها حوالى سبع سنوات، إلا أن عدم توصله إلى اتفاق مرضٍ مع القيمين عليها حال دون استمراره في العمل داخل المحطة، فضلا عن نشوب خلاف بينه بين الإعلامي طارق نور، مالك القناة، ما جعله لا يتردد في الرحيل، وعزز الإشاعات.

طاولت الإشاعات أيضاً الصحافي والإعلامي مجدي الجلاد، ويؤكد البعض أن مصيره سيكون على غرار طوني خليفة، وسيترك قناة {سي بي سي}، بعد خلاف بينه وبين مالكها رجل الأعمال محمد الأمين، حول السياسة التحريرية لجريدة {الوطن}، التي كان الجلاد يرأس تحريرها، والأمين يرأس مجلس إدارتها، ما دفع الأول إلى الاستقالة، ومن المتوقع ألا يتم تجديد عقده مع القناة بناء على تعليمات مالكها.

الأزمات المالية لقناة Ten دفعت الإعلامي محمود سعد، المذيع في قناة {النهار}، إلى التردد في الانتقال إليها وتقديم برنامج {البيت بيتك}، فهو يرتبط بهذا الاسم بعدما اشترك في تقديم البرنامج الذي يحمل العنوان نفسه على القناة الفضائية المصرية، وشهدت تلك الفترة تألقه وتعلق الجمهور به، لكن توقف البرنامج تزامناً مع ثورة 25 يناير بعد تغيير اسمه لـ {مصر النهارده}.

أغراض سياسية

ينفى الإعلامي يوسف الحسيني نيته ترك قناة {أون تي في} أو نية القناة الاستغناء عنه، مؤكداً أن هذه الإشاعات تتردد كل فترة، ولا أساس لها من الصحة، وأن مثل هذه الأكاذيب تخرج من مواقع وقنوات جماعة {الإخوان} الإرهابية بهدف الشماتة والتشفي من كل شخص يرفض أعمالها الإجرامية.

يطالب القيمين على الإعلام والصحافة بتحري الدقة والحقيقة قبل نشر أي خبر، لا سيما أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت بيئة خصبة لترداد أي إشاعات، مؤكداً أن ثمة من يستغل هذه المواقع لصالحه لبث أخبار كاذبة، ومشيراً إلى أن أحداً لم يتحدث معه في أي شيء من هذا القبيل، لكنه سمع هذه الإشاعات عبر بعض المواقع الإلكترونية.

بدوره، يعتبر الإعلامي الدكتور ياسر عبدالعزيز أن الإشاعات حول إغلاق بعض القنوات الفضائية حقيقية، وستظهر خريطة جديدة للقنوات الفضائية الخاصة خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن الأزمات المالية ليست السبب الوحيد، {فهي تندرج ضمن مجموعة أسباب منها أن بعض القنوات تم إنشاؤها وتدشينها لأغراض سياسية، والآن انتهت هذه الأغراض}.

يضيف أن الفترة المقبلة ستشهد نهوضاً للإعلام الحكومي متمثلاً في قنوات التلفزيون المصري التي ستستفيد من التعديلات التشريعية للإعلام، موضحاً أن وجود هذا الكمّ من القنوات الفضائية الخاصة حدث بشكل عشوائي ومن دون تخطيط وليس على أساس علمي، ما جعل الوضع الإعلامي المصري يتأزم.

أما الدكتور حسن علي، عميد كلية الإعلام في جامعة المنيا، فيلفت إلى أن انتقال الصحافيين للعمل في قنوات فضائية خلال الفترة التي أعقبت ثورة يناير، مع وجود هذا الكمّ من القنوات الفضائية، أدى إلى بلبلة وفوضى ومشاكل لمالكي هذه القنوات، لا سيما بعد استقرار الأوضاع السياسية.

يضيف أن الإعلانات لم تعد قادرة على الوفاء بالتزامات الفضائيات، مطالباً بوضع ميثاق شرف إعلامي يلتزم به الجميع، للابتعاد عن الإثارة، ولافتاً إلى أنه لا يمكن أن يقدم الصحافي برنامجاً بالطريقة المثيرة التي يكتب بها مقالاته الصحافية، {هذا إجرام، ويجب أن يعود المناخ الإعلامي المصري إلى الهدوء}.

back to top