السيسي: أتابع شخصياً التحقيقات في «حادث الواحات»

التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزيرة الخارجية المكسيكية كلاوديا رويس ماسيو في القاهرة أمس، وقدم تعازي بلاده في حادث مقتل 8 مكسيكيين عن طريق الخطأ في منطقة الواحات، في حين أكدت مصادر مصرية أن رئيس الحكومة المكلف شريف إسماعيل، سينتهي من اختيار أعضاء حكومته اليوم.

لا تزال حادثة مقتل 12 مكسيكياً ومصرياً عن طريق الخطأ في منطقة الواحات غرب مصر الأحد الماضي، تلقي بظلالها على الشأن المصري إذ تفقدت وزيرة خارجية المكسيك كلاوديا رويس ماسيو صباح أمس، بعد وصولها إلى القاهرة، المصابين المكسيكيين في مستشفى "دار الفؤاد" بالجيزة، بينما تسلم أهالي القتلى 8 جثث لذويهم، تمهيداً لنقلها إلى المكسيك.

وقالت ماسيو، من أمام المشفى الذي يعالج فيه ستة من الناجين المكسيكيين، إن "الرسالة التي أحملها من المكسيك هي أن بلدنا قلق للغاية من هذا الحدث غير المسبوق وننتظر تحقيقاً معمقاً، شاملاً، وشفافاً لتحديد المسؤوليات وتوضيح ما حدث".

ولاحقاً، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي وزيرة الخارجية المكسيكية في مقر الرئاسة المصرية بعدما أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو، مساء أمس الأول، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، بأن السيسي أعرب عن خالص تعازيه في وفاة السائحين المكسيكيين، مؤكداً متابعته الشخصية لسير التحقيقات في الحادث للوقوف على ملابساته كاملة.

خطاب مفتوح

بدوره، قدم وزير الخارجية المصري سامح شكري تعازيه وتعازي بلاده إلى وزيرة الخارجية المكسيكية خلال استقباله لها أمس، مؤكداً أن تحقيقاً على أعلى مستوى يجرى لكشف أسباب الحادث، في حين بعث شكري خطاباً إلى الشعب المكسيكي نشر في الصحف المكسيكية باللغتين الإنكليزية والمكسيكية أمس، وعبر فيها عن تعازيه وتعاطفه مع الشعب المكسيكي لكنه لم يقدم اعتذاراً.

وقال شكري في الرسالة، "إنه ليثير أسفي أن يستغل البعض الحادث ليزعم أن مسؤولي الأمن المصريين ليست لديهم قواعد صارمة للاشتباك وأنهم يتصرفون عشوائياً ولا يتخذون الاحتياطات اللازمة خلال العمليات التي يقومون بتنفيذها".

وأضاف شكري في رسالته: "السلطات المصرية ملتزمة بشكل لا ريب فيه بالإفصاح عن التفاصيل الدقيقة لهذه المأساة حيث ما زال تسلسل الأحداث محيراً وغير واضح".

مشاورات الحكومة

على صعيد منفصل، تواصلت مشاورات رئيس الحكومة المكلف شريف إسماعيل أمس، لاختيار أعضاء مجلس الوزراء الجديد، في وقت علمت "الجريدة" أن من المتوقع أن يتقدم إسماعيل بأسماء أعضاء حكومته الجديدة إلى السيسي اليوم، على أن يتم حلف اليمين الدستورية أمام الرئيس بعد غد كحد أقصى، خصوصاً أن أزمة الاعتذارات المتكررة من المرشحين المحتملين لحمل الحقائب الوزارية، عطلت مساعي إسماعيل للانتهاء من تشكيل حكومته، قبل أمس.

وقال مصدر مصري رفيع المستوى، إن المؤشرات تشير إلى الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة اليوم، وأنها في كل الأحوال لن تتأخر عن بعد غد، مرجحاً أن يتضمن التشكيل الجديد الإبقاء على معظم حاملي الحقائب الوزارية في حكومة إبراهيم محلب، التي أقالها السيسي السبت الماضي، مرجحاً أن يقتصر التغيير على 12 حقيبة فقط.

