«الجهراء»... خدمات سيئة ونظافة مفقودة ومخالفات بعيداً عن المحاسبة
على الرغم من التزايد الكبير والملحوظ في عدد السكان الناتج عن إنشاء مدن إسكانية جديدة خلال السنوات الأخيرة، لاتزال محافظة الجهراء خارج اهتمامات المسؤولين، إذ يبدو أن الإهمال في توفير خدمات ضرورية للمواطنين والمقيمين هو الشعار الذي يرفعه أصحاب القرار في هذه المحافظة التي تئن من الفوضى بكل أشكالها، بدءاً بسوء الخدمات الصحية والترفيهية، مروراً بانتشار «العزّاب» بين الأهالي، وانتهاء بتعرض حياة الناس للخطر بسبب الاستعراض اليومي بالسيارات أو «التقحيص»، الذي أصبح ظاهرة في معظم مناطق المحافظة!
نقص كبير في الخدمات الصحية.. عزاب ينتشرون بين الأهالي... أماكن ترفيهية مفقودة... "تقحيص" شبابي في كل مناسبة!هذه هي حال معظم مناطق محافظة الجهراء التي تكاد تكون متشابهة في المعاناة والألم، الأمر الذي يؤكد أنها محافظة سقطت من أجندة المسؤولين، رغم ما يبذله المحافظ الحالي من جهود للارتقاء بجميع الخدمات.المشكلات والظواهر السلبية منتشرة في جميع مناطق المحافظة بشكل يشير إلى أن الجهراء محافظة خارج دولة الكويت، الفوضى تعمها، وشكاوى المواطنين والمقيمين تتفاقم، وأمام هذه المشاهد الكئيبة يقف المسؤولون موقف المتفرج، فلا بوادر إيجابية توحي بأن القادم سيكون أفضل، ولا دور يذكر لأي من مختاري المناطق الذين لا يعرفهم غالبية سكان مناطقهم، علما بأنهم المعنيون برعاية شؤون هذه المناطق قبل غيرهم ومخاطبة الجهات المعنية بالتنسيق مع المحافظ لحل المشكلات التي تعترض قاطني تلك المناطق.الخدمات الصحية"هل يعقل أن يكون في محافظة بهذا الحجم وبهذه الأعداد الهائلة مستشفى واحد فقط يرعى المواطنين والمقيمين في وقت واحد"؟! تساءل صلاح الفضلي، مستغربا أن "تبقى الجهراء تحت ضغط صحي غير مسبوق من مختلف الجنسيات على مستشفى واحد فقط في المحافظة التي تضم أكثر من 500 ألف مواطن ومقيم"!وأكد الفضلي أنه "على الرغم من التوسعة التي قامت بها وزارة الصحة في المستشفى المذكور، فإنها لم تستطع القضاء على الزحمة في المواعيد التي تصل في بعض الأحيان إلى عدة أشهر، وأقل ما توصف به أنها توسعة خجولة لم تخدم الأهالي"، موضحا أن "الجهود المبذولة محل تقدير، لكنها لا تفي بالغرض المطلوب، وخصوصا مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان وظهور مناطق جديدة زادت من معاناة المراجعين الذين لجأوا في الآونة الأخيرة إلى المستشفيات والعيادات الخاصة، بهدف الحصول عل رعاية طبية سريعة تنهي الألم في وقت قصير".حلول جذريةوتمنى الفضلي أن "تبادر الحكومة، ممثلة بوزارة الصحة، إلى إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة التي تعد من أهم مشكلات المحافظة، والتي تتطلب علاجا فوريا من المسؤولين، وذلك بإنشاء مستشفى آخر يكون مساعدا للحالي، ويساهم في الحد من زحمة المراجعين والمرضى المستمرة منذ سنوات على مرأى الجميع، من دون أن يحركوا ساكنا، ولاسيما أن الخدمات الصحية في المحافظة لا ترقى إلى مستوى الطموح".مرافق ترفيهيةوبصوت تملؤه الحسرة، أكد بدر العنزي ما ذهب إليه الفضلي، مضيفا أن "المحافظة تنقصها الكثير من الخدمات الضرورية، إضافة إلى الخدمات الصحية"، مبينا أن "المحافظة تعاني قلة المرافق الترفيهية والحدائق العامة والمجمعات التجارية الضخمة، إذ لا يوجد إلا منتجع سليل الجهراء الذي يشهد زحاما كبيرا ومشكلات كثيرة بسبب تحرش الشباب وغياب الأمن بشكل واضح".ويضيف: "لا يمكن أن تبقى أسر كبيرة من دون مدن ترفيهية أو حدائق كبيرة تضم الألعاب التي تناسب مختلف الأعمار، ومطاعم وغيرها من جميع مستلزمات التسلية والترفيه"، موضحا أن "أهالي الجهراء في الوقت الحالي إذا رغبوا في الخروج مع عائلاتهم فإنهم يجب أن ينتقلوا بشكل جماعي في أكثر من سيارة إلى محافظات أخرى تفوقت على محافظتنا بشكل كبير في هذا المجال".