«تشيللو» ينجح في المنافسة... تيم حسن بطل مطلق في رمضان 2015

نشر في 14-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-07-2015 | 00:01
ليس غريباً على تيم حسن أن يكون الرقم الأول والأصعب في المنافسة الرمضانية هذا العام، فبعدما كان محط الأنظار في المواسم الرمضانية الماضية، عاد هذا العام ليشغل، بإطلالته المدروسة والمحترفة في «تشيللو»، قلوب المشاهدين وأقلام الصحافة، وأضحى اسمه الأكثر تداولا عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ما يؤكد أنه البطل المطلق بين منافسيه في رمضان 2015 ويبثت مجددا أنه صاحب موهبة استنثائية وصعبة يعجز  الغير عن تخطيها.

يعتبر تيم حسن أحد الممثلين القلائل الذين يخلصون تماماً للدور الذي يؤدونه، فيعيش في مجتمعه ويتقمّص حالته بإحساس صادق وشغف وشعور مرهف، ويحاول الوصول، في ترجمة الشخصية، إلى درجة كبيرة من الإتقان والحرفية، وقد نجح في ذلك إلى حدّ كبير رغم تنوّع الأدوار التي أداها واختلافها عن بعضها البعض.  

تيمور المتعجرف

استطاع تيم حسن إقناع الجمهور بشخصية  تيمور المتعجرف التي يجسدها في مسلسل {تشيللو}، فشعر المشاهد كأنه تسلل فعلا إلى داخل هذه الشخصية واكتشف فيها علاقات ذهنية ومنطقية، وغاص في أحاسيسها ومشاعرها المتناقضة، ونجح في تحليل نفسيتها ليخرجها من ذاته أمام الكاميرا بأبهى حلّة، فجاءت شخصية تيمور متكاملة ملفتة بملامحها وحركاتها وحواراتها وإيماءاتها ونظراتها، الأمر الذي أيقنه المشاهد وجعله يتفاعل مع هذه الشخصية أكثر من غيرها.

بدت أحاسيس تيمور وانفعالاته ووجوهه المختلفة كأنها تتولد من تلقاء نفسها من دون تصنع وتكلف. يقول البعض إن  الممثل المحترف كلما أحب دوره وأخلص له  حققت الشخصية هدفها الأساسي، وهو نقل أفكار المؤلف إلى المشاهد.  هذه النظرية تنطبق  على تيم حسن الذي لم يخيّب الآمال يوماً في إيصال ما يريد المخرج إلى المشاهد، بل نشعر كأنه مخرج نفسه لإتقانه الدور بحذافيره، أو كأن المخرج الذي يسيّره  ليس هو من يسيّر الممثلين الآخرين الذين يشاركونه العمل نفسه، نظراً إلى التفاوت في الأداء.

حبكة قوية

بالعودة إلى المسلسل لا شك في أن «تشيللو» تغلّب على مسلسلات كثيرة خصوصا تلك التي تتنافس معه في وقت العرض نفسه، ورغم بعض الهفوات التي تمثلت أولاً في إيقاعه البطيء نتيجة مطّ فكرة الفيلم «المُستنسخ»، إلا أنه حمل في طيّاته حبكة قوية تشدّ الأعصاب، وثمة مشاهد مكتوبة بلغة سينمائية، فتظنّ أنك أمام فيلم سينمائي لا دراما تلفزيونية.

الرؤية الإخراجية جميلة تتماشى مع المضمون المتمحور حول {قصة حبّ ثلاثيَّة، تحمل إشكاليات على أكثر من محور، ويخضع أطرافها للمساومة، لينعكس ذلك على العلاقات العاطفية ومدى رضوخها للحسابات المادية.

