سيمون: عدت إلى الدراما لتسليط الضوء على النساء المكافحات

نشر في 13-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 13-07-2015 | 00:01
No Image Caption
بعد غياب عن الساحة الفنية، تعود سيمون في مسلسل {بين السرايات} لسامح عبد العزيز. حول أسباب الغياب وأحدث مشاريعها الفنية وقضايا أخرى كان الحوار التالي معها.

ما سبب هذا الغياب الكبير؟

لم يكن غياباً،  بل ابتعاد عن الفن والتفرغ لخدمة المجتمع والناس من خلال أنشطة خيرية،  فضلا عن أن معظم الأعمال التي عُرضت عليَّ لم تكن على المستوى المطلوب، فقررت التفرغ للأعمال الخدمية.

هل تتأثر مكانة الفنان بين أبناء جيله ولدى الجمهور بسبب الغياب؟

يختلف الأمر من فنان إلى آخر، من كان مشواره مثلي يعتمد على محطات وعلامات قوية، لا يختلف غيابه عن حضوره، لأنه، من الأساس، يقيس نجاحه بالبصمة  التي  يتركها لدى الجمهور، وهو ما  حرصت عليه منذ بداية عملي بالفن سواء مطربة أو ممثلة.

هل اختلف الحال في الفن عما كان في الماضي؟

بالطبع،  ثمة اختلافات اكتشفتها مع مرور الوقت، من بينها أن العمل لم يكن يبدأ إلا بعد الانتهاء من الكتابة، ولا أوافق على الدور إلا بعد قراءة السيناريو  كاملا، فيما اليوم يبدأ التصوير من دون الانتهاء من الكتابة، بل تتمّ الكتابة وأحياناً التعديل أثناء التصوير على الهواء.

ماذا بالنسبة إلى طريقة التصوير والتقنية؟

 

من الطبيعي أن يحدث تطور وتغيير مع مرور الوقت، وثمة موضوعات تتطرق لها الدراما اليوم لم تكن متاحة في الماضي.

حدثينا عن {بين السرايات}.

المسلسل من تأليف أحمد عبد الله، إخراج سامح عبد العزيز، إنتاج جمال العدل، يتحدث عن الحارة المصرية والبسطاء ومشاكلهم اليومية من خلال حي بين السرايات الشعبي وما  يتضمن  من أنماط مختلفة من البشر، لكل منهم عالمه ومشاكله وحياته اليومية.

يشارك في البطولة: باسم سمرة، نجلاء بدر، آيتن عامر، روجينا، نسرين أمين، عمرو عابد.

ما دورك  فيه؟

أجسّد شخصية {صباح} سايس عربيات في جوار جامعة القاهرة، امرأة مطحونة تعمل لتُربي ابنتها.

كيف كانت ردود الفعل  بعد هذا الغياب؟

طيبة للغاية،  وتلقيت إشادات من الجمهور في الشارع وبعض الأصدقاء، لأن العمل جيد  وتتوافر فيه كل عناصر النجاح والتميز، بداية من الكتابة والإخراج إلى فريق العمل من الزملاء المتميزين.

ما  الذي حمسك للموافقة على الدور؟

كونه جديداً ومختلفاً ولم أقدمه من قبل، فللمرة الأولى أرى امرأة تعمل سايس عربيات، وهي مهنة مرتبطة بمصر فحسب وأيضا بالقاهرة حيث الازدحام، بالتالي هي شخصية طبيعية من الشارع المصري، امرأة تعمل بمهنة الرجال وتقف في الشارع وتتعرّض  لكل المخاطر والمضايقات،  كي تُربي ابنتها الوحيدة، تتسم بالحنان وخفة الظل، وأيضا بالقوة، تعبر عن حال المرأة المصرية التي تعيش لرعاية أسرتها وتتحمل المخاطر والصعاب من أجلها.