وأكد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه تقرر الإبقاء على وزراء التخطيط والاستثمار والتنمية المحلية والكهرباء، بالإضافة إلى بقاء وزراء المجموعة السيادية، الدفاع والخارجية والداخلية، في حين التقى إسماعيل عدداً من المرشحين لتولي وزارات الصحة، والتعليم العالي، والتربية والتعليم، والسياحة، ولم يحسم بعد ما إذا كانت الحكومة ستشهد تعيين نواب لرئيس الحكومة أم لا.

قوائم المرشحين

من جهة أخرى، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أمس، أسماء المرشحين المقبولين لخوض انتخابات مجلس النواب، التي تنطلق في 18 من الشهر المقبل، تمهيداً لقبول طعون المستبعدين بداية من اليوم وحتى الاثنين المقبل.

وتم قبول 5420 مرشحاً "فردياً" و9 قوائم، واستبعاد نحو 535 مرشحاً في جميع المحافظات، لعدم استيفاء ملفاتهم للترشح، وتأكيد نتائج الكشوف الطبية تعاطي البعض منهم مواد مخدرة، فضلاً عن غياب المؤهلات الدراسية لدى البعض، وتهرب البعض الآخر من الخدمة العسكرية.

واستبعدت اللجنة العليا للانتخابات بالمنوفية أمس، رجل الأعمال أحمد عز، من القائمة المبدئية للمرشحين في انتخابات مجلس النواب عن المحافظة، بعدما قدم عز أوراق ترشحه الأسبوع الماضي، وتم قبول أوراقه بشكل مبدئي ومُنح رمز السفينة، حتى يتم فحص الأوراق لتحديد جواز خوضه الانتخابات من عدمه.

وقالت اللجنة العليا إن رفض ترشح عز جاء لعدم استيفائه الأوراق الخاصة بترشحه، لعدم وجود حساب بنكي نظراً إلى قرار النائب العام بمنعه من التصرف في أمواله، سواء كان حساباً بنكياً أو حساباً بريدياً، وبالتالي عدم قدرته على الإنفاق على حملته الانتخابية من الحساب البريدي الذي أنشأه، وتعد هذه المرة الثانية التي يتم فيها استبعاد عز من كشوف المرشحين، حيث استبعدته اللجنة في فبراير الماضي للسبب ذاته.

عز لم يكن المستبعد الوحيد، إذ استبعدت اللجنة العليا للانتخابات بمحافظة الدقهلية (شمال دلتا مصر)، 80 مرشحاً، أبرزهم مالك قناة "الفراعين" الفضائية، الإعلامي توفيق عكاشة، وقالت مصادر في اللجنة إن استبعاده جاء لتأخره في تقديم بيان حسابه البنكي.

وقد أعلن حزب "مصر القوية" الذي يترأسه عبدالمنعم

أبوالفتوح مقاطعته الانتخابات البرلمانية.

حق الشهيد

في هذه الأثناء، واصلت عناصر قوات الجيش والشرطة تنفيذ عملية "حق الشهيد" لتطهير مدن شمال سيناء وقراها من البؤر الإرهابية، وأسفرت نتائج العمليات التي تنفذها المجموعات القتالية من الجيشين الثاني والثالث وعناصر الدعم لليوم التاسع على التوالي أمس الأول، عن مقتل 55 "تكفيرياً"، خلال مواجهات شهدت تبادلاً مكثفاً لإطلاق النيران، فضلاً عن القبض على 35 من المشتبه فيهم.

وقالت القوات المسلحة في بيان لها، إنه نتيجة لتبادل إطلاق النار مع الإرهابيين، وانفجار إحدى العبوات الناسفة أثناء التعامل مع العناصر الإرهابية، استشهد جنديان وأصيب 12 آخرون.