معنى نتائج الانتخابات المغربية
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
قلنا، وقال غيرنا، إن أحزاب القرن العشرين "الإيديولوجية" العقائدية انتهت مع اقتراب حلول القرن الحادي والعشرين والألفية الثالثة، كحزب البعث، وحركة القوميين العرب، والحزب الشيوعي، الذي انهار في موسكو في بدايات عقد تسعينيات القرن الماضي، قبل انهيار فروعه في الوطن العربي وفي العالم بأسره، باستثناء الصين، وإن جماعة الإخوان المسلمين، بعد سقوط نظامها في مصر وتراجع تنظيماتها في كل الدول العربية التي لها فروع فيها، أفل نجمها، وأصبحت عملياً بحكم المنتهية. والدليل هو أن "حزب النهضة" في تونس بقيادة بل بزعامة راشد الغنوشي، الذي حاول الوصول إلى موقع المرشد الأعلى للإخوان المسلمين في العالم بأسره، بعدما حصل لهذه "الجماعة" ما حصل في مصر، غدا يفكر في التحول إلى حزب وطني برامجي تونسي كالأحزاب التونسية الأخرى، وهذا يعني أن شعب تونس مثل كل الأشقاء العرب لم يعد يهتم بأي حزب "إيديولوجي" عقائدي، كما يعني أن هذه الظاهرة التي بدأت في نهايات العقد الثاني من القرن العشرين لم تعد مقبولة من أجيال الشباب الصاعدة، الأكثر واقعية من أجيال القرن الماضي، التي ينشغل بعض رموزها الآن بالبكاء على قبر "الجماعة" الراحلة. هذه حقيقة يُفترَض أنه لا خلاف عليها ولا جدال فيها على الإطلاق، لكن اللافت أن "إخوان" الأردن يتقصدون إشاحة وجوههم عن حقائق الأمور، كما أنهم بدلاً من الانتقال من واقع ألفية رحلت، ولا يمكن أن تعود، إلى واقع الألفية الثالثة بمعطياتها المستجدة، وأولها أن هذه الأجيال الشابة تريد أحزاباً برامجية، ها هم ينهمكون في اقتتال عبثي على عباءة بالية اسمها الإخوان المسلمون. والأخطر أن "إخوان مصر" بعد فرار السلطة، التي اتضح وثبت أنهم لم يكونوا مؤهلين لها، من أيديهم ذهبوا إلى ركوب موجة العنف والإرهاب بدلاً من أن يتحلوا بجرأة النقد والنقد الذاتي ويبادروا إلى مراجعة مسيرتهم الطويلة المليئة بالأخطاء والخطايا، وذهبوا للارتماء في أحضان بعض الدول "الإقليمية" التي تسعى إلى استخدامهم لأغراض آنية ومرحلية، ثم لن تلبث أن تتخلى عنهم قبل أن يصيح الديك!