كانت لك أغان في العمل، من دون التتر، لماذا؟

أؤدي أغنية واحدة داخل الأحداث، مرتبطة بالحياة الصعبة والشاقة التي  تعيشها صباح، بالنسبة إلى  التتر، فقد أداه محمود الليثي، بناء على  اتفاق صناع العمل، وهو فنان متميز وشعبي يناسب أجواء المسلسل  وحي بين السرايات، فضلا عن أن كلمات التتر لا تناسب شخصية صباح.

هل اشترطت الغناء في المسلسل كي توافقي عليه؟

إطلاقاً، فلو وضعت شرط الغناء للموافقة لتضمن المسلسل أكثر من أغنية فضلا عن غناء التتر، إنما جاء ذلك وفق ما تحتاج الدراما والشخصية.

هل اشترطت ذلك في أعمالك السابقة؟

لا، فقط في {يوم مر ويوم حلو} مع فاتن حمامة، لم تكن  ثمة أغنية ولكن أثناء التصوير اقترح خيري بشارة أن أغني رباعية لفؤاد حداد. أما  في باقي أعمالي فلم اقدّم أغاني، ففي {آيس كريم في جليم} كان الشرط أن يغني عمرو دياب كل أغاني الفيلم، وأيضا مسلسلي {زيزينيا} و{حلم الجنوني} وغيرهما من الأعمال شاركت فيها كممثلة فحسب.

العودة من خلال أم تعمل على تربية أبنائها، بمثابة تحول كبير.. ألم تتخوفي  منه؟

بالعكس هذا ما كنت أبحث عنه، اي تجسيد شخصيات وأنماط مختلفة، ولو عُرض عليَّ هذا الدور في بدايتي الفنية لوافقت أيضاً، كذلك أبحث عن أدوار تعيش مع الجمهور وأشكال مختلفة خارج إطار البنت الجميلة الشقية المرحة،  ثم أفضل  العيش كل مرحلة عمرية كما هي بجالمها ومتطلباتها، قد يكون لدى بعض الزملاء والزميلات قناعات أخرى من خلال التوقف عند مرحلة عمرية محددة أو شخصية لا تتغير، لكن لكل منا طريقة تفكير  وخيارات يُحاسب عليها.

كيف تختارين أدوارك؟

كلما كانت الشخصية طبيعية وقريبة من الناس والشارع كانت مناسبة لي، منذ بداية مشواري، أحرص على  تجسيد شخصيات من الطبقة المتوسطة، وهي الشريحة الأكبر في المجتمع المصري، كما في {يوم مر ويوم حلو}، {آيس كريم في جليم}، {الهجامة}... وغيرها.

ما الدور الذي يستهويك؟

الدور الذي له أبعاد اجتماعية قريبة من الشارع المصري، ولا يستهويني تقديم شخصية البنت الجميلة الشقية  المرغوبة من الرجال،  عندما  شاركت في {يوم مر ويوم حلو} قالت لي القديرة فاتن حمامة نصيحة ما زلت أعمل بها لغاية الآن، وهي أن تكون أدواري قليلة نوعا ما، لكنها مهمة ومؤثرة وقريبة من الناس لتبقى في ذاكرتهم إلى الأبد.

 

في رأيك ما سبب اختفاء الأعمال  الاجتماعية؟

 

هذا الأمر مرتبط بثقافتنا، عندما ينجح مشروع نتحول كلنا ونقدم المشروع نفسه حتى نفشل جميعاً، وعندما ينجح نوع مُعين من الفن نتجه جميعاً ونقدم مثله، تاريخنا الفني مليء بظواهر فنية:  كوميدي، أكشن، جاسوسية، بلطجة، مخدرات، وغير ذلك، ما يعني أننا نفتقد الرؤية ونعمل بشكل عشوائي من  دون خطة، التنوع مطلوب  كذلك إرضاء ذوق الجمهور، لكن لا بد من وجود أشكال الفن والدراما. تختلف النسبة من نوع إلى آخر حسب أذواق الجمهور ومتطلبات السوق، لا بد من التنوع الذي يعني ثقافتنا وهويتنا، أما غير ذلك فيعني فكراً خاطئاً وتصدير صورة مختلفة عن المجتمع المصري.

back to top