العزابويتابع: "ويجب ألا نغفل جانبا مهما، وهو انتشار ظاهرة العزاب بين الأهالي وجلوسهم في الطرقات على مرأى من الجهات المعنية، سواء كانت وزارة الداخلية أو البلدية أو غيرها من الجهات، الأمر الذي يزيد من خطورة الوضع الأمني، خصوصا في هذه الأوقات التي تتطلب اليقظة والحرص من الجميع"، مطالبا "بضرورة محاسبة كل من تسبب في تنامي هذه المشكلة الخطيرة وزيادة نسبة العزاب بشكل لافت في كثير من مناطق المحافظة، ولاسيما في مناطق القصر وتيماء وجابر الأحمد وغيرها". منطقة مرعبةبدوره، اعتبر أحمد الظفيري (من سكان ضاحية جابر الأحمد)، أن "المناطق الجديدة في المحافظة أكملت مسيرة الألم المستمرة منذ سنوات في ما تعانيه المحافظة من نقص واضح في الخدمات"، مؤكدا أن "ضاحية جابر الأحمد لاتزال تعاني عدم وجود كهرباء في أعمدة الإنارة المؤدية إلى المنطقة، على الرغم من وجودنا في المنطقة منذ أكثر من عامين، وهذا ما يزيد من احتمال حصول حوادث مرور نحن في غنى عنها، ولاسيما أن المدخل من طريق الجهراء متعرج، ولا نعرف متى ينجز بشكل نهائي".أسعار الجمعياتوزاد الظفيري: "من المشكلات التي اكتشفتها بعد قرابة عامين في المنطقة أن أسعار الجمعيات التعاونية تتفاوت من جمعية إلى أخرى، وكأنها عملية مزاجية تخضع لرغبات مجالس إداراتها، بعيدا عن أعين وزارة الشؤون واتحاد الجمعيات التعاونية".وشدد على أن "غياب الرقابة عن هذه الجمعيات هو الذي شجع مجالس الإدارات على التمادي في مخالفة القانون، ومع الأسف المواطن والمستهلك هو المتضرر الوحيد من هذه الفوضى التي تتضاعف يوما بعد آخر، وكأن جمعيات محافظة الجهراء تقع في محيط دولة أخرى".النظافة مفقودةمن جانبه، أكد يوسف النبهان ان معظم مناطق المحافظة تعاني قلة النظافة، لاسيما مع وجود الكثير من المشاريع الإسكانية، وقيام بعض الأهالي بترميم منازلهم أو تجديدها، لكن ذلك لا يعفي الجهات المعنية من مسؤولية عدم الاهتمام بالنظافة التي أصبحت شبه مفقودة".وزاد النبهان ان "هناك ظاهرة غريبة تستحق الوقوف عندها، وهي الكتابة على أسوار وجدران المدارس والجمعيات وغيرها، علما أن بعض العبارات التي تكتب غير مألوفة وخادشة للحياء، وهذا الأمر لا يجب السكوت عنه، إذ إن الجمعيات التعاونية مطالبة بالتنسيق مع البلدية والجهات الأخرى بصبغ هذه المباني والاهتمام بها".واستدرك: "يلاحظ أيضا أن شوارع منطقة تيماء، بل والمحافظة بشكل عام، تحتاج إلى صيانة فورية من وزارة الأشغال، لاسيما مع وجود الأرصفة المحطمة والطابوق المتناثر بين الطرقات بشكل لافت"، متسائلا عن دور مختاري المناطق الذين لا نعرف أسماءهم أو حتى أين يقطنون؟الصليبية... ظواهر سلبية و«تقحيص» وانتشار عزاب"الصليبية مأساة بحد ذاتها"... هكذا لخص عمر العنزي الوضع في منطقة الصليبية، معتبرا إياها "خارج نطاق الاهتمام الحكومي والنيابي، ما ساهم في استمرار وتنوع المشكلات التي يعانيها الأهالي، في ظل صمت غير مبرر من الجهات ذات العلاقة"، مضيفا أن "المنطقة تعاني مشكلات كثيرة منذ سنوات طويلة، إلا أن الجهات المعنية تجاهلتها حتى كبرت، وأصبح من الصعب إيجاد حلول لها".وأوضح العنزي ان "معاناة الأهالي في المنطقة لا تقف عند حد معين، فانتشار البقالات غير المرخصة أصبحت ظاهرة معروفة في جميع القطع، إذ لا يكاد يخلو شارع داخلي من وجود بقالة أو أكثر، إضافة إلى تزايد العزاب من الجنسيات الآسيوية، حتى باتت مشاهدتهم يتنقلون بين المنازل ليلا ونهارا من المناظر المألوفة".وأكد أن "هذه البقالات تفتقر إلى أبسط إجراءات الأمن والسلامة، الأمر الذي ينذر بكوارث لا تحمد عقباها، خصوصا ان الغالبية العظمى منها من الكيربي، ويتم تأجيرها من صاحب المنزل الذي لا يضع أي اعتبار لأنظمة السلامة والأمان في الموقع".وأردف العنزي: "من الظواهر السلبية المنتشرة في منطقة الصليبية تجمع أعداد كبيرة من الشباب للاستعراض بسياراتهم (التقحيص)، رغم شكاوى الأهالي المتكررة للجهات المعنية، إذ يتوافد يوميا مئات الشباب أمام إحدى المدارس في قطعة 9 للتقحيص وإزعاج الأهالي، خصوصا في رمضان، وتحديدا قبل موعد الإفطار بساعة"، لافتا إلى أن "دوريات الشرطة تمر بالموقع وتغادر سريعا، ثم يعود الشباب لممارسة إزعاجهم اليومي وكأن شيئا لم يكن".وقال إن "منطقة الصليبية تعاني أيضا الزحام المروري في الطريق الفاصل بين المنطقتين الصناعية والسكنية على مدار الساعة، بسبب سوء التخطيط وإهمال وزارتي الأشغال والداخلية المتعمد لهذه الفوضى التي ينتج عنها الكثير من المشاجرات والمشاحنات بين من يريد الدخول إلى المنطقة السكنية ومن يرغب في الخروج منها".وأشار إلى أن "الحل سهل جدا، وطالما ناشد الأهالي المسؤولين تنفيذه، إذ إن إنشاء دوار يفصل المنطقتين السكنية والصناعية هو الحل الأمثل لهذه المعضلة اليومية التي نستغرب صمت مختار المنطقة والمحافظ عنها".