حول تداعيات الحبكة الدرامية طوال حلقات المسلسل، يقول المخرج  سامر البرقاوي: «يطرح «تشيللو» فكرة مفادها إذا كان الحب صالحاً للمساومة، وتم إخضاعه لرهان المال والسلطة، فهل يبقى بعد كل ذلك حباً أم تتغير تسميته؟»

للموسيقى التصويرية دور بارز وشكلت جزءاً أساسيا من المضمون، وهي حاضرة بقوة، كذلك التسجيل الحيّ للأوركسترا التي رافقت مشاهد عدة، فضلاً عن ارتباط آلة الـ {تشيللو} الموسيقية التي تعزف عليها {ياسمين} (نادين نجيم)، بجزء مهم من القصة ما أضاف تميزاً وروحاً خاصّة على  الأجواء.

عقبات تقنية

حاول البرقاوي الابتعاد عن أجواء مسلسل «لو» الذي أخرجه العام الماضي كي لا يقع في فخّ التشابه بينهما على الأصعدة كافة، لذلك اعتمد كاتباً مختلفاً (سيناريو وحوار نجيب نصير) وفريق تصوير آخر، وابتعد عن العوامل الفنيَّة والبصريَّة التي استخدمت في «لو»، ليس لتحقيق اختلاف بين المسلسليْن فحسب، بل لخدمة الخطوط الدرامية أيضاً.

يشير البرقاوي إلى  أن العقبات والمشاكل التقنية واللوجستية التي رافقت التصوير كانت كثيرة، «لكن الطاقة الإيجابية لدى فريق العمل من ممثّلين وفنّيين أعطت دافعاً للاستمرار، رغم اصرارنا على التصوير في فترة اشتداد العواصف الثلجية، ناهيك عن بعض التفاصيل الإنتاجية التي كادت تؤخّرنا عن الالتزام بالانتهاء في الوقت المحدد، ودخول مراحل المونتاج».

وحول تعاونه مع أبطال المسلسل ومدى رضاه عن أدائهم، يقول البرقاوي: «تجمعني بـ تيم حسن ثقة متبادلة، وغامرت معه لتقديم شخصية مختلفة عن كل ما قدّمه سابقاً، ورغم نجوميته ستكون هذه التجربة الفنية جديدة عليه.

أما نادين نسيب نجيم فلم تخذلني، إذ أطلُب منها الكثير وهي تعطي الدور أكثر... لتمنح الشخصية التي تؤدّيها أبعادها الدرامية والنفسية بنجاح باهر. بالنسبة إلى يوسف الخال، فهو سجّل نقطة مهمة في «تشيللو»، ستضاف حتماً إلى رصيده الفني كممثل، بفضل حرفيّته والجهود التي بذلها ليظهر بشكل مختلف عن أدواره السابقة، وأَعتبر أن يوسف تفوّق على نفسه، وأحرز نجاحاً سيلمسه الجمهور والنقّاد على حدٍّ سواء.

ثنائية ناجحة

نادين نجيم التي تلتقي تيم حسن للمرّة الأولى ضمن عمل درامي أكدت أن الانسجام بينهما كان كبيراً ولاحظه الناس،  وتمنت تكرار العمل معه. كذلك أثنت على نص الكاتب نجيب نصير، «كونه يتضمن حبكة قوية جداً» بحسب وصفها، وأشادت بالمخرج سامر البرقاوي وحرفيّته الذي تكرر التعاون معه للمرة الثالثة  بعد «مطلوب رجال»، قبل نحو خمس سنوات و{لو» العام الماضي.

عن الثنائية الدرامية بينها وبين الممثل يوسف الخال، خصوصاً بعد اجتماعهما في أكثر من مسلسل وتَعلُّق الجمهور بهما معاً من الناحية الدرامية، أضافت: «للمرّة الثالثة تجمعنا قصة حب على الشاشة، بعد المسلسل اللبناني «أجيال»، والمسلسل العربي «لو» في رمضان الماضي... لاحظنا أن الناس يفضلون متابعتنا معاً، ويُصنِّفوننا في خانة «الثُنائي الناجح»... وهذه السنة تعرّفوا علينا ضمن قصّة مختلفة».

 تتابع أن كل عمل قدّمَته مع يوسف الخال مختلف وقائم بذاته، لا سيّما «لو» و«تشيللو».

back to top